أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، أنّ "الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة خطير جداً، ولم يعد قابلاَ للاحتمال أو الانتظار في ظل انسداد الأفق السياسي وتصاعد الاستيطان الإسرائيلي".
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل نظمته دائرة شؤون اللاجئين بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، اليوم الأربعاء، لتكريم الفائزين في المسابقة الأدبية لطلبة المدارس في فلسطين بعنوان: "النكبة كما يراها طلبة فلسطين" والتي تزامنت مع الذكري (104) لصدور وعد بلفور
وقال أبو هولي: إنّ "الحكومة الاسرائيلية لا تريد استئناف المفاوضات ولا تريد حل الدولتين، ولا تريد لقاء الرئيس محمود عباس، ولم تحترم تعهداتها، ولم تقدم أي موقف تفاوضي إيجابي، بل ماضية في سياستها التدميرية لحل الدولتين من خلال سلسلة من المشاريع الاستيطانية، التي تأخذ أشكالاً متعددة في مدينة القدس وغيرها من محافظات الضفة الغربية".
وأضاف: إنّ "حكومة الاحتلال تواصل جرائمها ومخططاتها الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، ومحاولاتها في تقويض فكرة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، والتنصل من قرارات الشرعية الدولية ، في إطار الحرب الشاملة التي تشنها ضد شعبنا الفلسطيني من قتل وحصار واعتقال ونهب للأرض والاستيطان".
وتابع: إنّ "حكومة الاحتلال بزعامة بينيت - لابيد لا تحمل في جعبتها برنامج سياسي يدفع نحو حل الدولتين، وما تملكه سوى برنامج ذلت صبغة عدوانية وعنصرية لتعزيز الاستيطان وتهويد القدس وتقويض حل الدولتين وانهاد الوجود الفلسطيني من رضه".
وأوضح أبو هولي، أنّ خارطة الطريق للتحرك الفلسطيني وضعها الرئيس أبو مازن في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها (76) تبدأ بإعطاء مهلة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية على حدود 1967 خلال عام واحد، ومن ثم العمل على ترسيم الحدود بعقد مؤتمر دولي للسلام متعدد الأطراف، وإمّا التوجه إلى محكمة العدل الدولية والعودة الى قرار التقسيم رقم 181 .
وذكر أنّ الموقف الفلسطيني المبدئي يستند على التمسك بحق الشعب الفلسطيني المشروع في العودة إلى دياره التي هجره منها عام 1948، وإقامة الدولة المستقلة كامل السيادة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من حزيران لعام 1967.
وأردف: "نحن لا نطالب إلا بحقوقنا المشروعة، ونقول لكل الأطراف الدولية بأن هذا الاحتلال الإسرائيلي لابد أن يزول، ونحن باقون هنا على أرضنا رغم كل الظروف والضغوط، ولن تستطيع أي قوة على الأرض أن تنهي وجودنا وطمس تاريخنا وتدمير مستقبل أجيالنا القادمة"
وأكّد أبو هولي، على حرص الرئيس على الوحدة الوطنية، والسعي إلى تعزيزها وترسيخها من خلال الشراكة الكاملة للكل الوطني لمواجهة المرحلة القادمة.
ودعا كافة القوى والفصائل الفلسطينية، إلى العمل على إنجاح عقد المجلس المركزي المزمع في نهاية العام الجاري أو مطلع العام القادم لإعادة تقييم ومراجعة جدية وشاملة لمجمل الأوضاع الفلسطينية ومراجعة القرارات المتعلقة بإنهاء العلاقات التعاقدية مع الاحتلال بكافة مستوياتها سياسياً واقتصادياً وأمنياً ولبلورة خطاب سياسي واحد في مواجهة التحديات والتنكر الإسرائيلي لحقوق شعبنا المشروعة وبخاصة في ظل عدم قدرة المجتمع الدولي برمته على لجم حكومة اليمين الإسرائيلي التي تمارس إرهاب الدولة المنظم ومع غياب الموقف الأمريكي.
ونقل أبو هولي، في كلمته تحيات الرئيس عباس، وتهانيه لكل الفائزين في المسابقة الأدبية لطلبة المدارس في فلسطين بعنوان: "النكبة كما يراها طلبة فلسطين"
وبيّن أنّ المسابقة الأدبية تأتي في إطار السياسة التي خطّتها دائرة شؤون اللاجئين للحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية القائمة على تزييف التاريخ وسرقنا حضارتنا وتراثنا ولرفع الوعي الوطني وتعميق المعرفة لدى طلبتنا بتاريخهم وحقوقهم الوطنية ضمن استراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية وخطة الحكومة باعتبار العام 2021 عاما لتعزيز الرواية عن فلسطين والقدس.
وأشار إلى أنّ دائرة شؤون اللاجئين عمدت على التشبيك مع كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية والوطنية والأهلية لتعزيز الرواية الفلسطينية والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي في إطار خطة ممنهجة لطمسها ومحو الوجود الفلسطيني.
واستطرد: إنّ "الأجيال الفلسطينية باتت اليوم راسخة في الأرض كرسوخ الجبال لا يمحوها الزمن ولا تزيلها عاصفة، فهي الجدار المنيع للحفاظ على الهوية الفلسطينية وهي القلعة الصلبة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات التي تهدف إلى إسقاط الرواية الفلسطينية، وسيبقى المنهاج الفلسطيني فلسطينياً وطنياً ولن نقبل المساس به مهما كانت الضغوط".
ودعا كل المؤرخين والباحثين والكتّاب أن يسهموا بشكل متواصل في جمع وتوثيق الرواية الفلسطينية ونشرها، معبرًا أيضًا عن شكره لوزارة التربية والتعليم على ما قدموه من جهد وإمكانات ومتابعة مع فريق دائرة شؤون اللاجئين لإنجاح المسابقة وتحقيق أهدافها
وأُقيم الحفل في قصر القصبة وسط مدينة رام الله، بمشاركة وحضور أبو هولي ووزير التربية والتعليم د. مروان عورتاني، وعضو اللجنتين التنفيذية والمركزية عزام الأحمد، وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة صالح رأفت، ود. واصل أبو يوسف، وبسام الصالحي، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح دلال سلامة، والشخصيات الوطنية والرسمية والاعتبارية والأسرة التربوية، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وذوي المتفوقين.
وفي ختام الحفل، تم تكريم المشاركين من الطلبة والمؤسسات وتوزيع الجوائز على الطلبة العشرة الفائزين، حيث حصل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى على أجهزة حواسيب محمولة، وحصل أصحاب المراكز الباقية على أجهزة لوحية، كما تضمن الحفل عديد الفعاليات والفقرات الوطنية، من أبرزها كورال مديرية تربية قلقيلية، وقصيدة "باقون" ألقتها الطالبة آمنة باسم من مدرسة كفر قدوم بمديرية قلقيلية، والدبكة الشعبية من مدرسة بنات رام الله الثانوية، وسط إعجاب الحضور بالأداء الرائع والمميز للطلبة.