افتتح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم السبت، مشروع تغطية أكبر لوحة فسيفساء بالعالم في قصر هشام الأثري، بمدينة أريحا.
وكان باستقبال سيادته لدى وصوله إلى قصر هشام الأثري، وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، وممثل اليابان لدى فلسطين ماسايوكي ماجوشي، ورئيس مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" في فلسطين توشيا آبي.
اللوحة الفسيفسائية، التي تعود لبدايات الحقبة الأموية، تمتد على أرضية قاعة الاستقبال في قصر هشام في أريحا، الذي يحمل اسم الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وبدأ إنشاؤه عام 743 ميلادي، وأكمل بناءه نجله الوليد الثاني.
وبخلاف الأهمية التاريخية، تتجسد الأهمية الفنية لهذه الأرضية بأنها مشكلة من نحو 8 ملايين قطعة فسيفساء تحمل أكثر من 23 لوناً، وهي ألوان أحجار فلسطين، كالحجر الأسود من منطقة النبي موسى، والحجر الأحمر من بيت لحم والقدس، والحجر الأبيض من الخليل وجماعين بنابلس، وغيرها.
وتقع اللوحة على مساحة تقدر بـ827 مترا مربعا وتحوي 38 سجادة فسيفسائية تبرز مجتمعة أشكالا زخرفية وهندسية متعددة.
عام 2016، تم التوقيع على مشروع تعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" وتم إعداد خطة لتغطية الموقع بتكلفة اجمالية بلغت 12 مليون دولار، والتزمت الحكومة اليابانية بتمويل المشروع، الذي تم الإعلان عن انتهائه اليوم وافتتح بشكل رسمي.
مشروع التغطية كما اصطلح على تسميته، يظهر من الخارج على شكل قبة معدنية تغطي الأرضية الفسيفسائية، أقيمت دون الإضرار بالموقع الأثري أو التدخل فيه، استناداً إلى معايير دولية تنظم مسألة الحفاظ على الآثار، بمساحة 2500 متر مربع تقوم على 4 قواعد رئيسية مثبتة في الزوايا، وتم الربط بينها بجسور معدنية.
ويتكون السطح العلوي الخارجي للتغطية، الذي يرتفع في أعلى نقطة لـ13 متراً، من مادة معدنية، حتى يتحمل العوامل الجوية لأغراض الديمومة، ومن الداخل، وضعت 3 طبقات عزل، اثنتان ضد الحرارة وهما متصلتان ببعضهما البعض، فيما الطبقة الثالثة مخصصة للحد من الرطوبة.
أما من الداخل، فيرى الزائر ما يشبه السقف المستعار أبيض اللون، يعلو شبكة جسور معدنية، في تصميم بسيط يعكس حرص القائمين على المشروع على عدم تشتيت تركيز الزائر عن أرضية الفسيفساء.
وفي تموز / يوليو الفائت، أدرجت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، قصر هشام على قائمة التراث الخاصة بها، إلى جانب "قرى الكراسي" والبلدة القديمة في نابلس، وميناء "الأنثيدون" الأثري في قطاع غزة.