أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى، اليوم الأربعاء، أن ما يسمى مصلحة سجون الاحتلال الصهيوني تواصل عزل الأسير المجاهد يعقوب محمود أحمد قادري "غوادرة" (49 عامًا) من قرية بئر الباشا بمحافظة جنين شمال الضفة المحتلة، في زنازين العزل الانفرادي بسجن ريمونيم بظروف معيشية بالغة السوء.
وأفادت مؤسسة مهجة القدس، بالأسير قادري أفاد في رسالة وصلت مهجة القدس نسخةً عنها، أنه يقبع حاليًا في عزل سجن ريمونيم بالعزل الانفرادي بقسم (12) زنزانة رقم (12) وهو قسم مخصص وفق حديث إدارة السجن له للجنائيين الخطيرين جدًا.
وذكرت أن مدير السجن أخبره، "أن في هذا القسم أهم الجنائيين الخطيرين (اليهود) قرابة 20 شخص وأنت رقم واحد بينهم، لا نريد أن نغفل عنك ولا دقيقة واحدة لأنه رغم القيود الهائلة والمراقبة الدائمة في سجن جلبوع إلا أنك اخترقت كل هذا وقمت ما قمت به، لذلك هنا لن يتكرر المشهد مرة أخرى، فلذلك أنت الآن موجود في زنزانة رقم 12 وبها كاميرات تراقب ليل نهار وتفتيشات كل 24 ساعة".
وأضاف أن ما يسمى وحدات (اليماز) التابعة لمصلحة السجون الصهيونية تقوم بالتفتيش لأكثر من ساعة، وبعد 24 ساعة أخرى تأتي وحدات خاصة من السجن تقوم بالتفتيش مرة ثانية، وبعد 24 ساعة أخرى يأتي مدير القسم ومعه عدد من السجانين ويقومون بالتفتيش مرة ثالثة، وهكذا حتى اللحظة.
وأشار الأسير، في رسالته التي وصلت مهجة القدس إلى أن في الزنزانة رقم (13) المجاورة له يوجد شخص مختل عقليًا ينغص عليه ليل نهار، تارة في مسبات وشتائم، وتارة يسب القرآن والدين، وتارة بإزعاج متواصل على مدار الساعة، وهناك شخص آخر في زنزانة قريبة منه أيضًا مختل عقليًا يصرخ على مدار الساعة وعندما يهدأ يقوم بتشغيل الموسيقى الصاخبة وعلى ما يبدو أنه عمل ممنهج ومدبر.
ولفت إلى استمرار العقوبات التعسفية بحقه حيث أنه يمنع من غسل الملابس ومن التلفاز والثلاجة والكمكم والبلاطة وكل ما يلزم الحياة الآدمية، هذا بالإضافة إلى أن الفرشة التي ينام عليها رائحتها نتنة جدًا وعفنة، واصفًا الزنزانة التي يقبع فيها بأنها مزبلة حيث أن الحيطان الأربعة ملطخة بالأوساخ ودورة المياه والحمام وضعها مريع جدًا.
بالإضافة إلى ذلك أنه ممنوع من إدخال الملابس والملابس التي أحضرتها له الإدارة أكبر من حجمه بخمسة مقاسات ويقولون له هذا هو الموجود، ويخرج إلى الفورة مقيد اليدين ولمدة ساعة واحدة في اليوم فقط، والطعام المقدم له من حيث النوعية والكمية فهو رديء جدًا، وطلب منهم وجبة اضافية فأخبروه أن طلبه تحت الفحص.
وبخصوص أدوات التنظيف، قال قادري: إن: "أدوات التنظيف لا تكاد تصل لي إلا بصعوبة بالغة ويوجد عندي قنينة ماء واحدة وأشرب من حنفية الدورة، حيث يعتبرون جزء من الرفاهية إن شربت الماء البارد".
كما وأضاف أن الملابس يضعها على الأرض حيث قاموا بإخراج الخزانة الموجودة في الزنزانة وأدخلوا بدلًا منها طاولة صغيرة أيضًا بحجة أنهم يريدون مشاهدة كل شيء أمامهم دون مواراته في مكان لا يرونه على مدار الساعة.
وأوضح في الرسالة أنه تقدم بعدة طلبات لتوفير بعض الحاجات الإنسانية وقالوا له جميعها مرفوضة، فقط قبل يومين سمحوا له لمدة خمس دقائق بقص أظافره وحلق لحيته وإدخال شفرة حلاقة فقط لمدة عشر دقائق ثم أخذوهن فورًا بحجة أنه سيقوم باستعمالهن لأمور غير طبيعية. وأضاف أنه منذ فترة يطلب التوجه إلى عيادة السجن لأن ضغطه مرتفع جدًا حيث يعاني من ضغط دم وكولسترول وأزمة في التنفس، وكل يوم يقولون له أنت مسجل واليوم سوف تخرج ولا يخرج أبدًا.
وقال في رسالته التي وصلت مهجة القدس، "إنه على الرغم من كل هذه القيود أعتبر هذا امتحان من الله عز وجل ويجب أن أصبر وأصمد وأثبت حتى يعجل الله في فرجي، وأنا حاليًا أعتبر نفسي على قمة جبل أحد ولم أنزل عنه مهما كلفني من ثمن وما النصر إلا صبر ساعة".
جدير بالذكر أن الأسير يعقوب قادري ولد بتاريخ 22/12/1972م؛ وهو أعزب؛ واعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني بتاريخ 18/10/2003م؛ وأصدرت المحكمة الصهيونية بحقه حكمًا بالسجن المؤبد (مرتين) بالإضافة إلى (35 عامًا) بتهمة الانتماء والعضوية في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عمليات السرايا ضد قوات الاحتلال.
ونجح الأسير قادري بتاريخ 06/09/2021م برفقة إخوانه الأسرى محمود عارضة، أيهم كمامجي، محمد العارضة، ومناضل انفيعات وزكريا زبيدي بانتزاع حريتهم عبر نفق من سجن جلبوع، وبتاريخ 10/09/2021م في مساء يوم الجمعة في مدينة الناصرة في الداخل المحتل.
وأعادت قوات الاحتلال اعتقاله مع الأسير محمود عبدالله عارضة، وفي اليوم التالي أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسيرين محمد قاسم عارضة، والأسير زكريا زبيدي، وبتاريخ 19/09/2021م فجر يوم الأحد في الحارة الشرقية بمدينة جنين بعد مطاردة وبحث استمرت 13 يوم أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسيرين أيهم كمامجي ومناضل انفيعات.