أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 130 امرأة فلسطينية منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم، غالبيتهن من القدس، مقابل تسجيل 128 حالة اعتقال في العام الماضي.
وفي ظل تصاعد البطش الإسرائيلي وارتفاع الاعتقالات في صفوف النساء، فإن العدد مرشح للازدياد خلال الشهور القادمة من العام الجاري.
وأشارت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال لم تُستثنِ النساء يومًا من بطشها واعتقالاتها التعسفية، كما أن الأشكال والأساليب المتبعة عند اعتقال المرأة الفلسطينية لا تختلف عن المتبعة مع الرجال عند اعتقالهم، في محاولةٍ لردع النساء وتحجيم دورهن وتهميش فعلهن، أو بهدف انتزاع معلومات منهن تتعلق بآخرين، وأحيانا يتم اعتقالهن للضغط على أفراد أسرتهن لدفعهم إلى الاعتراف، أو لإجبار المطلوبين منهم على تسليم أنفسهم.
وقالت الهيئة في تقريرها: إن الأرقام الموثقة لديها تُشير إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت منذ العام 1967 أكثر من 17 ألف فلسطينية، بينهن قاصرات وطالبات وأمهات ومريضات وجريحات وحوامل.
وأضافت: ويحفظ التاريخ الفلسطيني أن الأسيرة الأولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة هي الأخت المناضلة فاطمة برناوي التي اعتقلت بتاريخ 14 تشرين الأول عام 1967، وقضت عشر سنوات في سجون الاحتلال، كما ويحفظ التاريخ بأن الأسيرة المحررة لينا الجربوني، من المناطق المحتلة عام 1948، هي عميدة الأسيرات وأكثرهن قضاءً للسنوات في سجون الاحتلال، حيث اعتقلت في الثامن عشر من نيسان عام 2002 وأمضت خمس عشرة سنة متواصلة قبل أن يُطلق سراحها في نيسان من العام 2017.
وأوضحت الهيئة في تقريرها بأن الجريمة الإسرائيلية لا تقتصر على ذلك وإنما تمتد إلى ما بعد الاعتقال، حيث التحقيق القاسي والتعذيب بأشكاله المتعددة الجسدي والنفسي، إضافةً إلى ظروف الاحتجاز القاسية وسوء المعاملة والقمع والتنكيل والاعتداء اللفظي والجسدي وتردي الخدمات الطبية المقدمة لهن، دون مراعاة لخصوصيتهن، ودون توفير الحد الأدنى من احتياجاتهن.
وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها 40 أسيرة فلسطينية بينهن (11) أماً، ولعل أبرزهن الآن الأسيرة الحامل أنهار الديك، التي اعتقلت في الثامن من آذار الماضي وهي حامل، وعلى وشك أن تضع مولودها في السجن، وفق الهيئة.
وأنهار الديك ليست المرأة الوحيدة التي أنجبت داخل معتقلات الاحتلال، فالأسيرة زكية شموط من مدينة حيفا، والتي اعتقلت أواخر 1971، هي أول أسيرة تلد داخل السجون، بعد أن اعتقالها الاحتلال وهي حامل بشهرها السادس وأنجبت مولودتها نادية، وآخرهن كانت الأسيرة فاطمة الزق من غزة، والتي أنجبت طفلها “يوسف” أوائل 2009، بحسب هيئة شؤون الأسرى.
وأكدت الهيئة أن الشهادات تجمع على أن الأسيرات الحوامل لم يظفرن بما يتناسب مع كونهن بحاجة إلى اهتمام خاص وفحوصات دائمة ودورية ورعاية خاصة لمتابعة أوضاعهن والتخفيف عليهن من عناء الحمل، ومع اقتراب موعد الولادة يتم نقل الحامل إلى المستشفى مكبلة الأيدي والأرجل ومحاطة بعدد من المجندات، بحجة الحفاظ على الأمن.
وتبقى مكبلة بالسلاسل وهي على سرير المستشفى، ولا يتم فك القيود سوى قبل دقائق معدودة من الولادة، دون أن يُسمح لأي من أفراد العائلة بحضور ساعة الولادة والاطمئنان على الأم والمولود الجديد، وبعد انتهاء الولادة يُعاد تكبيل الأسيرة ثانية ويُعاد بها للسجن، ما يزيد من القلق على الأسيرة أنهار الديك.
وطالبت الهيئة في تقريرها المؤسسات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسيرة أنهار، حفاظًا على حياتها وحياة جنينها، وكي تضع مولودها في ظروف إنسانية وصحية ملائمة.