حذر تقرير جديد من أن تغير المناخ يمكن أن يدمر أكبر القوى الاقتصادية في العالم بحلول عام 2050، إذا لم يتخذ أي إجراء للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وصدر البحث الذي أجراه المركز الأورومتوسطي حول تغير المناخ (CMCC) عشية مؤتمر تغير المناخ COP26 في غلاسكو، والذي يبدأ يوم الأحد.
ويحذر من أن المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا من بين الدول التي ستتأثر، وكذلك كندا وفرنسا والبرازيل والمكسيك واليابان والصين وروسيا.
وقالت دوناتيلا سبانو، من مركز الأبحاث الإيطالي CMCC، إن هذه النتائج تظهر مدى خطورة تغير المناخ على أكبر اقتصادات العالم، من الجفاف وموجات الحر وارتفاع مستوى سطح البحر، إلى الإمدادات الغذائية المتناقصة والتهديدات للسياحة.
وقدر التقرير أن دول مجموعة العشرين ستخسر 4% من إجمالي ناتجها الاقتصادي بحلول عام 2050، و8% بحلول عام 2100، إذا لم يتم خفض الانبعاثات بشكل كبير.
وتعد دول مجموعة العشرين مسؤولة عن حوالي 80% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. ووقعوا جميعا على اتفاقية باريس في عام 2015، والتي حددت هدفا يتمثل في الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية دون 2 درجة مئوية (3.6 درجة فهرنهايت) والاحتفاظ بها بشكل مثالي عند 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت).
ووجد التقرير أن تأثيرات الاحتباس الحراري، بما في ذلك الحرارة الشديدة وارتفاع مستويات سطح البحر، تسبب بالفعل الأضرار للاقتصادات الرائدة في العالم.
ويمكن أن تخسر فرنسا وإندونيسيا خمس أو أكثر من صيد الأسماك بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات، في حين أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الساحلية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر قد تكلف اليابان 468 مليار دولار، وجنوب إفريقيا 945 مليار دولار بحلول عام 2050 حسب تقديرات الباحثين.
كما حذروا من أنه إذا استمر الاحتباس الحراري بلا هوادة، فإن أوروبا ستسجل 90 ألف حالة وفاة بسبب الحرارة الشديدة كل عام بحلول نهاية هذا القرن، ارتفاعا من 2700 حاليا.
وفي شمال الولايات المتحدة، يمكن أن يهدد فيروس زيكا - الذي كان ينتقل محليا فقط في فلوريدا وتكساس - 83% من سكان البلاد بحلول عام 2050 إذا ظلت الانبعاثات مرتفعة واستمرت درجات الحرارة في الارتفاع، حسبما يشير التقرير.
ويمكن أن يكون أكثر من 92% من الناس في الولايات المتحدة معرضين أيضا لخطر الإصابة بحمى الضنك.
وأصدرت لجنة مكافحة تغير المناخ، التي تعمل مع اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، التقرير قبل أيام فقط من بدء قمة الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في اسكتلندا.
وقالت سبانو: "كعلماء، نعلم أن الإجراءات السريعة فقط لمعالجة الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ هي التي ستحد من الآثار الشديدة لتغير المناخ. وفي القمة القادمة، ندعو حكومات مجموعة العشرين للاستماع إلى العلم ووضع العالم على طريق مستقبل أفضل وأكثر عدلا وأكثر استقرارا".
ويأتي إصدار التقرير بعد 24 ساعة من تحذير ورقة بحثية أخرى صادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، من أن الالتزامات الوطنية الحالية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تضع الأرض على المسار الصحيح لارتفاع درجة الحرارة "الكارثي'' بمقدار 2.7 درجة مئوية هذا القرن.
وقال العلماء الذين قاموا بتجميع تقرير فجوة الانبعاثات، إن خطط خفض الكربون التي قدمتها البلدان قبل COP26 ليست قريبة بما يكفي للحفاظ على عتبة درجة الحرارة 1.5 درجة مئوية في الأفق.
وعند جمعها معا، تخفض الخطط انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في عام 2030 بنحو 7.5%، مقارنة بالتعهدات السابقة التي أطلقت قبل خمس سنوات.
ومع ذلك، فإن هذا بعيد عن نسبة 55% من التخفيضات المطلوبة في التاريخ نفسه لضمان بقاء زيادة 1.5 درجة مئوية هدفا واقعيا، كما قال الخبراء.
وبدلا من ذلك، ستشهد التعهدات الحالية ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار 2.7 درجة مئوية هذا القرن، وهو ما يعد بمثابة "صيحة إيقاظ مدوية أخرى"، وفقا للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.
وقال عند إطلاق الدراسة: "فجوة الانبعاثات هي نتيجة فجوة في القيادة. ولكن ما يزال بإمكان القادة جعل هذا نقطة تحول نحو مستقبل أكثر اخضرارا بدلا من نقطة تحول في كارثة المناخ".
وعلى الرغم من التحذير، ما يزال هناك أمل في أنه إذا تم تحقيق أهداف صافي الصفر على المدى الطويل - التي تعهدت بها حوالي 50 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي - فقد يؤدي ذلك إلى خفض 0.5 درجة مئوية من ارتفاع درجة الحرارة بحلول عام 2100. ومن شأنه أن يحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 2.2 درجة مئوية بدلا من 2.7 درجة مئوية، لكنه سيظل أعلى من هدف اتفاقية باريس المتمثل في إبقائه أقل من درجتين مئويتين والاحتفاظ به بشكل مثالي عند 1.5 درجة مئوية.