حذر مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين من خطورة الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، في باب المغاربة وساحة البراق المؤدية لحارتي الشرف والمغاربة في القدس القديمة.
وأشار المجلس في بيان نشره اليوم الخميس إلى أن “وتيرة هذه الحفريات ازدادت في الفترة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد؛ بهدف إقامة نفق أرضي بطول 159 متراً، يصل بين منطقة “حارة الشرف”، التي استُبدل اسمها بـ”حارة اليهود”، إلى بداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى داخل المسجد الأقصى، والذي تستخدمه قوات الاحتلال والمستوطنون في الاقتحامات”.
ووصف هذا المشروع بأنه من أخطر المشاريع “الإسرائيلية” التي تضعضع أساسات الأقصى، وتؤثر بشكل مباشر في السور الغربي وجزء من السور الجنوبي للمسجد، وعلى بقية الساحات الغربية.
وأكد المجلس أن هذه الاعتداءات تأتي في إطار الانتهاكات المتواصلة بحق المقدسات والمعالم الأثرية والتاريخية الفلسطينية، وسياسة الاحتلال الهادفة إلى تغيير ملامح المدينة المقدسة وطمس ماضيها العربي والإسلامي، في محاولة فاشلة ومرفوضة لاستباحة كامل الأرض الفلسطينية.
وشدد على “تحريم تسريب عقارات وأراضٍ في مدينة القدس أو أي أرض فلسطينية أخرى للاحتلال، ففلسطين أرض خراجية وقفية يحرم بيعها أو تمليكها للاحتلال، وبيعها وتسريبها يعد خيانة عظمى للدين والوطن والأخلاق، وكل من يتواطأ مع هذه الجريمة هو متآمر على الأرض والقضية والشعب الفلسطيني، وباع نفسه للشيطان، وتجب ملاحقته على الأصعدة جميعها، والتبرؤ منه عائلياً ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتخلى عن شبرٍ واحدٍ من هذه الأرض”.
وعبر المجلس عن رفضه وإدانته الشديدين لقرار رئيس حكومة الاحتلال السماح ببناء 2200 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وبين أن هذا القرار يهدف لسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، وعزل مناطقها عن بعضها البعض.