كاتب إسرائيلي يصف أسرى عملية سجن جلبوع بـ”الشجعان”: الفلسطينيّ الذي يطعن مستوطنًا هو مقاتل من أجل الحريّة

السبت 25 سبتمبر 2021 08:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT
كاتب إسرائيلي يصف أسرى عملية سجن جلبوع بـ”الشجعان”: الفلسطينيّ الذي يطعن مستوطنًا هو مقاتل من أجل الحريّة



القدس المحتلة/سما/

يُعتبر الكاتب والمُحلِّل الإسرائيليّ-الصهيونيّ، غدعون ليفي، (68 عامًا) الوحيد في كيان الاحتلال الذي يُغرِّد خارج سرب الإجماع القوميّ الصهيونيّ، وتُثير مقالاته التي ينشرها في صحيفة (هآرتس) العبريّة “اللبراليّة” (!) ردود فعلٍ عنيفةٍ من القرّاء، الأمر الذي أدّى أخيرًا إلى حراسته بشكلٍ شخصيٍّ خشية اغتياله من قطعان اليمين واليمين المُتطرِّف في إسرائيل.
 وفي مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة كتال ليفي المديح لأسرى سجن “جلبوع” الإسرائيلي الستة، الذين تمكّنوا من التحرر ذاتيًا عبر نفقٍ قاموا بحفره مؤخرًا، بحثا عن العدالة والحرية.
 وفي سياق مقاله، ذكر الكاتب الإسرائيليّ أنّ الفلسطيني رائد جاد الله (39 عاما)، “قد لا يعني أيّ شيءٍ تقريبًا لأيّ إسرائيليٍّ، لقد قتله الجيش الإسرائيلي (مساء الثلاثاء 31 آب (أغسطس) 2021)، بعد أنْ أطلقوا النار عليه في الليل، وعثر على جثته وهي ملقاة على جانب الشارع”، واصفًا ما قام به جيش الاحتلال بـ”عملية إرهابية”.
 وشدّدّ المُحلِّل الإسرائيليّ في زاويته الأسبوعيّة التي تُنشَر في (هآرتس) كلّ يوم جمعة، وتُعنى فقط ببطش الاحتلال في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، شدّدّ على أنّ “جاد الله، قُتِل بإطلاق نارٍ أعمى من جنودٍ إسرائيليين مغلقين، فهل نتجرأ على تسميتهم قتلة؟ هل كانوا ينوون القتل؟ لمَ لا؟ هم بالتأكيد لم يفعلوا أيّ شيءٍ من أجل عدم قتل جاد الله”، على حدّ تعبيره.
 وتابع المُحلِّل الإسرائيلي قائلاً: “هل الجيش الإسرائيليّ لم يكن ينوي قتل الطفل محمد العلامي من “بيت أمر”، عندما أمطروه بوابل من الرصاص وهو داخل سيارة والده أثناء عودتهم من التسوق؟ هل هذا لا يعتبر إرهابًا؟ وهل قتل الأطفال الأربعة من عائلة بكر على شاطئ بحر غزة أثناء لعبهم كرة القدم كان متعمدًا أمْ غيرَ متعمدٍ؟ هل هذا يُغيّر أيّ شيءٍ؟ هل قتل إسرائيل لأكثر من 400 طفل فلسطيني في حرب 2008-2009 كان دون قصد؟ٍ”، تساءل المُحلِّل الإسرائيليّ المُخضرم، المحسوب على أقصى ما يُطلَق عليه اليسار الصهيونيّ-الإسرائيليّ.
بالإضافة إلى ذلك، قال الكاتب: “هناك حدود لما يتحمله الوعي، كلّ الإسرائيليين تقريبًا، لن يجرؤوا على الإجابة باستقامة على هذه الأسئلة، وبالنسبة لهم، اليهود هم الذين على حق وهم الذين يدافعون عن أنفسهم دائما، والفلسطينيون مخربون دائمًا”، مضيفًا بلغة الاستنكار: “القتل مسموح فقط لليهود”.
ووصف قيام جيش الاحتلال بإلقاء قنبلةٍ من طائرةٍ بدون طيّارٍ على أطفالٍ ضعفاء يلعبون على شاطئ بحر غزة بالعمل الوحشيّ، على حدّ قوله.
ونبّه أنّ هناك مَنْ “يُحاوِل أنْ يُمزّق القلب بقصص تثير الشفقة على ضحايا العمليات التي نفذها أسرى سجن “جلبوع” الستة”، موضحًا أنه هناك من يعتقد أنّهم “إرهابيون، يجب أنْ يتعفنوا في السجن، في حين، أعتقد أنّهم مقاتلون شجعان من أجل الحريّة، فهم يُحارِبون من أجل حرية شعبهم، وهم شجعان لأنهم مستعدون للتضحية”.
وتساءل ليفي: “هل هدف هؤلاء الأسرى عادل؟”، مجيبًا: “ليس هناك ما هو أكثر عدالة منه، فهم يفضلون تنفيذ عمليات في قواعد للجيش الإسرائيلي بدلاً من تنفيذها ضد مواطنين أبرياء (كما يفعل جيش الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة)”، وتابع مستهجنًا: “الإرهابيون لدينا أبطال”.
وفي ختام مقاله أكّد المُحلِّل الإسرائيليّ غدعون ليفي أنّ “الفلسطينيّ الذي يطعن مستوطنًا من أجل محاولة إخراج الغازي من أرضه وبلاده، فهو مقاتل من أجل الحرية، حتى لو كانت الوسيلة التي يستخدمها مرعبة”، كما أكّد.
يُشار إلى أنّ ليفي كان قد قال في ندوةٍ عُقِدت في تل أبيب إنّ “الإسرائيليين يؤمنون بأنهم شعب الله المختار، وأنّ طريقة تفكيرهم منفصلة عن الواقع ويتهمون كلّ شخصٍ لا يتفق معهم بأنّه معادي للسامية”، وأضاف ليفلي بأنّ مطالبة إسرائيل بأنْ يتّم الاعتراف بها كدولةٍ يهوديّةٍ هو طلب تافه وسخيف، حيث قال إنّ الاحتلال الإسرائيليّ مثله مثل الإدمان، وأنّه يتعيّن على أصدقاء إسرائيل أنْ يساعدوها في التخلص من حالة الإدمان هذه”.