أفادت صحيفة “معاريف” العبرية اليوم الثلاثاء أن المواجهة السيبرانية بين “إسرائيل” وإيران باتت في مراحلها المتقدمة، خاصة أن الجيشين السيبرانيين الإسرائيلي والإيراني يشنان حملة سيبرانية مفتوحة.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من عدم اعتراف أي من الجانبين رسميًا بالمسؤولية عن أي من تلك الحوادث إلا أن الهجمات الأخيرة تؤكد على أن المواجهة السيبرانية باتت في مرحلة متقدمة بين الجانبين.
وبحسب الصحيفة فإن المواجهة تجلت بوضوح عندما وجد مئات الآلاف من الإيرانين أنفسهم في حالة من الفوضى المفاجئة وغير المألوفة، إثر وقوع خلل حاد في أنظمة الكمبيوتر لشبكة محطات الوقود، لتفشل في تعبئة المركبات خلال ساعات طويلة، وسرعان ما ظهر أن آلية تشغيل المحطات وقعت ضحية لهجوم إلكتروني.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران لديها العديد من الأعداء إلا أن القليل منهم قادر على شن هجوم واسع ودقيق وفعال باستثناء “إسرائيل” التي لا تعترف بذلك رسميًا، لكن الرسائل التي تخرج من هنا وهناك تؤكد مسؤوليتها عنها.
وتابعت الصحيفة في تقرير لها أن الجيشين السيبرانيين الإسرائيلي والإيراني يشنان حملة مفتوحة، ومن نتائجها انتشار المفرقعات في طهران عقب التسلل الإسرائيلي إلى الأنظمة العامة فيها، والتسبب في تعطل عملها، وحين تظهر النتائج دامية وفتاكة، تصدر “تل أبيب” التعليمات لكتائب لوحة المفاتيح بالعودة إلى المواجهة.
ويُشار إلى أن الحملة الحربية على الإنترنت بين “إسرائيل” وإيران مستمرة منذ أكثر من عقد ولكن في العامين الماضيين تم تضمين الأهداف المدينة من كلا الجانيبن في دائرة الهدف.
ومع اندلاع أزمة كورونا، هاجم الإيرانيون ستة مرافق للمياه والصرف الصحي لدى “إسرائيل”، وتم تحديد الضرر، وإصلاحه على الفور.
ولم تنتظر “إسرائيل” للرد فورًا، ففي غضون أسابيع، تعرضت تعرضت منشآت الكمبيوتر في أكبر ميناء بحري في إيران، الواقع في مدينة بندر عباس، لهجوم إسرائيلي عن بعد.
ولم تكتف “إسرائيل” بذلك فقبل ثلاثة أشهر، هاجم مجهولون نظام الكمبيوتر الخاص بشركة السكك الحديدية الإيرانية، بطريقة تذكر بالهجوم على محطات الوقود منذ أيام، وتم زرع الكثير من الارتباك في الجداول، وتم إلغاء آلاف الرحلات.
وجاء رد الإيرانيون منذ حوالي أسبوعين، بعد شنهم حرب سيبرانية على أنظمة الكومبيوتر في مستشفى “هيلل يافيه” في الخضيرة، حيث كان هجومًا أكثر خطورة من سابقه، حين أجبر طاقم المستشفى على تحويل أجهزة الكمبيوتر يدويًا، ونظرًا لتعقيده وخطورته، فقد كان هذا الهجوم كفيلًا بتعريض حياة الإسرائيليين للخطر.
وأكدت معاريف في تقريرها أن الإسرائيليين على قناعة تامة بأن الهجوم على محطات الوقود في إيران هو بكل المؤشرات رد فعل إسرائيلي على الإضرار بمستشفى هيلل يافيه، وهجمات إلكترونية أخرى غير منشورة، كانت حادة وواسعة النطاق، وذات مغزى، وهذا يشير إلى أن كلًا الجانبين في دوامة فعل ورد فعل، وهذه مجرد البداية.