قبل توجّهه إلى الميناء حيث الباخرة اليونانية اتلانتيك التي سوف تقله إلى شواطئ الإغريق. أحبّ ياسر عرفات، بل رأى من اللياقة والواجب الطواف على بيوت ومقرات القادة اللبنانيين الذين تحالفوا معه، منذ اليوم الأول لقدومه إلى بيروت حتى اليوم الأخير. وقبل أداء واجب الطواف على الحلفاء من الزعماء، أحبّ أن يودِّع مكتبه الذي أدار منه معظم معاركه السياسية والعسكرية، والواقع في قلب الحيّ الشعبي “الفاكهاني”.
صعد مشيًا إلى الطابق الخامس. كان قد شقّ طريقه بصعوبة وبمساعدة المرافقين من بين الجموع التي احتشدت لوداعه. كان الجمهور خليطًا يتناسب مع ما يحب عرفات ويعشق، نساء ورجالًا وأطفالًا محمولين على أكتاف الأمهات، فلسطينيون جاؤوا من المخيمات المجاورة، ولبنانيون من جيرانهم وأصهارهم من مختلف الطوائف التي أذابت الحرب كثيرًا من الحدود والسدود التي كانت قائمة بينها.
لم يكن باستطاعته عناق آلاف الذين يحتشدون لإلقاء النظرة الأخيرة على الشهيد الحي المغادر، وربما دون رجعة. اكتفى العاشق للقُبل بأن يودِّع الجموع بإطلالة من الشرفة. تعالت الهتافات. كان دائمًا يصحح للذين يهتفون باسمه أنّ الأولى منه أن يهتفوا لفلسطين.
كان موعد مغادرة الباخرة قد بدأ يقترب، وكان بودِّه لو بقي على الشرفة ساعات وأيام، إلا أن برنامج الرحلة النهائية لم يسمح له بغير خمس دقائق لا أكثر. ومثلما صعد إلى الطابق الخامس هبط مشيًا إلى الأرض. تخاطفته الأيدي وأغرقه مطر الأرز الذي انهمر كما لو أنه دموع صلبة. تم تخليصه من قبضات وأذرع المودعين، وحُشر في سيارته التي انطلقت باتجاه بيوت الزعماء، طاف عليهم جميعًا وكل ما همَّ باحتضان واحد منهم وأمطره بالقُبل المألوفة عنه قال له نحن معك إلى الميناء.
لقد تجمع هؤلاء القادة على الرصيف الذي رست عليه الباخرة التاريخية التي تجسّد الفصل الأخير من ملحمة عرفات وحلفائه في بيروت. ولكي يكتمل مشهد الوداع فقد وقف بجوار القادة الحلفاء مندوب الخصم الأول الذي أدار عملية إخراجه من بيروت فيليب حبيب، الديبلوماسي الأمريكي الذي نسّق بكفاءة عالية دور طائرات شارون وصواريخه مع تحركاته الديبلوماسية، حصل في ذلك اليوم المشهود على لقب “الساحر”، وهو لقب منحه إياه الرئيس ريغان جرّاء نجاحه الذي لم يسبق لغيره أن نجح فيه.
كان شارون وهو التوأم العسكري لفيليب حبيب، يفاوض بالنار، أمّا المبعوث الأمريكي فكان يفاوض بالضغط والتهديد عبر ضباط لبنانيين كان دورهم في منظومة الحرب الأمريكية الإسرائيلية نقل الرسائل للفلسطينيين. كُنّا نقرأ وقائع التنسيق بين فعل الطائرة وفعل الديبلوماسية كلما تعثرت ديبلوماسية حبيب لأي سبب كان لنرى بعد دقائق هجومًا حربيًا كثيفًا لفتح الطرق أمام الشروط الديبلوماسية.
كانت أصعب مفاوضات خاضها الفلسطينيون عقب كل حرب اضطروا لخوضها وحاولوا تحسين خلاصاتها.
كانت فرقة موسيقى قوات الثورة قد اتخذت لنفسها موقعًا على الرصيف وإلى جوارها جنود وضباط من قوات الشرطة العسكرية الفلسطينية التي كانت تسمى “الكفاح المسلح”. كانت مهمتها طيلة الوجود الفلسطيني المسلح السهر على انضباط الفدائيين الذين تغلغلوا في المدن وكثرت مخالفاتهم الناجمة عن احتكاكات نشأت بينهم وبين السكان، إذ لم يكن وجودهم قد اقتصر على المخيمات. عزفت موسيقى الثورة السلام الوطني “فدائي” وعلى إيقاع الموسيقى قام عرفات باستعراض حرس الشرف. لوحظ أنه أبطأ في مشيته وكأنه يحاول إطالة الدقائق المتبقية له في بيروت. وبعد انتهائه من الاستعراض الذي فاوض من أجله ساعات بل أيام، كي لا يبدو كما لو أنه خرج مهزومًا من بيروت، بل كما أراده بالفعل انتقالًا من ساحة إلى أخرى.
كان انتقالًا مأساويًا لأنه ترك أثمن مدينة في الكون وراء ظهره “بيروت” التي مهما تكاثرت فوهات البنادق والمسدسات والمدافع المصوبة إليه إلّا أنها حمته ورعته ووفّرت له ولمشروعه المجازف مصدر حياة وحضور ونفوذ. ولولا بيروت ما حلم بأهم الإنجازات السياسية. ولولا أهل بيروت لما صمد ثمانية وثمانين يومًا تحت ضغط أقوى جيش في الشرق الأوسط. كان يحسم المعارك في ساعات أو أيام. ولولا بيروت لما صار رقمًا في المعادلة الإقليمية والدولية. ولولا بيروت لما تسنى له أن يخيّر العالم بأسره بين غصن الزيتون والبندقية. صحيح ومن حيث المظهر أن خروجه من بيروت حاملًا سلاحه يوحي بانتقال من جبهة إلى أخرى، إلا أن ما انتقل منه لا يعوض بكل الكون وما هو ذاهب إليه يكتنفه خوف وقلق وفراغ.
ها هو يغادر تاركًا وراءه مئات ألوف الفلسطينيين الذين عاشوا كرامًا محترمين مقدرين في حماية ثورتهم وحلفائهم المحبين لهم، فما الذي يمنع هذه الألوف المؤلفة من الخوف ما دام شارون وحلفاؤه يقفون وراء سياج مخيماتهم ويتأهبون للقتل. كانوا خائفين من العودة إلى ذلك الزمن الذي كان فيه الكوخ الضيّق مكانًا ممنوعًا من التوسُّع، وقنوات المجاري تخترق الممرات الضيقة دون أن تسقف. كان كل شيء عبئًا على حياتهم؛ حتى حين يبلغ اللاجئ سنَّ الزواج كان كثيرون منهم يضطرون إلى السكن مع ذويهم في غرفة واحدة. جدار الفصل الذي يوفّر خلوة للعرسان مجرد ستارة معلقة على حبل غسيل.
كان الخوف من العودة إلى ما كان في ذلك الزمن، هو ما تركه القائد المرتحل وراءه في نفوس مئات ألوف الفلسطينيين، كانت مذابح صبرا وشاتيلا التي نفذت بعد أسابيع من مغادرة حماة المخيمات مجرد تخيّل واحتمال، ولم لا تصبح حقيقة ما دام إله الموت شارون يراقب بمنظاره المخيّم العاري يستكشف المداخل والمخارج. كان قد مُنع عن الاقتحام بفعل وجود مقاتلين فلسطينيين ولبنانيين أشداء يقفون على تخوم المخيم، مفتدين أطفاله ونساءه بأرواحهم. وهؤلاء يوم انتقال الزعيم من ساحة معركة إلى أخرى سوف يصعدون على ظهور البواخر للرسو في موانئ بعيدة.
صعد القائد المغادر إلى سطح السفينة اليونانية، يمم وجهه شطر رفاق التجربة الآفلة، لوحوا بأيديهم المتجرّدة من السلاح، أطلقت الباخرة اتلانتيك صفّارتها القوية والعميقة مؤذنة ببدء الرحلة الأخيرة، ربما تكون العودة ثانية إلى بيروت قد راودت مخيّلته وخططه المضمرة، إلا أنه ومن خلال حواراتنا معه بدا غير متأكد مما سيحدث غدًا. كان يكثر من القول كان الله في عون مخيماتنا.
كُنّا نحاول بثّ بعض طمأنينة إلى روحه بالقول إن أهلنا صاروا في عهدة الحركة الوطنية التي ما تزال تحتفظ بسلاحها، وفي عهدة القوات المتعددة الجنسيات التي وصلت كنوع من تبادل المواقع بينها وبين قواتنا، فيهز رأسه راغبًا أن يُصدّق ما نقول.
كان المغادر غير المنتصر وغير المهزوم، يمشي على سطح السفينة، وبين لحظة وأخرى كان يرسل بنظراته المبتعدة إلى بيروت الآخذة بالتلاشي وراء غلالة من الغبش، تمامًا مثلما تلاشت أيام وسنوات حكمه لحالته في تلك المدينة. كنت من ضمن المغادرين معه. ثلاثة أيام سنقضيها بين السماء والماء لا رفيق لنا إلا المدى المفتوح حتى نهاية الكون. وفي ذلك الصيف اللاهب كان البحر يبدو هادئًا لا موج فيه. هو هكذا لأنه سيأخذنا بعيدًا عن المكان الذي اتفق العالم كله على إبعادنا عنه، وحولنا بوارج حربية تتولى حراستنا أو مراقبة انضباطنا لحرفيات اتفاقات الخروج، ولمنع أي احتمال للعودة ثانية إلى حيث طردنا. هي زوارق حلف شمال الأطلسي تواكبنا ما دام ظهرنا إلى بيروت ووجوهنا إلى أبعد مكان عنها.
وفي السماء الزرقاء التي فوقنا تحلّق مروحيات لا تكل ولا تمل مكتوب عليها “الأسطول”. كانت تصور رحلتنا ودقة انضباط السفينة اتلانتيك في المسار الذي حدده البنتاغون بتوصية من فيليب حبيب.
وصلتنا برقية عبر جهاز اللاسلكي الذي أصرّ القائد العام على اصطحابه معه تشير إلى أن الرئيس ريجان قرر إطلاق مبادرة سياسية يشير فيها إلى الحقوق السياسية للفلسطينيين. نظر القائد العام حوله وكأنه يقول للجالسين معه: “لقد كنت على حق حين ربطت موافقتي على الخروج من بيروت بثمن سياسي”، كان وقع الخبر ونحن على ظهر السفينة مختلفًا عنه حين سمعنا به أول مرة ونحن ما نزال في بيروت. لم يكن هو ولا نحن متأكدين من أن ما سيعلنه الرئيس ريجان سيكون بداية طريق لما يشبه الاعتراف بالفلسطينيين، أي بمنظمة التحرير ورئيسها، غير أن ارتياحًا سرى في نفوسنا. فها نحن نجد ما سنعمل عليه حين ترسو سفينتنا على اليابسة.
قلل الزعيم من خروجه النهاري إلى سطح الباخرة. لم يعد هناك ما يغريه للنظر وراءه حيث بيروت المتلاشية. صار يقضي معظم وقته داخل القمرة الصغيرة التي خصصت لاستضافته وفيها سرير يصلح لمنامة شخص واحد وكرسي وطاولة صغيرة لتناول الطعام وتصلح كذلك لكتابة المذكرات. ومن أجل النزيل الاستثنائي الذي جهزت القمرة الصغيرة لإقامته وضع المضيفون سجادة صلاة.
وصلت باخرتنا إلى أثينا، مكثنا يومين إلى أن وصلت الطائرة التي ستقلنا إلى المحطة الأخيرة تونس.
هبطت الطائرة التونسية على أرض مطار قرطاج الدولي. شاهدت من خلف زجاج النافذة البيضاوية الثنائي التاريخي الذي جازف باستضافة عرفات ورجاله لتكون تونس بمثابة بيروت الثانية بفارق ثلاثة آلاف ميل عن حدود الوطن، وتحت قدمي الحبيب بورقيبة وشريكته ورفيقة حياته ورئاسته السيدة وسيلة بن عمار، سجادة حمراء فرشها رجال المراسم ليخطو عليها أهم لاجئ يطأ أرض عاصمة البلد الأخضر.
كان المجاهد الأكبر قد أعدّ استقبالًا رئاسيًا لعرفات، حرس شرف، وفرقة موسيقية ومنصة للاستعراض وأحضر كل رجالات الدولة التونسية وكل رجال ونساء السلك الديبلوماسي وعدد من القادة الفلسطينيين الذين لم يكونوا في بيروت أثناء الحرب المجيدة.
انتهت المراسم الصاخبة وانتهت المصافحات والمعانقات واصطحب المجاهد الأكبر والسيدة وسيلة الضيف في سيارتهما الخاصة وتقدما موكبًا يضم عشرات السيارات السوداء فيما يوحي للمتشائمين بجنازة.
وصل الموكب إلى ضاحية قرطاج الشهيرة في التاريخ والواقع، وفي قصر صغير أقيم على شاطئ البحر واسمه ويا للمفارقة “قصر السعادة”، جلس المجاهد الأكبر والسيدة وسيلة وياسر عرفات في ركن من أركان القصر الفسيح، أعلن المجاهد الأكبر عن مفاجأته التي لم تكن لتخطر على بال أحد. فلقد قدم قصر السعادة هدية من المجاهد التونسي إلى المجاهد الفلسطيني، متمنيًا أن ينتقل منه إلى أرض فلسطين. ولم يخطر ببالنا بعد أن عرفنا بمبادرة المجاهد الأكبر أن نبؤته سوف تتحقق، ولكن، كنا نحن الذين رافقنا الرئيس من مكتبه في “الفاكهاني” إلى مقرّه الجديد في تونس نسرح ونمرح في أرجاء القصر الرخامي، كما لو أننا نزلاء في فندق أعدّ خصيصًا لضيافتنا بعد شظف العيش الذي كابدناه في الحرب.
منذ وصولنا قصر السعادة، إلى أن أمر عرفات مرافقيه باستدعائنا إلى اجتماع فوري، كانت فترة مكوثنا في القصر لا تزيد عن ساعة. تساءلنا ما الذي يريده هذا الرجل من اجتماع عاجل، أم أنه راغب في بدء العمل ولو بإجراء شكلي. ما إن اكتمل جمعنا وقوفًا وجلوسًا حوله، حتى بادرنا قائلًا وبصيغة أمر لا يقبل النقاش: “كل واحد منكم يشيل أغراضه وعلى السيارات”.
إلى أين، سأل بعضنا.
أجاب:
إلى المعسكر
أمر سفيرنا حكم بلعاوي بنقل رسالة من عرفات إلى المجاهد الأكبر شكره فيها على تخصيص قصر السعادة كتقدمة من الشعب التونسي إلى قائد الثورة الفلسطينية مشفوعًا باعتذار عن قبول القصر.
تحرّك موكبنا مخترقًا شوارع العاصمة تونس التي يوحي كل شيء فيها بالبساطة والتواضع والألفة. وخلال ساعة كُنّا في المعسكر الذي أعدّه الجيش التونسي لاستقبال المقاتلين القادمين من معركة بيروت. نمنا ليلتنا تحت الخيام العسكرية.
طلب محمود أبو مرزوق قائد المعسكر منّا أن ننظف محيط مناماتنا من العقارب الصفراء السامة. لم أنم ليلتها. فلقد سهرت حارسًا على نفسي من صفراء لو لدغتني لكان كل ما مررت به من أهوال الحرب في بيروت مجرّد مزاح أو يكون قد انتهى على بعد ثلاثة آلاف ميل بضربة قاضية.
كان في جواري في تلك الخيمة زميلي أحمد عبد الرحمن، ولقد غطّ في نوم عميق مطمئنًا إلى حراستي ويقظتي الإجبارية التي سببها خوفي من العقارب وخصوصًا الصفراء منها. ما أعجب وأغرب لعبة القدر. في رحلة واحدة عبرنا ثلاث قارات وثلاث موانئ وقصر ضيافة فارهًا وخيمة في خلاء تحيط بها العقارب، أين سيفضي ذلك كله. لم نكن نكثر من الأسئلة خوفًا من إجابات قاتلة.
كان القائد العام قد أودعنا المعسكر، وغادرنا للقاء رئيس وزراء تونس، الذي سيعقد معه جلسة عمل لتنظيم إقامتنا طويلة الأمد في العاصمة. كان قبل أن يغادر قد طلب منّا أن نبقى إلى حين استدعائنا من قبله. على السابعة صباحًا ونحن نرتشف القهوة التي أكرمنا بها قائد المعسكر وصلت شاحنة عسكرية هرع إليها نفر من الجنود الفلسطينيين، عرفنا أنها شاحنة التموين. قررت أحمد وأنا أن نخالف الأمر المشدد الذي أصدره القائد العام بعدم المغادرة، فطلبنا من سائق الشاحنة التونسي أن يقلّنا إلى العاصمة. ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة بدت لي كما لو أنها إشارة فخر واعتزاز، أن السائق التونسي سوف يدخل التاريخ لكونه حمل اثنين من “الأبطال” في سيارته. كنّا ما نزال نرتدي لباسًا عسكريًا كاملًا. كان صديقنا المشترك السفير حكم بلعاوي قد أعلمنا بأنه استأجر فندقًا ضخمًا على شاطئ البحر في قرية تدعى برج السدرية، وهذا الفندق يحتوي على مئات الغرف تصلح للإقامة وللعمل. كذلك كان سفيرنا في تونس حريصًا على أن يبعد الذين وصلوا عن قلب العاصمة وتبين ومنذ الأسابيع الأولى أنّه كان محقًا في ذلك.
أوصلتنا الشاحنة العسكرية إلى الفندق السياحي الذي يحمل اسمًا فنّيًا “سلوى”. عرفنا بوجود القائد العام في المكان. تواطأنا على ذريعة تبرر مغادرتنا المعسكر دون استدعاء منه، وحين التقيناه وجهًا لوجه بدا لنا أنه نسي تعليمات الأمس واستبدلها بتعليمات الساعة. كان قد عاين الفندق وقرر التعامل معه كـ “فاكهاني رقم 2”.
سأل:
كم تحتاجون من غرف للإعلام؟
وخلال أقل من يوم تحوّل الفندق السياحي إلى نسخة مختزلة عن المكان الذي كان يسمى إلى ما قبل مغادرة بيروت بلحظات جمهورية الفاكهاني.
عُثر على خطاط من بين النزلاء، كتب يافطات تشير كل واحدة منها إلى ذات مسميات المكاتب والمراكز والمؤسسات التي كانت متجمعة في مربع جمهورية الفاكهاني، بما في ذلك الكفاح المسلح، والتسليح والتموين والفرق العسكرية بكافة مسمياتها. أفرد لنفسه الطابق الأخير من طوابق الفندق الأربعة، وأشرف بنفسه على تثبيت هوائيات محطة اللاسلكي التي توصله بكل أرجاء العالم، وبعد أن تأكد من الكفاءة الفنية للجهاز بدأ العمل كما لو أنه لم يغادر بيروت…