تدرس الفصائل في قطاع غزة تصعيد نشاطها عند الحدود في أعقاب إيقاف إسرائيل المحادثات مع حماس بوساطة مصر وجهات أخرى. وفي السياق نفسه، حذرت حماس من تراجع إسرائيل عن تسهيلات في الحصار وعرقلة إعادة الإعمار في القطاع، فيما منعت إسرائيل، حتى الآن، دخول المنحة المالية القطرية الشهرية إلى القطاع.
وقال مصدر في الفصائل في القطاع إن الفصائل تدرس تسخين الحدود بما يتجاوز إطلاق البالونات الحارقة. وأوضح أنه "في ضوء الانقطاع والتوقف التام لجهود جميع الوسطاء وعدم استجابة الاحتلال لشروط المقاومة وغياب أي افق للمصالحة الداخلية ورفع الحصار وعملية إعادة الإعمار، فإن المقاومة تدرس خيار تسخين الحدود وعدم اقتصارها هذه المرة على إطلاق البالونات الحارقة والأدوات المشابهة، وإنما تثويرها على غرار ما يحصل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية من مناوشات عسكرية شبه منتظمة بين حزب الله وقوات الاحتلال"، وفقا ما نقلت عنه صحيفة "الأيام" الفلسطينية اليوم، الاربعاء.
وتابع المصدر، الذي وصفته الصحيفة بأنه "موثوق"، أن "الاحتلال أدار ظهره لكل الوسطاء، وبدأ سلسلة واسعة من خطواته لتشديد الحصار والتراجع عن جملة من القرارات التي اتخذها سابقاً وكذلك مراوغته المتواصلة في موضوع إدخال المنحة المالية القطرية".
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم، للصحفيين في غزة، أمس، إن تراجع إسرائيل عن التسهيلات وإعمار غزة بمثابة عوامل "توتر حقيقية وصواعق تفجير يمكن أن تنفجر". وأضاف أن قيادة حماس تتواصل مع مصر وقطر والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لتخفيف الحصار المفروض على القطاع.
وأشار قاسم إلى أن الأوضاع الميدانية في القطاع يمكن أن تنفجر مرة أخرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في ظل استمرارها بتشديد الحصار على القطاع، الذي يعاني أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة.
وتأتي تصريحات قاسم تعقيبا على إعلان لجنة تنسيق البضائع في السلطة الفلسطينية، أول من أمس، عن تراجع إسرائيل عن السماح باستيراد وتصدير بعض السلع، وهي أجهزة موبايل وكمبيوتر وآلات طابعة وأجهزة تليفون وآلات موسيقية وأجهزة تسجيل كاميرات مراقبة ومواد أخرى الكترونية، من وإلى غزة بعد أن كانت أقرتها يوم الخميس الماضي.
قال مدير عام التجارة والمعابر بوزارة الاقتصاد في غزة، رامي أبو الريش، في بيان إن إسرائيل لم تسمح بإدخال البضائع وتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم بشكل طبيعي، كما كان قبل العدوان الأخير على غزة.
من جهة أخرى، افاد المصدر الذي تحدث لـ"الأيام" بأن الأجهزة الأمنية في غزة تراقب تحركات نشطة "لجماعات مشبوهة مرتبطة بالاحتلال في غزة تحاول إثارة الفتن، وربما تنفيذ عمليات تخريب وترويع على غرار ما حدث قبل عدة أيام في منتجع بيانكو على شاطئ مدينة بيت لاهيا الذي تعرض سوره الخارجي لتفجير بعبوة ناسفة".
وأضاف أن الأجهزة الأمنية في غزة، اعتقلت عدد من المنتمين لهذه الجماعات، التي بدأت تنشط وتتحرك بالتزامن مع تشديد الاحتلال لحصاره على قطاع غزة وتدهور الأوضاع المادية والاقتصادية للمواطنين.
وقال إن فصائل المقاومة ستدعو لاجتماع مهم قريبا لتدارس الوضع ووضع الخطط اللازمة من أجل إفشال هذه المخططات التي تهدف إلى إرباك الوضع الداخلي، مشيرا إلى أن تراجع الاحتلال، مساء أول أمس، عن إدخال أصناف مهمة من المواد والسلع التي سمح بإدخالها قبل أسبوع يأتي في إطار دعم هذه الجماعات والأشخاص لضرب الاستقرار الداخلي في القطاع.