تاريخ دولة الاحتلال والفصل العنصري حافل بالجرائم والمجازر والاغتيالات التي ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني، في سياق عملية التصفية والمحو والاحلال والتطهير العرقي التي مارستها الحركة الصهيونية، ولا تزال تمارسها باشكال متعددة بالاغتيالات والقتل وارتكاب جرائم الحرب والاعتقالات اليومية لاسكات المقاومة والشعب الفلسطيني.
دولة الفصل العنصري تعمل في شكل حثيث على بناء واستكمال مشروعها الاستيطاني الصهيوني وتجذير نظام الفصل العنصري، وحالة التغيير التي انتظرتها القيادة الفلسطينية بعد تولي الادارة الامريكية الجديدة وكذلك الحكومة الاسرائيلية، لا تزال بعيدة.
في المقابل، الحالة الفلسطينية تعيش حالة انتظار وركود مريب وغياب اي موقف وطني موحد من جميع المسؤولين الفلسطينيين عن الفعل السياسي. في الضفة الغربية تنتظر القيادة وعود الادارة الامريكية وما ستقدمه دولة الاحتلال من مساعدات وما تقوم به من جهود وتقديم رشاوى وتسهيلات من أجل المساعدة في الانتعاش الاقتصادي والحكومي للسلطة الفلسطينية التي تعاني من اوضاع صعبة.
وبموازاة ذلك أيضاً، بدأت ثمار الوعود والتغيير المنتظر وهي عبارة عن تسهيلات من أجل استمرار القتل الناعم وارتكاب جرائم يومية والاخطر الضم الزاحف وما يعانيه الناس في الارضي المحتلة من إذلال واهانة.
ومن هذه التسهيلات السماح للفلسطينيين ببناء الف وحدة سكنية في مناطق ج، في المقابل صادقت دولة الاحتلال على بناء 2200 وحدة سكنية للمستوطنين في مناطق ج .
في غزة ايضا انتظار وعود التسهيلات وتخفيف الحصار وتوقف الاعمار، وهي عبارة عن ابتزاز وتشديد العقاب الجماعي، وربطه بملفات تغيير الواقع القائم وتدمير ما تبقى من معنويات الناس وحياتهم القاسية واهانة كرامتهم.
بداية الأسبوع نشرت صحيفة هآرتس مقالا ذكرت فيه ان رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي التقى، مطلع الاسبوع الحالي، مع كبار قادة المنطقة الوسطى في جيش الإحتلال، وطلب منهم العمل على خفض مستوى إطلاق النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية.
جاء ذلك على إثر تزايد حالات إطلاق النار من قبل قوات الإحتلال، وقتل فلسطينيين في الاشهر الثلاثة الاخيرة، وظهر ذلك خلال الاسابيع الاخيرة بشكل خاص. خلال اللقاء طلب كوخافي من قادة الالوية العمل على تهدئة المنطقة وإشراك المزيد من كبار الضباط في جزء من النشاطات العسكرية والتأكد من أن معظم القرارات يتم اتخاذها من قبل المستويات العليا.
وذكرت هآرتس انه منذ شهر آيار(مايو) قتل الجيش الاسرائيلي في الضفة أكثر من 40 فلسطيني، من بينهم سبعة في شهر تموز(يوليو) الماضي.
كما ذكرت هآرتس فإن مسؤولين سياسيين امنيين إسرائيليين انتقدوا قائد المنطقة الوسطى الجنرال تمير يدعي، وقادة كبار في القيادة، وإن سلوكهم في الاشهر الاخيرة يمكن أن يؤدي الى التصعيد واشتعال الضفة والمس بجهود الحكومة الإسرائيلية من أجل المساعدة في الانتعاش الاقتصادي والحكومي للسلطة الفلسطينية.
وفي استعراض تاريخ دولة الاحتلال وجرائم القتل التي ارتكبتها أنه منذ بداية العام 2021 حتى نهاية شهر تموز(يوليو) الماضي استشهد 57 فلسطينيا في الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، من بينهم 11 طفلاً ما دون السابعة عشر، وسقط 32 شهيداً في شهر ايار/ مايو بمعدل كل يوم شهيد. و15 شهيد في شهري 6 و7، و10 شهداء منذ بداية شهر كانون الثاني (يناير) حتى نهاية شهر ابريل (نيسان).
ووفقا للجهاز المكزي للاحصاء الفلسطيني بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل فلسطين وخارجها) نحو مائة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,969 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2020.
وكان العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2,240 شهيداً من بينهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال العام 2020 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 43 شهيداً، من بينهم 9 شهداء من الأطفال وثلاث نساء، فيما بلغ عدد الشهداء خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في ايار(مايو) 2021، 261 شهيد، من بينهم 67 طفلاً و41 إمراة.
واعتقلت دولة الاحتلال اكثر من مليون فلسطيني منذ عام 1967، فيما بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي 4,500 أسير حتى نهاية العام 2020 (وبينهم 140 أسيراً من الأطفال، بالإضافة إلى 41 أسيرة، من بينهن 12 أسيرة أم)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام 2020 حوالي 4,634 حالة، من بينهم 543 طفلاً و128 إمرأة.
ويقضي نحو 570 أسيراً أحكام بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، و540 معتقلا إداريا، وتعتقل دولة الاحتلال نحو 700 أسير من المرضى، ونحو 6 أسرى من النواب في المجلس التشريعي، بالإضافة لوجود 25 أسيراً اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وما زالوا يقبعون داخل السجون الإسرائيلية.
كما بلغ عدد الشهداء من الأسرى بلغ 226 أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي في حق الأسرى. وتشير البيانات إلى استشهاد 103 أسرى منذ أيلول (سبتمبر) عام 2000، وشهد العام 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، حيث استشهد سبعة أسرى، من بينهم خمسة نتيجة الإهمال الطبي.