سياسة الوساطات : إسرائيل تريد تهدئة بغزة لكن هذا ما تسعى إليه مصر ..

الأربعاء 15 سبتمبر 2021 12:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
سياسة الوساطات : إسرائيل تريد تهدئة بغزة لكن هذا ما تسعى إليه مصر ..



قالت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية إن "المسألة الأكثر إلحاحا" بالنسبة لنظام الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، خلال لقاء الأخير مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في شرم الشيخ أول من أمس، الإثنين، كانت "العلاقات مع واشنطن"، حسبما نقل عنهم المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم الاربعاء.

فهناك فتور في العلاقات الأميركية – المصرية، منذ بدء ولاية الرئيس جو بايدن، قياسا بحميمية هذه العلاقات خلال ولاية الرئيس السابق، دونالد ترامب. ويعود فتور العلاقات بالأساس إلى انتهاك النظام المصري لحقوق الإنسان، إذ تُظهر الإدارة الديمقراطية الحالية أنها تولي اهتماما بموضوع حقوق الإنسان والديمقراطية، مثلما تحفظت إدارة باراك أوباما من انقلاب السيسي والإطاحة بالرئيس محمد مرسي، الذي وصل إلى المنصب في أول انتخابات ديمقراطية في تاريخ مصر.

وبالنسبة للسيسي، فإن بينيت، مثل سلفه بنيامين نتنياهو، هو الوسيط المثالي بين نظامه وبين واشنطن، وفقا لهرئيل. ونشاط مصري إقليمي، مثل الوساطة في غزة والحديث عن مبادرة سلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، "من شأنها أن تقابل بالإيجاب في واشنطن".

وتشير تقارير إسرائيلية عديدة إلى أن مصر تتوقع أن توسع إسرائيل الصفقات الاقتصادية معها. ورغم موافقة إسرائيل على ذلك، إلا أنها تشترط أن يرتبط ذلك بأن يكون علنيا، مثل العلاقات الاقتصادية المعلنة في السنة الأخيرة بين إسرائيل وبين الإمارات والبحرين والمغرب.

ويرجحون في إسرائيل أن السيسي وبينيت بحثا، في الفصل السري في لقائهما، التنسيق الأمني ضد "داعش" في سيناء، حيث ترددت تقارير حول هجمات إسرائيلية عديدة بطائرات من دون طيار في سيناء في السنوات الأخيرة.

إلا أن القضية الأكثر اهمية وإلحاحا بالنسبة لإسرائيل هي غزة. ويكرر مسؤولون سياسيون وامنيون إسرائيليون القول إن تصعيدا عسكريا، يشمل اجتياحا بريا ضد غزة، هو "مسألة وقت وحسب".

وأشار هرئيل إلى أن رئيس الشاباك، ناداف ارغمان، يقود الخط المتشدد داخل جهاز الأمن، ويعتبر أن العدوان الأخير على غزة، في ايار/مايو الماضي، انتهى بدون نتيجة واضحة واعتبر أنه كان بإمكان إسرائيل ان توجه لحماس ضربات أشد.

في المقابل، اعتبر رئيس اركان الجيش الإسرائيلي، افيف كوخافي، أن جيشه حقق نجاحا في هذا العدوان. ولذلك، فإن شن عدوان آخر، بعد فترة قصيرة، سيناقض تصريحات كوخافي. هذا من جهة. ومن الجهة الأخرى، وفقا لهرئيل، فإنه توجد في الجيش الإسرائيلي "خيبة أمل" من "الخط الصدامي" لزعيم جماس في القطاع، يحيى السنوار. ولذلك، فإن "بينيت بحاجة إلى السيسي من أجل تحقيق هدوء في غزة.

من جانبه، اعتبر الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أوفير فينتر، أن "المواضيع التي تناولها لقاء السيسي وبينيت دلّت على عمق العلاقات ومساحة المصالح المشتركة بين الدولتين: قضية غزة، منع تعاظم قوة حماس وتهدئة طويلة المدى ودفع صفقة تبادل أسرى؛ البرنامج النووي الإيراني وعدوانيتها الإقليمية؛ أزمة سد النهضة بين مصر واثيوبيا؛ تدخل تركيا في ليبيا؛ الإرهاب العالمي وتوسيع حجم السياحة والتجارة وغير ذلك".

إدارة بايدن تتابع تحركات الحكومة الإسرائيلية في الموضوع الفلسطيني

في هذه الأثناء، تتابع الإدارة الأميركية تحركات الحكومة الحكومة الإسرائيلية في الموضوع الفلسطيني، وخاصة اللقاء النادر وغير المالوف بين وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله، قبل اسبوعين.

واعتبرت المحللة السياسية في موقع "زْمان يسرائيل" الإخباري، طال شنايدر، أن هذا اللقاء من شأنه أن يدل على فروق بين الحكومتين الحالية والسابقة. فنتنياهو لم يسمح بلقاءات بهذا المستوى، رغم أن وزير ماليته موشيه كاحلون التقى مع رئيس الحكومة الفلسطينية السابق، رامي الحمد الله، بينما بينيت لا يمنع لقاء كهذا على الرغم من أنه ليس راضيا ومتحفظا من عقده.

ووفقا لشنايدر، فإنه في القاهرة وواشنطن "فحصوا بشكل عميق من في الحكومة الإسرائيلية أيد هذا اللقاء ومن اعتقد أنه ينبغي تأجيله إلى مرحلة أخرى".

واضافت أن الأميركيين دققوا في تفاصيل صغيرة بشأن لقاء عباس – غانتس، مثل كيف نظرت مستشارة بينيت السياسية، شيمريت مئير، إليه وما هو موقف مستشار الأمن القومي، أيال حولتا، من اللقاء.

وبحسب شنايدر، فإن نتائج هذا الفحص جرى استعراضها والتداول فيها "خلال محادثات بين عمان والقدس وواشنطن والقاهرة. ويدركون في واشنطن أهمية غانتس كمحور أساسي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة. ومواقف رئيس الحكومة البديل ووزير الخارجية، يائير لبيد، ليست أقل أهمية بالنسبة لواشنطن". لكن شنايدر أشارت ايضا إلى أن خطة لبيد بشأن غزة، التي طرحها هذا الأسبوع، "هامة في كونها موجهة إلى المجتمع الدولي، ولا توجد أدوات لتطبيقها".