صور: 52 عاما على حريق الأقصى.. وما زال مشتعلا

السبت 21 أغسطس 2021 09:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صور: 52 عاما على حريق الأقصى.. وما زال مشتعلا



القدس المحتلة/سما/

توافق اليوم السبت، الحادي والعشرين من آب/ أغسطس، الذكرى الــ52 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، في وقت يتعرض المسجد لمخاطر جمة وانتهاكات إسرائيلية لا تتوقف.

ورغم مرور 52 عامًا على الجريمة، إلا أن النيران ما تزال مشتعلة داخل المسجد الأقصى، مع تصاعد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته الممنهجة، بشكل خطير، وسط صمت عربي وإسلامي رهيب.

وفي مثل هذا اليوم من عام 1969، اقتحم يهودي متطرف أسترالي الجنسية يدعى مايكل دينيس المسجد الأقصى، وأشعل النيران عمدا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، والتي أتت على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، ما تطلب سنوات لإعادة ترميمها وزخرفتها كما كانت.

ومن ضمن المعالم التي أتت عليها النيران، مسجد عمر الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، ويمثل ذكرى دخول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مدينة القدس وفتحها، إضافة إلى تخريب محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودي مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.

كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافدة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

وبلغت المساحة المحترقة من المسجد أكثر من ثلث مساحته الإجمالية (ما يزيد عن 1500 متر مربع من أصل 4400 متر مربع).

وعندما اندلعت النيران في المصلى القبلي، قطع الاحتلال المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد، وتعمَّد تأخير سيارات الإطفاء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس حتى لا تشارك في إطفاء الحريق، بل جاءت سيارات الإطفاء العربية من الخليل ورام الله قبلها وساهمت في إطفاء الحريق.

وأثار الحريق المدبر حينه ردود أفعال كبيرة وحالة غضب عارمة في العالم الإسلامي، وخرجت المظاهرات في كل مكان، وفي اليوم التالي للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة في الساحة الخارجية للمسجد الأقصى وعمت المظاهرات مدينة القدس بعد ذلك احتجاجًا على الحريق.

وما زال المسجد الأقصى يتعرض لسلسلة من الجرائم الممنهجة، مثل مخطط التقسيم الزماني والمكاني الذي تمهد له اقتحامات المستوطنين المتواصلة وصلاتهم في ساحات المسجد، فضلا عن تزايد حالات إبعاد المرابطين عن المسجد لفترات طويلة، في محاولة لكسر إرادة المرابطين والمرابطات في الأقصى.

وتواصل سلطات الاحتلال وأذرعها الإرهابية تنفيذ أعمال تخريب فيه، ومنع عمليات ترميمه، وتنفيذ أعمال حفريات للأنفاق أسفله، وإجراء أعمال مسح وأخذ قياسات في باحات المسجد الأقصى وفي صحن قبة الصخرة.

ولعل أحدث هذه المخططات، قيام آليات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال حفر في باب المغاربة وساحة البراق، المؤدية لحارتي الشرف والمغاربة في القدس القديمة، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد.

وتهدف الحفريات لإقامة نفق أرضي بطول 159 مترا، يصل بين منطقة "حارة الشرف"، التي استُبدل اسمها بـ"حارة اليهود"، إلى بداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى داخل المسجد الأقصى الذي تستخدمه قوات الاحتلال والمستوطنون في الاقتحامات.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى تنفيذ مخططاتها التهويدية والاستيطانية بحق المسجد الأقصى، بهدف السيطرة الكاملة عليه، وتغيير معالمه الإسلامية وفرض واقع جديد فيه، وتنفيذ مخطط تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وصولًا إلى هدمه لبناء "الهيكل" المزعوم فوق أنقاضه.

وسادت خلال العام الجاري حالة من التوتر الشديد في المسجد الأقصى خاصة خلال شهر رمضان الماضي، مع تكثيف سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في حي الشيخ جراح وسلوان بالقدس المحتلة، جراء القرارات الإسرائيلية القاضية بتهجير السكان الفلسطينيين من القدس.

وشكل تصدي المقدسيين وأهالي حي الشيخ جراح لسياسة الاحتلال وتهجيرهم من بيوتهم، رافعة لانطلاق هبة مقدسية فلسطينية، استطاعت أن تفرض نفسها على أجندة الجميع وتعيد قضية القدس إلى الواجهة.

وجاء التحول الأبرز في هذه الأحداث بتدخل المقاومة في غزة واعتبارها الانتهاكات بحق المقدسات وأهل القدس دافعا ومبررا للدخول في جولة من القتال مع الاحتلال، خاصة بعد مناشدات المقدسيين لها وإصرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على فرض سياساتها على المسجد الأقصى.

وخاضت المقاومة الفلسطينية معركة "سيف القدس" التي استمرت 11 يوما في مايو الماضي، نصرة للقدس والمسجد الأقصى، ونجحت في إجبار الاحتلال ومستوطنيه على التراجع عن اقتحام ضخم كان مخططا له لتدنيس الأقصى، كما أجبرت سلطات الاحتلال على التراجع عن تهجير سكان حي الشيخ جراح.

 



==

=

===

====

======

=======