اغتيال مدحت صالح: تزايد مخاطر التصعيد بدل إبعاد احتمالات الحرب

الأحد 17 أكتوبر 2021 04:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
اغتيال مدحت صالح: تزايد مخاطر التصعيد بدل إبعاد احتمالات الحرب



القدس المحتلة / سما /

اعتبرت تقارير إسرائيلية، اليوم الأحد، أن الأسير المحرر مدحت صالح، الذي استشهد بنيران قناصة إسرائيليين في الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان أمس، السبت، كان مسؤولا عن منطقة الجولان المحتل من قِبل إيران.

ونقل المحلل العسكري في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير بوحبوط، عن مصادر لم يحدد هويتها قولها إن صالح كان يسكن في بيت بالقرب من تلة الصيحات وقريبا من قرية مجدل شمس وأن "هذه المسافة القريبة سمحت بإطلاق نيران قناصة".

وأضافت المصادر أن "الذي أراد أن يصفيه (يغتال صالح) لم يكن بحاجة إلى تفاصيل كثيرة للتعرف عليه، لأنه كان شخصا سمينا ووصل طوله إلى حوالي مترين".

ونقل بوحبوط عن "خبراء في إسرائيل" قولهم إن "الذي نفذ إطلاق نار قناصة، أراد طمس أي علامة ومنع التصعيد في منطقة الحدود ورد فعل من الجانب الآخر (بعد تنفيذ الاغتيال مباشرة) أو في وقت لاحق. ودقة إطلاق هذه النيران بقي في حيز النفي الذي لا يستدرج رد فعل".

وأشار بوحبوط إلى أن "نشاط إيران في جنوب هضبة الجولان السورية في السنتين الأخيرتين يُشغِل جهاز الأمن الإسرائيلي، على خلفية جهد تبذله طهران من أجل أن تقيم في هذه المنطقة قوة إرهابية مدربة ومنظمة وفق نموذج حزب الله. ويشمل هذا الجهد سيطرة يتفق عليها على مواقع للجيش السوري، وتنفيذ عمليات من داخل الموقع تشمل جمع معلومات استخباراتية ونصب أسلحة تخدم في المستقبل القوات التي ترسلها إيران، إلى جانب إقامة مواقع داخل القرى السورية ومحيطها، ونشر خلايا إرهابية بدعم أبناء المنطقة وأنشطة أخرى".

وتابع بوحبوط، نقلا عن "مصادر في الشرق الأوسط"، أن "صالح كان أحد الأشخاص الذين جندتهم إيران ليكونوا حلقة وصل بين مسؤولين إيرانيين ونشاط إرهابي في هذه المنطقة. وعمل صالح طوال الوقت منذ الصباح حتى المساء وفقا لمصالح إيرانية، وبخلاف كامل لمصالح نظام الأسد الذي يبحث عن الهدوء عند الحدود الإسرائيلية".

استدراج تصعيد بدل إبعاد حرب

من جانبها، رأت المراسلة العسكرية لصحيفة "يسرائيل هيوم"، ليلاخ شوفال، أن اغتيال صالح يعيد النقاش مجددا حول "المعركة بين حربين"، أي الغارات الإسرائيلية في سورية المتكررة في السنوات الأخيرة، بادعاء أنها تبعد إمكانية نشوب حرب.

وبحسب شوفال، فإن اغتيال صالح تم من الأرض وليس من الجو. وأضافت أنه في إسرائيل يتعاملون بجدية مع تهديد الميليشيات الموالية لإيران في سورية بأنه سيكون هناك "رد شديد" على اغتيال صالح، وأنه تم رفع حالة التأهب في صفوف القوات الإسرائيلية، وذلك أيضا في أعقاب غارتين جويتين إسرائيليتين، الأسبوع الماضي في تدمر في منطقة مطار "تي-4" في محافظة حمص.

وتابعت شوفال أنه "مع مرور الوقت، تراكمت المخاطر على حرية العمل الإسرائيلية في سورية. فالروس ليسوا راضين دائما من الغارات الإسرائيلية. كما أن حزب الله يهدد بالرد على أي استهداف لعناصره في الأراضي السورية، الأمر الذي يقلص حرية العمل الإسرائيلية، وفي العام الماضي وجد الجيش الإسرائيلي في أكثر من 100 يوم من حالة استنفار بعد مقتل أحد عناصر حزب الله بغارة منسوبة لإسرائيل في سورية".

وبحسب شوفال، فإن "التهديد الأكبر على حرية العمل الإسرائيلية في سورية اليوم ينبع من محاولة الأسد أن يعيد لنفسه السيطرة في الدولة. والأسد معني بترسيخ سيادته في سورية مجددا، ونتيجة لذلك ازداد إطلاق صواريخ أرض – جو باتجاه الطائرات الإسرائيلية المشاركة في الهجمات، وفي سلاح الجو الإسرائيلي يفيدون بإطلاق مئات من هذه الصواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية سنويا".

ولم تستبعد شوفال إطلاق قذائف صاروخية أو طائرات من دون طيار أو انطلاق عمليات من سورية باتجاه إسرائيل. "وفي جميع الأحوال، وحتى لو يتم تنفيذ التهديد، يجدر بإسرائيل أن تعيد التفكير، وتحليل استمرار سياسة المعركة بين حربين إثر التغييرات الداخلية في سورية، وانطلاقا من إدراك أن استمرار هذه السياسة، التي غايتها إبعاد الحرب، قد تتسبب في نهاية الأمر بنتيجة معاكسة واستدراج تصعيد".