حطت طائرة مروحية، اليوم الأربعاء، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله (المقاطعة)، حيث يجتمع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، برئيس جهاز المخابرات البريطاني (إم آي 6)، ريتشارد مور.
ومن المقرر أن يجتمع مدير وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية "سي آي إيه" (CIA)، وليام بيرنز، مع مسؤولين فلسطينيين من بينهم عباس وفرج في مدينة رام الله، يوم غد الخميس، قادما من العاصمة الأردنية عمان.
وفي وقت سابق، اليوم، اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت مع مدير عام "سي آي إيه"، بيرنز، وبحثا التطورات المتعلقة بالملف الإيراني وتوسيع التعاون الإقليمي بين الجانبين.
وأفاد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في بيان، بأن الاجتماع عقد في مقر وزارة الأمن في "الكرياه" في تل أبيب، علما بأن بيرنز كان قد وصل إلى إسرائيل أمس الثلاثاء، في زيارة تستمر ثلاثة أيام.
وذكر البيان أن بينيت وبيرنز بحثا "تعزيز التعاون الاستخباراتي والأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة. كما وبحثا الأوضاع في الشرق الأوسط، مع التركيز على إيران، وإمكانيات توسيع التعاون الإقليمي وتعميقه".
وشارك في الاجتماع كل من رئيس الموساد، دافيد برنياع، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولتا، والسكرتير العسكري لرئيس الحكومة الإسرائيلية، آفي غيل، ومستشارة بينيت للشؤون السياسية، شمريت مئير.
وكان برنياع قد التقى مدير "سي آي إيه"، بيرنز، وأجريا "مباحثات بشأن الملف النووي الإيراني وغيره من التحديات الإقليمية التي يعتزم الجهازان التعاون بشانها"، بحسب ما جاء في بيان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.
في ظل التصعيد ضد إيران
وتتزامن زيارتا بيرنز وريتشارد إلى البلاد مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران، وذلك في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له سفينة "ميرسير ستريت" التي تديرها شركة إسرائيلية، قبالة سواحل عُمان في 29 تموز/ يوليو الماضي، حيث حمّلت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، إيران المسؤولية عن الهجوم، وتوعدتها بـ"رد مشترك".
كما تأتي هذه الزيارات في أعقاب التصعيد في المناطق الحدودية جنوب لبنان والذي تمثل بقصف متبادل بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني في الثامن من آب/ أغسطس الجاري، إثر غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي على مواقع في لبنان بزعم الرد على إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية صوب أهداف إسرائيلية.
وفي سياق التوترات الإقليمية، اجتمع يوم أمس، الثلاثاء، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، حولتا، وسابقه في المنصب، مئير بن شبات، في موسكو مع مستشار الأمن القومي للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين؛ وسط التقارير عن عدم رضا روسيا من تصاعد الهجمات الإسرائيلية في سورية.
"دعم غربي لقيادات السلطة"
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن زيارتي بيرنز وريتشارد تشيران إلى "الجهود الكبيرة التي تبذلها الولايات المتحدة وبريطانيا لتجديد وتعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية وقيادتها برئاسة محمود عبّاس"، ورجحت التقديرات أن "مظلة الدعم الغربية قد تشمل كلا من رئيس المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، ورئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ".
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت) أن إشراك كل من فرج والشيخ في الاجتماعات مع مدير "سي آي إيه" ورئيس "إم آي 6"، يؤكد على الدعم الأميركي والبريطاني لمسؤولي السلطة "في ظل الضعف الداخلي الذي تعاني منه بسبب الاتهامات الموجهة لها في قضية مقتل الناشط الفلسطيني المعارض نزار بنات".
وفي هذا السياق، حذّر مسؤولون أميركيون من أن "السلطة الفلسطينية في وضع اقتصادي وسياسي صعب وخطير"، وطالبت واشنطن من إسرائيل اتخاذ خطوات لتعزيز الوضع الاقتصادي والسياسي لحكومة رام الله.
وكان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي، هادي عمرو، قد شدد خلال لقاء جمعه مع مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين، على أن "الأزمة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية والأزمة السياسية الداخلية وغياب الشرعية العامة للسلطة الفلسطينية يخلق وضعا خطيرا وغير مستقر".
وحذر عمرو في محادثاته من أنه "إذا لم يكن لدى السلطة المال اللازم لدفع الرواتب، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التدهور في نهاية المطاف". كما "طرح عمرو سلسلة إجراءات اقتصادية يمكن لإسرائيل اتخاذها لتحسين الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية بشكل سريع نسبيا"، دون مزيد من التوضيحات بخصوص هذه الإجراءات.