قالت الولايات المتحدة إنها لم تعد ترى في الرئيس الأفغاني الهارب، أشرف غني، شخصية بموقع مسؤولية في البلاد، مؤكدة أنها تتواصل مع حركة "طالبان" لمطالبتها بعدم اعتراض طريق الراغبين في الرحيل من البلاد.
وقالت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، في مؤتمر صحفي من واشنطن، اليوم الأربعاء: "رأينا إعلان الإمارات هذا الصباح أن الحكومة رحبت بغني، وهذا هو الحال، لم يعد شخصية (رسمية) في أفغانستان".
و أعلنت الإمارات أن الرئيس الأفغاني، أشرف غني، الذي غادر بلاده على متن طائرة، الأحد الماضي، مع أسرته، يتواجد حاليا على أراضيها لاعتبارات إنسانية.
وقال غني في خطاب لاحق أكد تواجده في الإمارات، إنه كان على تواصل مع "طالبان" قبل خروجه من البلاد حتى يتم الاتفاق على انتقال السلطة وفق مصالحة، ولكن الحركة نكثت بوعودها بعدم دخول العاصمة ودخلتها قبل "الموعد المحدد"، وفق تعبيره.
وعن عمليات الإجلاء ومشاهد الأفغان الراغبين في الرحيل من البلاد عبر مطار كابول هربا من سيطرة طالبان، قالت نائبة وزير الخارجية الأميركي: "نضاعف الجهد مع الحلفاء والشركاء والمنظمات الأممية لمساعدة طالبي اللجوء الأفغان ومن حياتهم مهددة بالخطر"، مضيفة: "لقد رأينا تقارير تفيد بأن طالبان تمنع الأفغان الذين يرغبون في مغادرة البلاد من المطار. نحن نتواصل مباشرة مع طالبان لنقول إننا نتوقع منهم السماح لأي شخص يرغب في المغادرة بأن يفعل ذلك".
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال المؤتمر، حول مسألة تسهيل وصول الأفغان الراغبين في الرحيل إلى مطار كابول: "أنا بالتأكيد لا أريد أن أفعل أي شيء لجعل المطار أقل أمانًا، ولن نفعل ذلك". وأضاف: "لكننا سنستمر في التنسيق مع طالبان، ومنع التصعيد، والتأكد من أن هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون للوصول إلى المطار لديهم المؤهلات الصحيحة لضمان المرور. كانت طالبان تتحقق من أوراق الاعتماد هذه، وإذا كانت بحوزتهم، فليسمحوا لهم بالمرور".
فيما أكد قائد القيادة المركزية الأميركية، مارك ميلي، في كلمته، أن الولايات المتحدة ليست لديها القدرة حاليا على مساعدة العاجزين على الوصول إلى مطار كابول، موضحا أن "القضية الكبرى هي الآن معالجة وضع الموجودين في حرم المطار".
وأحكمت حركة طالبانقبضتها على أفغانستان؛ تزامنا مع انسحاب القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، الذي بدأ في مايو/ أيار الماضي، وينتهي في سبتمبر/ أيلول المقبل.
ودخل مقاتلو الحركة، الأحد الماضي، العاصمة كابول، دون أن يواجهوا مقاومة تذكر من القوات الحكومية، خاصة بعد مغادرة الرئيس أشرف غني البلاد "حقنا للدماء"، على حسب قوله.
ومع دخول مقاتلي حركة طالبان العاصمة الأفغانية، سابقت البلدان الغربية الزمن، لإجلاء دبلوماسييها والمتعاونين معها من هذا البلد.
وشهد مطار كابول، الاثنين الماضي، حالة واسعة من الفوضى، نتيجة اقتحام مئات المواطنين الصالات وحتى مدرج الإقلاع؛ في محاولة لمغادرة البلاد.
وكانت واشنطن أعلنت عن برنامج خاص بنقل لاجئين أفغان إلى أراضيها عبر دول ثالثة، في إطار ما يعرف باسم "برنامج قبول المهاجرين للأفغان العاملين في الولايات المتحدة وعائلاتهم".
وقالت واشنطن إن "آلاف الأفغان وأقاربهم في خطر بسبب علاقاتهم مع الولايات المتحدة ولا يتمكنون من المشاركة في برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة، إما بسبب أنهم لم ينشغلوا بأعمال معينة، أو لأنهم لا يستوفون المعايير من حيث وقت وطبيعة الخدمة".
وأعلنت الولايات المتحدة عن شمول عدد من الفئات الجديدة في برنامج نقل اللاجئين، من ضمنهم الأشخاص الذين عملوا مع العسكريين الأميركيين أو الفرقة الدولية التي عملت في إطار عملية "العزم الصلب"، أو المشاريع والبرامج الممولة من قبل الولايات المتحدة، ومن عمل في المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام الأمريكية.