توفي بمدينة نابلس اليوم الجمعة، القيادي بحركة حماس الاستاذ الجامعي البروفيسور عصام راشد الأشقر (63 عاما)، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وأعلن الاطباء في مستشفى النجاح الوطني الجامعي وفاة الاشقر بعد تدهور صحته بشكل كبير في الأيام الماضية.
وكان الأشقر قد أصيب بفيروس كورونا قبل سبعة شهور، ومكث في العناية المكثفة بسبب خطورة حالته الصحية.
ومن المقرر أن يشيع جثمانه السبت في مسقط رأسه بلدة صيدا بمحافظة طولكرم.
ونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس أحد قادتها الدكتور القائد “عصام الأشقر ” ابو مجاهد” والذي وافته المنية في مدينة نابلس متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وقالت الحركة” انه توفي بعد حياة حافلة بالعطاء والعلم والجهاد والدعوة إلى الله، والعمل التنظيمي الذي ظل أحد رواده حتى رحيله”.
وقالت في بيان لها انه “ظل عنوانا للعالم المجاهد الذي عمل من أجل فلسطين في حله وترحاله وفي غربته وداخل الوطن”.
وتقدمت بالتعزية من عائلة الفقيد، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني للمشاركة الواسعة في تشييع جثمانه، وفاء لرجل تميز بجمعه بين العلم والمقاومة.
والأشقر هو أستاذ بقسم الفيزياء في جامعة النجاح الوطنية، وأسير محرر عدة مرات كلها في الاعتقال الإداري بدون محاكمة.
وعانى خلال اعتقاله الأخير عام 2016 من تدهور حالته الصحية نتيجة مشاكل صحية، أهمها ارتفاع ضغط الدم الحاد، وتضيق شريان الكلية اليمنى.
وولد الأشقر في العاشر من حزيران عام 1958، في بلدة صيدا، شمال مدينة طولكرم، وهو متزوج وله أربعة أولاد وبنت.
درس في مدرستي بلدتي صيدا وعلار، وأنهى الثانوية العامة من مدرسة عتيل عام 1977، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الفيزياء بتفوق من جامعة اليرموك في الأردن عام 1980، والماجستير في الفيزياء من الجامعة الأردنية عام 1982، والدكتوراه في الفيزياء من جامعة أوهايو Ohio University في الولايات المتحدة عام 1989.
عمل في جامعة النجاح الوطنية بعد حصوله على الماجستير، كما درَس لعام كامل في جامعة أوهايو في الولايات المتحدة، ثم عاد للتدريس مجددا في جامعة النجاح عام 1990.
حصل على درجة الأستاذية في الفيزياء (بروفيسور) عام 2005، وكان رئيسًا لقسم الفيزياء في الجامعة ما بين عامي 2000 – 2002.
تمكن الأشقر خلال مسيرته الأكاديمية من نشر 136 بحثاً علمياً محكمًا في مجلات علمية عالمية في الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وصدر للراحل الأشقر عدد من الكتب منها كتاب “دعاء المسلم” باللغة الإنجليزية عام 1989، وكتابان حول منهاج تعليم الفيزياء للمستوى الأول والمستوى الثاني لطلبة الفيزياء في جامعة النجاح عام 1995، وكتاب الفيزياء الرياضية المخصص لطلبة مستوى الماجستير في الجامعات الفلسطينية.
تأثر الأشقر وتبنى الفكر الإسلامي في سنوات شبابه المبكر، ونشط دعويًا واجتماعيًا خلال دراسته للدكتوراه، لينضم للحركة الإسلامية، ومع انطلاق حركة حماس انضوى في صفوفها، وكان أحد أبرز مثقفيها وقياداتها.
اعتقله الاحتلال أول مرة عام 1998، تعرض خلالها للتحقيق ثم أفرج عنه بعد شهر، واعتقل مرة أخرى عام 2006 عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية ليقضي في الاعتقال الإداري عامين كاملين.
ثم اعتقل عام 2009 إداريًا مدة عام ونصف، وأصيب خلاله بحالة اختناق أثناء احتجازه في إحدى الزنازين الضيقة كاد يفقد حياته فيها، وتبين أنه يعاني من ارتفاع في ضغط الدم.
كما اعتقل إداريًا عام 2016 وقضى عامًا ونصف أغلبها في مستشفى سجن الرملة، حيث أصيب بجلطة فقد إثرها الإحساس بيده ورجله اليمنى، ورفض الخضوع لأي عمليات جراحية نتيجة استمرار اعتقاله.
ومنع الاحتلال الأشقر من السفر منذ عام 1996 حتى وفاته، ما أثر على مسيرته العلمية.