هآرتس: هكذا أخرجت إسرائيل مصر من المعادلة الاستراتيجية للصراع العربي – الإسرائيلي

الجمعة 15 أكتوبر 2021 05:57 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس: هكذا أخرجت إسرائيل مصر من المعادلة الاستراتيجية للصراع العربي – الإسرائيلي



القدس المحتلة / سما /

هآرتس - دان شيفتن                          "في النقاشات حول حرب يوم الغفران وتداعياتها ينقص منظور أهميته، ربط الحرب بسياق تاريخي أوسع. هذا المنظور يمكنا أيضا من العودة إلى اختبار الانتصار، الذي تحول إلى أكثر تعقيدا في العصر الجديد، الذي فيه الحروب لم تعد تنتهي في غرفة القيادة المحصنة في برلين أو على متن سفينة حربية في خليج طوكيو. إسرائيل واجهت في منتصف الخمسينيات التحدي الأخطر على وجودها منذ حرب الاستقلال. وبعد ربع قرن على تلك الحرب أنهت هذا الفصل في تاريخها بانتصار حاسم، مع تحقيق 100 في المئة من الهدف الاستراتيجي الاقليمي الحاسم في تاريخها. من المهم بالطبع مناقشة الحروب المختلفة، كل واحدة على حدة، والقيام بوضع إجمالات مؤقتة مهمة في أعقابها، والتهنئة بهذه الإنجازات في وقتها وتعلم دروس الإخفاقات المحددة، لكن في التحليل النهائي كل هذه الامور ثانوية بالنسبة للإنجاز التاريخي، ومن الجدير فحصها من هذا المنظور أيضا.

التهديد الوجودي الذي حلق فوق المشروع الصهيوني منذ بدايته هو تجنيد موارد كل الدول العربية حتى قبل أن تحصل على السيادة الكاملة، في صراع منسق ومندمج يستهدف منع إقامة الدولة اليهودية. وعندما قامت وجه لتقزيمها وحتى القضاء عليها. في حرب الاستقلال نجح بن غوريون، بدعم القيادة الصهيونية (الذي جزء منه اعطي فيما بعد)، في تقويض التضامن العربي من خلال شراكة استراتيجية مع الملك عبد الله، ملك شرق الأردن.

بن غوريون فهم أن دولة يهودية مع اغلبية عربية لن تكون قابلة للحياة، وفي هذا السياق رأى في تقسيم البلاد هدف صهيوني. فقد علم أن الفلسطينيين بقيادة مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، غير شركاء في التقسيم الحميد. هكذا نشأ تطابق في المصالح بين إسرائيل والملك عبد الله الذي سعى إلى بناء المملكة الأردنية في الضفتين على أنقاض الحركة القومية الفلسطينية. من خلال هذه الشراكة تجنب الأردن استخدام جيشه المحمول والمدرب كقبضة ساحقة ضد مراكز ثقل إسرائيل، وركز على السيطرة على المناطق التي تحولت بعد ذلك إلى “الضفة الغربية” للمملكة.

باستثناء صراع مرير على السيطرة على الطريق من الساحل إلى القدس، تصرفت إسرائيل والأردن مع بعضهما كحليفتين في الصراع ضد الفلسطينيين والمصريين. بدون هذه الشراكة كان من المشكوك فيه أن تستطيع إسرائيل البقاء وتجاوز المراحل الأولى للحرب. وبالتأكيد لم تكن لتنجح في تركيز القوة المطلوبة من أجل هزيمة مصر في المراحل الأولى وإخراجها من الحرب باتفاق منفصل وتمكينها من الانتصار في النهاية.

منذ العام 1949 كان هدف إسرائيل على المستوى الاستراتيجي هو مأسسة النتائج السياسية والديمغرافية والجغرافية لحرب الاستقلال: موافقة العرب على وجودها، منع عودة اللاجئين الفلسطينيين وتأمين شرعية لشمل المناطق الموجودة بين حدود التقسيم والخط الاخضر. الكابوس الأكبر بقي على حاله: تجنيد جميع الموارد الضخمة للعرب، السياسية والعسكرية والاقتصادية، في الصراع ضدها. هذا ثار مرة أخرى وبقوة أكبر مع تراكم الطاقات الكبيرة التي جسدتها كاريزما قيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

 جميع حروب إسرائيل منذ منتصف الخمسينيات، عملية “كودش”، حرب الايام الستة، حرب الاستنزاف وحرب يوم الغفران والصراعات السياسية الاساسية التي تركزت في تأمين هذا الهدف الاستراتيجي. الأداة الرئيسية والاختبار الحاسم لنجاحها، الذي هو أهم من كل الآخرين معا، كان أن تفرض على مصر الانسحاب باتفاق منفرد من الصراع النشط ضد إسرائيل. مصر حاسمة لكونها الدولة العربية الأقوى والأكثر استقرارا والوحيدة القادرة على أن تجند بقيادتها جميع الموارد العربية. منذ أن تحررت إسرائيل من تهديد مصر فهي تستطيع أن توجه جميع مواردها ضد أعدائها المقسمين والأكثر ضعفا، لردعهم عن مواجهة شاملة أو ضربهم إذا اختاروا محاربتها.

إلى جانب مواردها وافضليتها الطبيعية، كانت مصر حاسمة بسبب زعامة ناصر القوية. في تاريخ العرب في العصر الحديث نجح ناصر فقط في أن يثير العرب من المحيط الاطلسي وحتى الخليج الفارسي. فقد تمكن ليس فقط من تجنيد دعم الشارع السياسي والنخب في كل هذا الفضاء وتشجيع الثورات التي جلبت امثاله ومن يتبنون رؤيته إلى الحكم، بل حتى فرض على اسوأ اعدائه الخضوع له خوفا من غضب الشارع وقوته.

من خلال الدعم الجارف الذي جنده في المنطقة حقق ناصر لنفسه في الساحة الدولية مكانة بارزة عززت قيادته الاقليمية. إسرائيل لم تقف في أي يوم امام خطر شديد وملموس مثلما في عهد صعود ناصر. هذا وضع “تحرير فلسطين” كاختبار ايديولوجي وسياسي اعلى لآمال العرب، أيضا في الوقت الذي خاف فيه ناصر في المجال العسكري ولم يبلور خطة عملية محددة بالوقت والاسلوب لمواجهة كاملة. تفجر غير متوقع لهذا الكابوس كان يشبه سيف ديموقليس معلق فوق إسرائيل. هذا الإطار كان عليها تقويضه.

المحاولة الأولى كانت في عملية كودش في 1956. صفقة التشيك التي أمنت لمصر كمية غير مسبوقة من السلاح الحديث إلى جانب دعم سوفييتي واستعداد الولايات المتحدة للتخلي عن إسرائيل بدون دعم أمريكي موازي، أدت إلى حرب وقائية بمشاركة بريطانيا وفرنسا، استهدفت كسر واهانة ناصر. الفشل الذريع لهذا الهدف بسبب قصر نظر الرئيس الأمريكي في حينه، آيزنهاور، رافقه، كما تبين فيما بعدد، إنجاز موازي خلق واقع مركب. فمن جهة، السياسة الأمريكية الخاطئة رفعت ناصر إلى الاعلى وساهمت في تقويض، وحتى إسقاط، أنظمة تؤيد الغرب وتعزيز قوة الراديكاليين وتعميق سيطرة الاتحاد السوفييتي في المنطقة. ومن جهة اخرى، الحرب وزيادة قوة إسرائيل المتواصلة اثبتت لناصر تصميم وقدرة إسرائيل وقوة صمودها. وردعته عن القيام بمواجهة كاملة وحولته في الستينيات إلى عامل كابح امام الجهات المتطرفة في القيادة السورية.

كل ذلك، مع التغيير الايجابي من ناحية إسرائيل في السياسة الأمريكية في عهد الرئيس لندن جونسون، منح إسرائيل عشر سنوات بدون حرب، تم فيها تشكيل التكتل البشري لسكانها إلى شعب عامل، ووضعت الاسس لنجاتها من حدود “العالم الثالث”. عملية مأسسة إنجازات إسرائيل في 1949 اجتازت بعد أقل من عقدين المرحلة الصعبة الأولى بفضل امتناع العرب عن شن الحرب. المسدس الذي تم حشوه عند صعود القيادة القومية العربية لناصر في المعركة الأولى لم يطلق طوال كل المعركة الثانية (1957 – 1967)، وعندما أطلق في المعركة الثالثة (1967) بدأت بصورة متناقضة العملية التي وضع عليها عتلة الأمان (تجنب المواجهة الكاملة). في نهاية هذه العملية (التوقيع على اتفاق سلام في 1979) تم لحم العتلة في وضع مغلق، على الأقل لعدة أجيال.

حرب الأيام الستة فاجأت حتى من وضع الآلية التي تسببت بها. بعد سنوات من الضبط المسؤول والمخيب للآمال فقد ناصر الرقابة على جهاز زيادة حماسة الجماهير الذي غذى طموح تطلعهم للعظمة والقوة بقيادته، وجر كل المنطقة إلى الحرب. نتائجها غزت عميقا رسالته المسيحانية، لكن في نفس المرحلة لم تقوض أسسه بعد. سياسته ليست هي التي كانت على الأجندة، بل بشارته التي اقترنت بأمل العرب في إعادة ترميم أمنهم الذاتي وثقتهم بأنهم يستطيعون احتلال المكان الرائد والمحترم الجدير بهم حسب رأيهم في الساحة الدولية. ناصر وعدهم بالتعويض عن اهانتهم العسكرية بتجنيد ثقلهم السياسي من أجل منع إسرائيل عن تحويل إنجازاتها الجغرافية في تأسيس شرعية للدولة اليهودية.

من المهم إدراك ثمار الصراع بين إسرائيل واعدائها في المرحلة ما بعد 1967. على المستوى الاستراتيجي كان هدف إسرائيل أن تفرض على مصر تسوية منفصلة، التي اساسها “1967 مقابل 1948”: تنازل عن الإنجاز الجغرافي في حرب الايام الستة في شبه جزيرة سيناء مقابل شرعنة مصرية لإنجازات إسرائيل في حرب الاستقلال. في هذا السياق مصر كان يمكنها أن تخرج من دائرة الحرب مع إسرائيل وأن تقيم على أراضيها السيادية شروط نزع سلاح تصعب الانضمام المفاجئ لحرب كهذه، دون صلة بالطلبات والخطوات للدول العربية الأخرى والفلسطينيين. مصر كان يمكنها إظهار التضامن مع مطالبهم وأن تدين إسرائيل بشدة على رفضها، لكن بدون الانضمام بصورة جوهرية إلى نضالهم.

  منذ انتهاء الحرب في 1967 فهمت مصر أن إسرائيل تعرض هذا الإطار. وقد رفضته لمعرفتها أن التسليم سيورث هزيمة مهينة لحركة ناصر القومية والآمال التي علقت عليها. ناصر وأتباعه فهموا أن معنى الموافقة هو أن العجز العربي يشمل ليس فقط المجال العسكري، بل سيبقى ساري المفعول حتى بعد تعبئة جميع مواردهم من أجل هذا النضال. هذا يعني أن مصر انسحبت من قيادة النضال وأنه لا يوجد بديل لقيادتها.

من أجل هذا الإطار حاربت مصر إسرائيل في العقد التالي للعام 1967، في الساحة السياسية وفي حرب الاستنزاف وفي حرب يوم الغفران وفي اختبار المناعة القومية في منتصف السبعينيات. النضال السياسي تركز على تصميم إسرائيل على أن تفرض على مصر صفقة “خذ وأعط” قبل تسوية “1967 مقابل 1948”. في المقابل، كانت هناك مطالبة مصرية بأن يضغط الأمريكيون على إسرائيل على صيغة “1957” للتنازل عن إنجازاتها الجغرافية بدون أي مقابل سياسي حقيقي.

حرب الاستنزاف هدفت بالأساس إلى أن تفرض على الولايات المتحدة استخدام ضغط كهذا في ظل التهديد بمواجهة بين الدول العظمى. وقد انتهت في هذا السياق بفشل كامل وتكلفة غير محتملة لمصر. حرب يوم الغفران، التي كانت المعركة الاخيرة في “حرب السنوات السبع: 1967 – 1973″، كانت نتيجة معقدة. فمن جهة، موقف التفاوض لإسرائيل تضرر بشكل كبير، حتى لو كان بشكل مؤقت؛ ومن جهة أخرى، قبل الحرب، خلالها وفي اعقاب المواجهة مع نتائجها خلقت شروط لاتفاق السلام الذي وقع مع مصر في 1979 وجسد بالكامل الهدف الإسرائيلي على المستوى الاستراتيجي الشامل، “1967 مقابل 1948″، وإخراج مصر من المعادلة الاستراتيجية للصراع العربي – الإسرائيلي.

قبل الحرب تخلى الرئيس المصري أنور السادات عن عامل رئيسي في استراتيجية ناصر. فقد أدرك أن مصر والعرب بشكل عام لا يمكنهم الوقوف لفترة طويلة في موقف يستفز الولايات المتحدة ويجعلها مثلما في 1967 تعمل فعليا على خدمة اعدائها الاقليميين والدوليين، هو كان ما زال يأمل أن يفرض على إسرائيل، بواسطة الضغط الأمريكي، الانسحاب على الاقل من سيناء بدون مقابل حقيقي، لكنه فهم أنه من أجل فعل ذلك مطلوب منه أن يغير بصورة بارزة موقف مصر في المواجهة العالمية. استراتيجيته اللامعة في الحرب جندت في الواقع ضغوط كبيرة على الولايات المتحدة، لكنه عرف كيف يدمج هذا التهديد مع اغراء تغيير التوجه الذي تصعب مقاومته.

في الحرب نفسها فرض السادات على قيادته العسكرية أن تدخل في تخطيطها الافتراض بأن إسرائيل لديها تفوق استراتيجي حاسم، حتى في مخطط حرب صعبة، وأن هذا التفوق لا يمكن كسره إلا لفترة قصيرة وفي قطاع ارضي ضيق. صحيح أنه لا يكفي الإنجاز العسكري المحدود هذا من أجل إبعاد إسرائيل عن سيناء (بالتأكيد عدم تعريض وجودها للخطر)، لكنه غير معد لذلك أبدا.

بالتالي، الإنجاز أمن ما كان مطلوبا للسادات وهو أن يهز إسرائيل والولايات المتحدة عميقا، في موازاة التهديد الاقتصادي لازمة الطاقة وخطر المواجهة مع الاتحاد السوفييتي، وأن يفرض عليها من خلال موقف تفاوضي جيد لمصر مناقشة، بجدية وبسرعة، انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء.

الأمر الذي قيد بشكل دراماتيكي تجسيد ثمار النجاح الباهر للسادات في الحرب على المستوى السياسي هو اكتشافان حول تفوق إسرائيل الاستراتيجي، إنجازاتها العسكرية الحاسمة في مراحل الحرب الاخيرة وقدرتها على الصمود التي اظهرتها في السنوات الاربعة الصعبة بعدها. الكشف الاول معروف وتمت مناقشته بالتفصيل. الثاني لم يحصل على الاهتمام الذي يستحقه. رغم انتصارها العسكري، إسرائيل فقدت أمنها الذاتي وخرجت من الحرب متضررة وخائبة الأمل من ادائها. وضعها الاقتصادي ومكانتها الدولية تضررت، قدرة ردعها ومساومتها تآكلت، اعتمادها على الولايات المتحدة زاد، وثقة الجمهور بقيادتها تآكلت. رغم كل ذلك، نجحت حكومة غولدا مئير وحكومة اسحق رابين في الاستيقاظ والفرض على السادات الاعتراف بالتدريج، حتى في حالة الركود النسبي في إسرائيل وتحسن موقفه التفاوضي، لا فائدة من استمرار محاولة إجبارها على الانسحاب من سيناء بضغط أمريكي دون مقابل سياسي.
الأمر الذي سرع الحسم الثوري للسادات كان صدفيا: وهم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر فيما يتعلق بالسلام الاقليمي الذي يعتمد على حسن نوايا سوريا وم.ت.ف والاتحاد السوفييتي، الذي كان يمكن أن يبطل إنجازات السادات على الساحة السياسية وفي ساحة المعركة ويدفع مصر إلى ضائقة وجودية. عرض السادات المجيء إلى الكنيست التهم اوراق الرئيس الأمريكي وجنده للخطوة المصرية. ولكن ما تسبب في الانقلاب، إلى جانب اسهام كارتر لهذا الزخم، هو اعتراف السادات بقدرة إسرائيل المتعبة في الصمود لوقت طويل امام ضغوط قاسية، سياسية وعسكرية واقتصادية ومعنوية، من اجل الحفاظ على مطالبتها بصفقة “1967 مقابل 1948″، مقابل الحاجة الملحة لمصر للتخلص من استمرار المواجهة التي كانت وما زالت فوق قدرات الدولة الفقيرة على النيل.

اتفاق السلام من العام 1979 أعطى لإسرائيل 100 في المئة، ليس أقل من ذلك، من الهدف الوطني على المستوى الاستراتيجي الشامل: اتفاق سلام منفصل صمد أكثر من اربعين سنة. ووضع نهاية ليس فقط للحرب مع مصر، بل أيضا نهاية لإمكانية اندلاع حرب شاملة. عمليات الجيش الإسرائيلي الواسعة نسبيا والتي تسمى احيانا “حرب”، هي أمر مختلف كليا من ناحية تهديد إسرائيل وخطورتها الدولية.
الاتفاق المنفرد مع مصر تخلى عمليا عن الفلسطينيين ومنع أيضا سوريا من شن حرب وتجاوز احتلال عاصمة عربية (بيروت) وتدمير مفاعلات نووية في العراق وفي سوريا وهجمات جوية في دول عربية (من العراق وحتى السودان) وسحق الفلسطينيين في الانتفاضة الثانية. في اعقاب نجاح وصمود الاتفاق، بما في ذلك شراكة مصرية – إسرائيلية في النضال ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، تحققت الشروط الضرورية التي تمكن في السنوات الاخيرة من استبدال النزاع بين إسرائيل والعرب بتحالف فعلي بين إسرائيل ومعظم الدول العربية ضد إيران وتركيا والاخوان المسلمين. في الواقع الجديد، الولايات المتحدة لم يعد مطلوب منها الاختيار بين إسرائيل وبين العرب. لأنهم في معظمهم يوجدون في نفس الطرف.

هكذا يبدو الانتصار من منظور “حرب السبع سنوات” (1967 – 1973) أو “حرب الربع قرن” (منذ صعود ناصر للحكم وحتى حرب يوم الغفران)، بعد أن صمد اتفاق السلام لفترة طويلة في اختبارات قوية. نحو 50 سنة بعد الحرب الأخيرة فإن إسرائيل هي الدولة الاقليمية العظمى، الأقوى والمزدهرة، وسوريا محطمة ومصر في طريق مسدود من ناحية قدرتها على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، وهي تدرك جيدا علاقات القوة مع إسرائيل.

في لقاء لعسكريين من أجل إحياء ذكرى مرور 45 سنة على حرب يوم الغفران (2018)، اشاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ببطولات الجنود المصريين بمجرد استعدادهم للمواجهة مع القوة المتفوقة للجيش الإسرائيلي: “الفجوات الكبيرة في القوة لم تردع المصريين أو جيشهم. هذا كان مثل شخص يقود سيارة سيات وشخص يقود مرسيدس. الحقيقة الواضحة كانت أن المرسيدس ستفوز. من يخطر بباله أن ينافس المرسيدس بسيارة سيات، عدا عن الابطال الحقيقيين. نتائج الحرب تعتبر معجزة… الجيش المصري نجح في فعل ذلك في السابق وسينجح في فعل ذلك مرة اخرى”، قال السيسي. الرسالة واضحة وهي أن إسرائيل لها تفوق بنيوي.