ألغى رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نفتالي بينيت، مساء الخميس، زيارةً كان من المقرّر أن يجريها لأم الفحم، وذلك إثر ضغوط وانتقادات وُجِّهت للزيارة وللقائمة العربية الموحّدة التي يرأسها النائب منصور عبّاس الذي كان سيرافق بينيت في الزيارة يوم الجمعة، الذي تصادف فيه ذكرى هبة القدس والأقصى (هبّة أكتوبر 2000)، بالإضافة إلى دعوةٍ للتظاهر في المدينة، احتجاجا على الزيارة.
وقالت القائمة في بيانها، إنّها "طلبت تأجيل الزيارة التي كان سيقوم بها... بينيت، الجمعة لأم الفحم"، زاعمةً أنّ قرار تأجيل الزيارة، جاء "استجابة لطلب الموحدة". وذكرت أنه "تم تأجيل الزيارة لموعد آخر يُحدّد لاحقًا".
فيما قال المتحدث باسم بينيت في بيان مقتضب: "أوضِح أن تأجيل الزيارة لمركز التطعيم في أم الفحم، تمّ في ضوء التظاهرات المرتقبة، وكذلك لأسباب أمنية"، مضيفا ومشدّدا: "هذا هو السبب، وهذا كل شيء".
وزعمت القائمة أنّ طلبها بتأجيل الزيارة، جاء "احترامًا لهذه الذكرى الهامة (هبّة القدس والأقصى) واحترامًا لشهدائنا الأبرار، وحتى تنصبّ جهودنا بالشكل السليم، من جهة لمواجهة وباء الكورونا الآخذ بالانتشار مؤخرًا في مجتمعنا العربي، ومن جهة ثانية لإحياء مناسباتنا الوطنية الهامة بوحدة وطنية وبالشكل اللائق بشعبنا وبمدينة أم الفحم وأهلها الأطياب".
غير أنّ تأجيل الزيارة، جاء بعد انتقادات، ودعوة وجّهتها اللجنة الشعبية في أم الفحم، والتي دعت إلى "وقفة غضب" ضدّ زيارة بينيت للمدينة.
وشدّدت اللجنة الشعبية في ملصَق نشرته مساء الخميس، على أنها "لن تقبل استغلال جائحة كورونا ومراكز التطعيم، لبثّ رسائل مسمومة ضدّ شعبنا، ولا تخدم إلا فاشية وعنصرية الحكومات الصهيونية".
وعنوت اللجنة ملصقَها بـعبارة "لا أهلا ولا سهلا بمجرمي الحرب"، مشيرة فيه إلى أن الوقفة ستكون عند التاسعة والنصف من صباح الجمعة، أمام صندوق المرضى ذاته، الذي كان من المقرر أن يزوره بينيت.
كما نوّهت اللجنة إلى أن الزيارة تأتي "في ذكرى انتفاضة القدس والأقصى".
وكان بينيت سيجري الزيارة إلى مركز تطعيم ضدّ فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) في صندوق مرضى "كلاليت" في المدينة، صباح الجمعة، برفقة عبّاس، ومسؤول ملفّ كورونا في المجتمع العربي، أيمن سيف، بحسب بيان مقتضب صدر عن بينيت.
واندلعت هبة القدس والأقصى في مناطق 48 في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000، عبر الإضراب العام والمفتوح الذي دعت له لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ردًا على اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، أرئيل شارون، للمسجد الأقصى.
وقد ردت لجنة المتابعة على الأحداث الغاضبة والقمع الإسرائيلي للتظاهرات في القدس المحتلة والأقصى بإعلان إضراب عام ومفتوح، سرعان ما تحول إلى يوم غضب عارم. فقد شل الإضراب العام كافة القرى والبلدات الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب. وانطلقت تظاهرات منددة بانتهاك حرمة الأقصى، استشهد خلالها، في اليوم الأول من الأحداث ثلاثة من الشهداء برصاص الشرطة الإسرائيلية وهم: رامي غرة، أحمد جبارين ومحمد جبارين.
وزاد سقوط الشهداء والعنف القاتل الذي لجأت إليه الشرطة الإسرائيلية في تفريق التظاهرات، الغضب الفلسطيني. وأُعلن مرة أخرى عن إضراب مفتوح. استمرت المواجهات بين شرطة الاحتلال التي استخدمت العيارات النارية، ووحدات القناصة وبين الفلسطينيين حتى الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، ليبلغ عدد الشهداء 13 خلال أيام الهبة. إذ استشهد في اليوم الثاني للهبة كل من أسيل عاصلة، وعلاء نصار، ووليد أبو صالح، وعماد غنايم، وإياد لوابنة ومصلح أبو جرادات. كما استشهد كل من الشهيد محمد خمايسي ورامز بشناق في الثالث من الشهر ذاته، فيما استشهد عمر عكاوي ووسام يزبك في الثامن من الشهر نفسه.