داهمتني أفكار كثيرة ، وانتابتني الحيرة ، في أي الموضوعات اكتب ، مع أن الزلزال الأفغاني ، مازال يستحوذ على الكثير من المفٱجٱت ، حتى أن جهابذة التحليل السياسي لم يهتدوا إلى التوصيف الدقيق لخبايا ما حدث ، لكن الرجل الذي حصل على أرفع درجات البحث العلمي ، وغدا البروفيسور والعلامة الذي لا يشق له غبار ،(أشرف غني ) يستبدل الأدنى ، بما هو خير وأبقى !!!!!
انها السياسة وبريقها ورونقها ، وسحر السجادة الحمراء التي لا يستطيع البعض مقاومته ، حتى لو كان مواليا ، للمحتل الأمريكي ، الذي كلف تنصيبه مئات المليارات لقصره وجيشه ، وبعد أن تلبدت السماء بالغيوم
وهبت الرياح والأنواء ، و ملأت سماء كابل بالغبار ، واستولت طالبان على كل الولايات الأفغانية ، وبلغت القلوب الحناجر وهرب بطائرته الخاصة ، ، واتجه إلى طاجيستان ، فاراً من عقاب طالبان
كان أشرف غني، آخر رئيس أفغاني حتى الطوفان الطالباني بالاستيلاء على كابل، يُعامل وفق ما تستحق كل قامة علمية ساهمت في تخريج عشرات الأجيال من المتعطشين للعلم ، حتى غدا أيقونة الباحثين الأفغان في أروقة العلم، و العمل الأكاديمي،
لم يتخيل يوماً وحتى فى كوابيس النوم المزعجة ، أن يهرب بطائرته وان يؤول مصيره إلى هذا. المجهول ، ،وغاب عن ذهنه أيضاً كيف تعامل أمريكا من وقفوا معها ويبدو أن البروفيسور لم يقرأ عن حرب فيتنام !!!!
لقد استبدل أشرف غني منصب رئيس الدولة، بموقع المحاضر الذي يدرس طلابه في قاعات البحث العلمي ولم يدرك أن بلده قهرت امبراطوريات عملاقة كبيرة وأنها تموج بالتقلبات السياسية الدائمة ، حيث أنها تموج ايضاً ،بالتدخلات الأجنبية من كل حدب وصوب .
وفي الحقيقة كانت انطلاقته السياسية منذ أن تسلم االرئيس الأسبق حامد كرزاي الذي عينته امريكا والذي كان يعمل مع السي اي ايه ومنذ ذلك الوقت أقدم على مخاطرة وهي استبدا الخير بالطريق الوعرة وهي السياسة التي لا تعرف الاخلاق ويبقى السؤال لماذا فعل ذلك ؟ وماهي منطلقاته ؟
ويبدو أن بريق المنصب السياسي وشهوة السلطة جعلته يسير في هذا الطريق الوعر ، وكان يجب على أشرف غني أن يتوقع حدوث هذا الزلزال الذي أربك المجتمع الدولي
إن بلداً كافغانستان تتغير فيها التطورات بسرعة هبوب عواصف الرمال بين كهوف الجبال وضفاف الوديان، ، خاصة أن أطماع الدول الأجنبية ليتمكن للمرء أن يتخيلها
وغني عن القول إن مثال الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني ليس الأول، وبالتأكيد لن يكون الأخير ،
وللانصاف نقول أن نموذج تونس وقيادة الرئيس قيس سعيد الاكاديمي الذي شكل انقلابا كبيراً في النظام السياسي العربي وبالتالي نموذج اشرف غني يمثل من ارتضى أن يكون في احضان الاحتلال
لقد ضرب زلزال أفغانستان العالم كله ومازال العالم يعيش وقع هذا الحدث الكبير ، وما يؤكد ذلك المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس بايدن في بداية الحدث ، حيث قال أن أفغانستان هي قاهرة الامبراطوريات وان وتداعيات الحدث سيعاني من تبعاتها الداخل الأمريكي ولا نغالي إن قلنا أن زلزال أفغانستان وجه ضربة قوية لإدارة الرئيس بايدن ،وفتحت الباب على احاديث مثيرة موصولة بمستقبل دول كثيرة ،
الحدث كبير وحالة التضارب سائدة في العديد من التصريحات الأمريكية , وجاءت تفجيرات كابل لتزيد الطين بلة ، لتثير العديد من الأسئلة وماذا بعد ؟
الحديث عن الرئيس الهارب يجعلنا نرى المشهد بشكل دقيق فالأمريكيون نادمون على خوض حرب أفغانستان وهذا ما أظهره استطلاع راي صحيفة الاندبندنت البريطانية ، لكنهم في الوقت نفسه يشعرون بمرارة من مشاهد الانسحاب التي أعادت إلى الأذهان انسحابات سابقة من فيتنام ولبنان ويتساءلون عن جدوى هذا التدخل ، ذلك الذي بدأه جورج بوش الابن الجمهوري وصولا إلى بايدن الديمقراطي وستظل امريكا تدفع ثمن أخطائها التي لن ينساها التاريخ
وكذلك الرئيس الهارب اشرف غني الذي دفع ثمن السير في الطريق الخاطئ