دلّت معطيات استعرضها تحليل صادر عن دائرة الأبحاث في بنك إسرائيل، اليوم الإثنين، أن نسبة العاملين العرب في قطاع الهايتك منخفض، قياسا بالنسبة السكانية للعرب وكذلك قياسا بنسبة العرب في قوة العمل. ودعا التحليل إلى مواصلة عملية دمج عرب في قطاع الهايتك، من أجل تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وكذلك من أجل “تمكين الهايتك الإسرائيلي من تحقيق كامل قدرة رأس المال البشري المحلي”.
ووفقا للمعطيات الواردة في تحليل بنك إسرائيل المركزي، فإن نسبة العاملين في الهايتك بين مجمل الأجيرين في المجتمع العربي ضئيلة للغاية ولا تتجاوز 1.2% في العام 2019، فيما نسبة اليهود هي 10.7% من مجمل الأجيرين اليهود.
واعتبر التحليل أن معظم الفجوة بين اليهود والعرب “نابعة من فجوات في دراسة مواضيع ذات علاقة”. فالعرب يشكلون 17% بين مجمل الطلاب في المؤسسات الأكاديمية، وهذه نسبة أقل من نسبة الشبان العرب في سن العمل، وهي 25%.
إلى جانب ذلك، فإن نسبة الطلاب العرب الذي يدرسون مواضيع الهايتك كانت 12% في العام 2018 و8% في العام 2012. إلا ان نسبة العرب بين الحاصلين على ألقاب أكاديمية في مواضيع الهايتك هو 4% فقط في العام 2018، ونسبة العرب بين مجمل العاملين الشبان في الهايتك هي 3%.
ورغم نجاح قسم صغير من العرب في الاندماج في قطاع الهايتك، إلا أنه تظهر فجوات بينهم وبين اليهود. وخلال الأعوام 2012 – 2017، عمل 59% فقط من العرب العاملين في فروع الهايتك عملوا في الفروع الأساسية، كمبرمجين ومهندسين وهندسيين، مقابل 71% من اليهود.
ويتبين أن 54% من العرب العاملين في فرع الهايتك عملوا في فروع صناعية، خلافا لليهود العاملين في الهايتك، الذين يعمل غالبيتهم في فروع الخدمات التي تدر دخلا ونمو أعلى.
وتابع التحليل أن “الفروق بين العرب واليهود في نوعية العمل في الهايتك تنبع جزئيا من متغيرات متوقعة، مثل مستوى التعليم، مكان السكن والسن، وبجزئها الآخر تنبع من متغيرات غير متوقعة مثل الكفاءات وإتقان اللغتين العبرية والانجليزية”.
وأشار التحليل إلى أنه خلال أزمة كورونا، كان العاملون العرب في قطاع الهايتك الأقل تضررا من العاملين العرب في قطاعات اقتصادية أخرى. فقد تقلص العاملون العرب في الهايتك بنسبة 5% فقط، خلال الأشهر آذار/مارس – كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، قياسا بالفترة نفسها من العامين 2018 و2019، بينما سجل العاملون العرب في باقي القطاعات تراجعا بنسبة 21%. وهذا الفارق يفوق الفارق بين اليهود.
ولفت التحليل إلى أنه “بنظرة إلى الأمام، فإن أزمة كورونا أدت إلى تأقلم سريع لدى العاملين في الهايتك مع العمل عن بعد، وتكمن في ذلك قدرة لإتاحة عمل نوعي في الهايتك في المناطق الواقعة خارج وسط البلاد، التي يسكنها معظم السكن العرب”.
وخلص التحليل إلى أن “استمرار اندماج العاملين من المجتمع العربي في فروع الهيتك بوظائف تكنولوجية نوعية هو تحول هام يجب دفعه قدما من أجل تسريع اندماجهم في الاقتصاد والمجتمع، وكذلك من أجل تمكين الهايتك الإسرائيلي في تحقيق كامل القدرة الكامنة في راس المال البشري المحلي”.