منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، وفدا دبلوماسيا من نحو 20 دولة غربية، يضم أكثر من 30 شخصية من الدخول الى شارع الشهداء وسط مدينة الخليل، دون تقديم أية مبررات.
وكان الوفد الدبلوماسي الذي يمثل سفراء وقناصل وممثلي البعثات الدبلوماسية في فلسطين زار الخليل، بدعوة من لجنة إعمار الخليل ودائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف الاطلاع على آخر التطورات في المنطقة، وشرح المشاريع والهجمات الاستيطانية المنظمة وخاصة المخططات الاستعمارية الأخيرة التي تستهدف البلدة القديمة، والتي جعلت من مدينة الخليل وبلدتها القديمة منطقة منكوبة على جميع الأصعدة وخاصة في الحرم الابراهيمي الشريف ومحطيه.
افتتح عضو المجلس المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية الفريق جبريل الرجوب الجولة بحضور محافظ محافظة الخليل اللواء جبرين البكري ومدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان والسفير د. عمر عوض الله مساعد وزير الخارجية، وقدم إحاطة سياسية شاملة حول الأوضاع والمستجدات السياسية في فلسطين والمنطقة، مؤكداً على أهمية وحدة التمثيل الفلسطيني في وجه المخاطر الإسرائيلية المحدقة بالشعب الفلسطيني وأرضه ومستقبله.
وأطلع الرجوب الوفد الدبلوماسي على خطورة المشروع "الكولينالي" على مستقبل المنطقة، وانتهاكات الاحتلال في المدينة بما فيها اعتداءات المستوطنين، مؤكداً أن واقع الفصل العنصري في البلدة القديمة من الخليل والذي تكرسه سلطة الاحتلال بشكل أكثر منهجية يهدف إلى خلق بيئة طاردة قسرية لا تترك للفلسطيني سوى المغادرة أو تكبد المعاناة اليومية.
وطالب دول العالم بتحمل مسؤولياتها السياسية والقانونية في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، حيث تمثل الخليل صورة واضحة لتهديد الاحتلال ومستوطنيه لأمن وسلام الفلسطينيين وسبل عيشهم ووجودهم على أرضهم.
وقدم عماد حمدان عرضاً تفصيلياً مصوراً حول الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية الحرجة التي تعيشها البلدة القديمة نتيجة وقوعها بين خمس بؤر استيطانية تعمل على تهويد المنطقة وتهجير الفلسطينيين منها، وركز على ما يتعرض له الحرم الابراهيمي الشريف، كمعلم مقدس ديني وكموقع مدرج على لائحة التراث العالمي، من انتهاكات واعتداءات ممنهجة ومتواصلة.
ووضع حمدان المسؤولين الدوليين حول أعمال الاحتلال العدائية كتجريف ساحات الحرم الابراهيمي الشريف من أجل إنشاء مصعد كهربائي لتسهيل حركة المستوطنين الى الحرم الابراهيمي، معتبراً ذلك تدخلاً صارخاً بحق هذا المعلم التراثي وتهديداً لأصالته يحول دون نقله للأجيال القادمة بصورته التاريخية الاصلية، الأمر الذي يؤثر سلباً على الطابع التقليدي للبلدة القديمة ككل.
واكد أن ذلك يعتبر جزءاً من انتهاكات أخرى ترمي الى تهويد الحرم الابراهيمي الشريف، بما في ذلك إيقاف عمل لجنة اعمار الخليل في الحرم الابراهيمي لعدة مرات دون أي مبرر، الأمر الذي عرّض الاجزاء المتبقية بدون ترميم الى التلف.
وأكد د. عمر عوض أن أهمية هذه الجولة تأتي في الذكرى الـ 104 لوعد بلفور المشؤوم الذي خلق النكبة المتواصلة حتى الان، والتي نرى إحدى تجلياتها اليوم في الخليل وتنعكس على كل مدن فلسطين.
وعرض عوض الله القيمة الاستثنائية لمدينة الخليل باعتبارها جزءاً من التراث العالمي المهدد بالخطر، مشيراً إلى أنها من أقدم مدن العالم المأهولة بسكانها الفلسطينيين منذ آلاف السنين، وأن هذا الوجود الأصيل والمتواصل على الأرض رغم كل التطهير العرقي والإجراءات القمعية والعنصرية الإسرائيلية هو أكثر ما يُرعب سلطة الاحتلال. وطالب عوض الله المجتمع الدولي بلعب دور أكثر فاعلية وجدية في حماية هذا الوجود، وتوفير الحماية الدولية العاجلة لشعب فلسطين وحماية تراثه وتاريخه من التزوير والتدمير الإسرائيلي الممنهج، ولجم الجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب والأرض الفلسطينية وأدواتها المختلفة بما فيها المستوطنون الارهابيون، ودعا المسؤولين الدوليين إلى دعم المسار القانوني الذي تقوده دولة فلسطين ضد اسرائيل في المحاكم الدولية وتفعيل آليات المحاسبة والمساءلة.
واختتم الوفد الدبلوماسي زيارته بجولة في البلدة القديمة وشاهد بأم عينيه الانتهاكات التي ترتكب بحق الفلسطينيين، كما تم منعهم من الوصول لشارع الشهداء.