نشر موقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) البريطاني مقالا يتساءل عن تأثير القضية الفلسطينية في الانتخابات الألمانية الأخيرة، محاولا الربط -جزئيا- بين بعض النتائج التي حصلت عليها بعض الأحزاب والناخبين المهاجرين من منطقة الشرق الأوسط.
وقالت كاتبة المقال الباحثة الاقتصادية بمركز المعلومات البديلة في القدس شير حيفر إن خيبة الأمل من الموقف الجامد المؤيد لإسرائيل لجميع الأحزاب الألمانية في البرلمان (البوندستاغ) هي مجرد واحدة من تفسيرات عديدة لنتائج الانتخابات، لكن هذا الموقف المشترك يمكن أن يساعد في تفسير قرارات الآلاف بعدم التصويت على الإطلاق بسبب شعورهم بأن حزبهم لا يأخذ آراءهم بشأن إسرائيل وفلسطين على محمل الجد.
وأضافت أنه يمكن للسياسيين الألمان الاستفادة من هذا الإحباط والمساعدة في تعزيز شعبيتهم، إذ يتوقع العديد من الناخبين من ممثليهم الاعتراف بمسؤولية ألمانيا في الوقوف إلى جانب العدالة والقانون الدولي وحقوق الإنسان.
مصابة بالعمى
وقالت إن الأحزاب الألمانية "مصابة بالعمى" عندما يتعلق الأمر بالحقائق على
فلسطين حاضرة في الحوار السياسي
لكنها أشارت إلى أنه وبينما اتفق معظم الصحفيين الألمان على أن السياسة الخارجية لعبت دورا صغيرا في الحملة الانتخابية، تساءلت صحيفة "راينبفالس" (Rheinpfalz) عن قرار الأحزاب بتخصيص دور ثانوي لهذا الموضوع، مما يؤثر على حياة الألمان، ويظل حاضرا دائما في الحوار السياسي في البلاد.
ونقلت عن ممثل منظمة الجالية الفلسطينية في ألمانيا جورج رشماوي قوله إنه خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على غزة والمسجد الأقصى تظاهر آلاف الأشخاص، خاصة الشباب والمهاجرين في جميع المدن الألمانية الكبيرة تقريبا، من أجل الحرية الفلسطينية، مضيفا أنهم فوجئوا كفلسطينيين بهذا التضامن الواسع، إذ يتحدث الناس لغات مختلفة عن لغة الأحزاب القائمة على اليسار واليمين.
بعض المؤشرات
وأوردت الكاتبة بعض المؤشرات من نتائج الانتخابات لبعض الأحزاب وتأثير الناخبين المهاجرين عليها، قائلة إن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف الأكثر تعصبا في تأييده لإسرائيل في ألمانيا خسر 2.3% من حصته في التصويت في الانتخابات. وزعم سياسيو الحزب أن مشكلة معاداة السامية في ألمانيا تم استيرادها من قبل اللاجئين (معظمهم من سوريا).
أما حزب "دي لينك" -وهو الحزب الوحيد المؤيد إلى حد ما للحقوق الفلسطينية- فقد تعرض لانتقادات شديدة من الداخل بسبب إدلائه بتصريحات مؤيدة لإسرائيل، ولتبنيه أساليب إسكات حزب العمال البريطاني ضد المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، إذ قال فيل بوتلاند المتحدث في مجموعة عمل الحزب الدولية في برلين "هذه المرة، فشلنا في الفوز ببعض الأصوات التي كان من المفترض أن تكون لنا بطبيعة الحال، مثل أصوات المهاجرين وأنصارهم".
الأرض في فلسطين المحتلة، لكن العديد من الناخبين يريدون من ممثليهم الوقوف إلى جانب العدالة.
وأشارت إلى أن مجموعة التنسيق الألمانية لفلسطين وإسرائيل أرسلت قبل الانتخابات قائمة أسئلة إلى المرشحين من جميع الأحزاب، باستثناء حزب البديل اليميني المتطرف، وقدم معظمهم إجابات متوقعة مؤيدة لإسرائيل، لكن بعض السياسيين أقروا بضرورة احترام القانون الدولي في ما يتعلق بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء الحصار المفروض على غزة، ووسم المنتجات من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
وعلقت حيفر بأن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن العديد من السياسيين أشاروا إلى أن الناخبين الألمان لا يهتمون كثيرا بالسياسة الخارجية، ولا يعتقدون أن فلسطين ستكون قضية انتخابية حاسمة.