"يسرائيل هيوم":رئيس الشاباك الجديد أمام تحديات الضفة وغزة والجريمة في الوسط العربي

الثلاثاء 12 أكتوبر 2021 07:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
"يسرائيل هيوم":رئيس الشاباك الجديد أمام تحديات الضفة وغزة والجريمة في الوسط العربي



القدس المحتلة /سما/

إسرائيل اليوم - بقلم: يوآف ليمور                        "عشرة أمتار، ربما أقل، تفصل بين مكتب نائب رئيس الشاباك ومكتب رئيس الشاباك. قطع رونين بار هذا الطريق مئات وربما آلاف المرات في السنتين ونصف الأخيرتين. وحين يسير فيه بعد غد، سيكون مختلفاً تماماً. بعد سنوات من الخدمة في الظلال، لم يعد هذا كشفاً فحسب، بل مسؤولية. من اللحظة التي ينقل إليه المنصب غداً باحتفال في مكتب رئيس الوزراء، سيكون الثقل كل على كتفيه. صحيح أن سيكون من خلفه آلاف العاملات والعاملين في الشاباك – آلة بشرية، تنفيذية، استخبارية وتكنولوجية هائلة – ولكن عيون الجميع ستكون موجهة إليه.

بار (أو فيرزوفسكي كما يسميه الجميع، على اسم عائلته الأصلي السابق قبل أن يُعبرن قبل بضع سنوات)، يحوز كل المؤهلات ليقوم بهذه المهمة. فهو يعرف الشاباك جيداً، وضليع بعمق في عمله وفي غاياته. كما أن معرفته لجهاز الأمن كله عميقة وحميمية: فقد استدين مرتين في الماضي للموساد، وعمل مع الجهاز بتلاصق في وظائفه التنفيذية المختلفة، وكما ذكرنا آنفاً أيضاً مع الجيش الإسرائيلي، الذي استقبل تعيينه بعطف ظاهر.

إن تحديات الشاباك تحت قيادة بار معروفة، وأساسها إحباط الإرهاب بمظاهره المختلفة في الساحات المختلفة. الضفة، حيث يسيطر الشاباك بيد عليا كما أثبت في سلسلة إحباطات في الفترة الأخيرة، وكذا غزة، التي للشاباك فيها دور مهم ومزدوج: في الإعداد للمعركة التالية، وكذا في تسوية محتملة مع حماس. وسيكون موقفه حرجاً إذا ما طلب منه الوصول إلى حسم في صفقة محتملة لتبادل الأسرى. سيجد رئيس الوزراء صعوبة جماهيرية في السير ضد موقف رئيس الشاباك إذا ما حذر من ثمن محتمل لتحرير قتلة؛ يوفال ديسكن – الذي عارض صفقة شاليط، خفف عن إيهود أولمرت رفض ثمن الصفقة، بينما يورام كوهن – الذي أيد الصفقة فقد خفف عن بنيامين نتنياهو تنفيذها.

قد يخلي أبو مازن مكانه في قيادة السلطة في فترة بار. وسيكون للشاباك دور مركزي في تشخيص السياقات وتحديد الخلفاء المحتملين، خصوصاً منع التطرف والتصعيد، ومنع محاولات محتملة من حماس لاستغلال التغييرات للسيطرة على الضفة أيضاً.

وسيكون بار مطالباً بتأدية دور مركزي أكبر في مكافحة الجريمة في الوسط العربي. نداف ارغمان، سلفه، عارض ذلك. ولكن بار يتبنى نهجاً فاعلاً وموسعاً أكثر. وسيكون تحققه منوطاً بقرارات حكومية وبإقرارات قانونية مركبة. ولكن المنطقة الشمالية في الشاباك – المسؤول أيضاً عن معالجة معظم الوسط العربي، ستتلقى رفعاً مهماً للمستوى من حيث الوسائل والتكنولوجيا والقوى البشرية.

ثمة سياقات أخرى سيقودها بار، بعضها بنيوية وأخرى شخصية. الأولى بينها هي ما فعله أمس، عندما قرر تعيين من يسمى “م” نائباً له. يتولى “م” الآن رئاسة منطقة القدس والضفة في الجهاز. وهو يعتبر مفعلاً ممتازاً للعملاء. بتعيينه، حقق بار ربحاً مزدوجاً: عطل نقداً داخلياً في الشاباك على أن رجال العمليات لا يعينون إلا رجال عمليات في المناصب المركزية في الجهاز، ووضع إلى جانبه خبيراً مهنياً للشؤون العربية يعززه في نقاط ضعفه.

وتواصلاً لذلك، سيكون مطالباً قريباً بتعيين رئيس جديد لقسم الأركان (رقم 3 في الشاباك) وكذا رئيس جديد لمنطقة القدس والضفة. وعليه أيضاً أن يقرر في أقرب وقت ممكن أي صورة جماهيرية تكون للجهاز وله نفسه؛ هل سيكون الشاباك “درعاً لا ترى” كرمزه الرسمي، أم أن الناس سيرونه ويسمعونه أكثر.

ولكن اختباره الأساس لن يكون هناك، بل في الشجاعة التي يبديها في الغرف المغلقة، ولا سيما أمام رئيس الوزراء. العلاقات بين الرجلين حرجة لأداء الجهاز لمهامه، ولكنها حرجة للديمقراطية أيضاً: رئيس الوزراء هو قائد الشاباك، ولكن على رئيس الشاباك أن يعرف كيف يكون مستقلاً ويقول رأيه باستقامة، بمهنية وبلا خوف، حتى لو اضطر لدفع ثمن على ذلك. سيكون بار مطالباً بتصميم جيناته، ويتذكر أنه موظف لدى الجمهور وليس لدى الحكومة. إذا ما نجح في ذلك فسيحوز كل أسباب النجاح.