إسرائيل تلمح بغارتها لتصعيد يستهدف البنية التحتية اللبنانية

الخميس 05 أغسطس 2021 08:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تلمح بغارتها لتصعيد يستهدف البنية التحتية اللبنانية



القدس المحتلة / سما /

شكلت غارة الطيران الحربي الإسرائيلي في جنوب لبنان، الليلة الماضية، تصعيدا ظاهرا، وذلك لأن الجيش الإسرائيلي لم يشن غارات كهذه في لبنان منذ سنوات عديدة. وأشار المحلل العسكري في موقع "واينت" الإلكتروني، رون بن يشاي، اليوم الخميس، إلى أن هذا التصعيد "ليس فقط بشدة الرد الإسرائيلي، وإنما باعترافها بخطورة التهديد من جهة مسلحين فلسطينيين. وخلافا لحالات سابقة، فإن إطلاق القذائف الصاروخية من لبنان أمس كان دقيقا، وكاد يصيب مركزا (تجاريا) حاشدا في كريات شمونا".

وأضاف بن يشاي أن "السبب هو أنه في حالات إطلاق القذائف الصاروخية الأخرى تم استخدام وسائل بدائية، من منصات إطلاق يدوية وبسيطة، بينما إطلاقها أمس نُفذ من سيارة متحركة ووضع عليها منصة إطلاق من عدة فوهات لكاتيوشا 122 مليمتر ذات مواصفات".

وحسب بن يشاي، فإنه جرى إطلاق هذه القذائف الصاروخية من منطقة بلدة المحمودية، شمالي نهر الليطاني، وأن "هذه منطقة تحت سيطرة حزب الله ويؤدي شارع ضيق إليها، شارع القليعة، الذي تحركت فيه منصة الإطلاق وبقرب البلدة تم إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه منطقة كريات شمونا".

وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية التي أغارت الليلة الماضية "عزلت هذا الشارع بواسطة قنبلة كبيرة حفرت في مركزه حفرة كبيرة". وأشار بن يشاي إلى أن "اللبنانيين سيواجهون صعوبة في شق طريق التفافي إلى المكان المقصوف لأن المنطقة صخرية وذات ارتفاع حاد. وهذا شارع حيوي للمواصلات داخل منطقة النبطية ومرج عيون، ويفضي إلى جسر الليطاني".

وتابع أن "الفلسطينيين يطلقون قذائف صاروخية من هذه المنطقة، والجيش اللبناني أو حزب الله بإمكانهم منع هذا الإطلاق بسهولة، خاصة إذا تم من منصة متنقلة".

وأشار بن يشاي إلى أن هذه المرة الأولى التي تغير فيها طائرات إسرائيلية في جنوب لبنان منذ 8 سنوات، وأن هذه الغارة "كانت تلميحا واضحا لحزب الله، وكذلك لحكومة لبنان وجيش لبنان، بأن إسرائيل لن تتردد في استهداف بنية تحتية للدولة إذا خُرقت سيادتها بواسطة إطلاق قذائف صاروخية أو بصورة أخرى".

وادعى بن يشاي أن "هذا الأمر مناقض للسياسة التي اتبعت أثناء حرب لبنان الثانية، وعندها امتنعت حكومة أولمرت عن استهداف بنية تحتية للدولة، وبين أسباب ذلك طلب أميركي بعدم قصف بنية تحتية ووقود وكهرباء"، علما أن إسرائيل استهدفت بنية تحتية في تلك الحرب وبينها جسور وشوارع.

وأضاف بن يشاي أنه خلال عملية استخلاص دروس حرب لبنان الثانية، "أدركوا في إسرائيل أن القرار بعدم قصف بنية تحتية كان خطأ شديدا، جعل حزب الله يستمر في الحرب طوال أكثر من شهر... وفي أعقاب هذه الدروس تبلور في إسرائيل ما يسمى بـ’عقيدة الضاحية’"، التي بادر إليها رئيس اركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، بشن غارات تؤدي إلى دمار هائل في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.

وتابع أن الجيش الإسرائيلي يصف الشارع الذي قصفه الليلة الماضية أنه "بنية تحتية مزدوجة"، لأنه بنية تحتية مدنية ويستخدمه مسلحون، وأن "قصف بنية تحتية مزدوجة كهذه ينقل رسالة بأنه في المرة القادمة سيكون الاستهداف أشد من تشويش حركة مركبات في منطقة جنوب لبنان".

وأشار بن يشاي إلى أنه "في إسرائيل يعتقدون أنه على الرغم من الوضع الاقتصادي الذي يسبب عمليات فرار كثيرة من الجيش اللبناني، إلا أنه ما زال بمقدوره الدخول إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مثلما فعل مرات كثيرة في الماضي. وسيارة إطلاق قذائف صاروخية ليس أمرا يسهل إخفاءه، وحقيقة أن الإطلاق أمس فاجأ الجيش الإسرائيلي ولبنان ويونيفيل ليست قضاء وقدر".

وركزت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ووحدة الاستخبارات في قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي على "التموضع العسكري والبنية التحتية القتالية لحزب الله في جنوب لبنان، وأهملوا تزايد قوة المسلحين الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين"، حسب بن يشاي، الذي ادعى أن الذين أطلقوا القذائف الصاروخية جاؤوا من مخيم الرشيدية جنوبي صور ومخيم عين الحلوة قرب صيدا.

واعتبر بن يشاي أن "المشكلة في جنوب لبنان هي أن الجيش الإسرائيلي يحاول الامتناع عن عملية تسبب تصعيدا واسعا، وربما حربا مع حزب الله ايضا. لكن يبدو الآن على الاقل أن حزب الله لا يعتزم بسط مظلة رعاية له على المسلحين الفلسطينيين في جنوب لبنان. وتسير إسرائيل هنا على حبل رفيع، ولكن بمعرفة واضحة أن تهديد القذائف الصاروخية الفلسطينية قد تكون له أبعاد كبيرة، وإذا لم يعالج هنا والآن، سيشعل في نهاية الأمر حربا مع لبنان".