تقرير إسرائيلي: الفلسطينيون انتصروا بالمعركة على الوعي أثناء العدوان على غزة

الإثنين 02 أغسطس 2021 04:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير إسرائيلي: الفلسطينيون انتصروا بالمعركة على الوعي أثناء العدوان على غزة



القدس المحتلة / سما /

تناول تقرير إسرائيلي تأثير الشبكات الاجتماعية، كجبهة أخرى أثناء الحرب، من خلال التركيز على هذا التأثير أثناء العدوان على غزة والمواجهات في المدن المختلطة، في أيار/مايو الماضي. وجاء في التقرير الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أمس الأحد، أنه "يوجد للأحداث في هذه الجبهة تأثير على الوعي الإسرائيلي، الفلسطيني والعالمي، وخلال أيام الحملة العسكرية ساهم النشاط فيها، من بين أمور أخرى، بزيادة الشعور بالخوف من حماس في الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتغذية الانتقادات في الحلبة الداخلية وكذلك العالمية ضد العملية العسكرية".

وأشار التقرير إلى أن "هذه جبهة معقدة للتحليل لأنه ضالع فيها جهات إسرائيلية وفلسطينية إلى جانب ضلوع أجنبي، وفيما ليس بالإمكان في أحيان متقاربة معرفة الجهة التي تقف خلف الأحداث فيها وما هي مصالح اللاعبين المختلفين".

واستمر النشاط في هذه الشبكات بعد توصل إسرائيل وحماس إلى تفاهمات حول وقف إطلاق، "وهذه إحدى ميزات هذه الجبهة". وأضاف التقرير أنه "إلى جانب المعركة في الشبكات الاجتماعية دارة معركة سايبر، وقسم منها سري".

وتجري الجبهة الرقمية في الشبكات الاجتماعية في عدة قنوات ومنصات بالتزامن، وتتغير مع مرور الوقت وفقا للتطورات التكنولوجية. وأبرز المنصات التي استخدمت خلال العدوان على غزة هي فيسبوك، تويتر، واتسآب، إنستغرام وتليغرام. وتعالت شعبية منصة تيك توك.

وبسبب طبيعة الشبكات الاجتماعية وانتشارها، فإن الرسائل تُنقل فيها بشكل فوري ولذلك فإنها تنتشر بسرعة، ومن الصعب السيطرة عليها وإصلاح أضرار تسببها. وحسب التقرير، فإن "الرسائل تصبح فيروسية كونها تنطلق من مشاعر قوية، مثل الخوف، وتجعل عدد كبير من الأشخاص يستمرون في توزيعها. وبفضل الشعبية المتزايدة لإنستغرام، تيك توك وتليغرام، وفرت الشبكات الاجتماعية حيزا لأقوال أثّرت على الشعور بالانتصار أو الخسارة في جميع الأطراف، وسمحت للأفراد في جميع أنحاء العالم المشاركة في المواجهة".

وينتقل قسم كبير من الرسائل من شخص إلى آخر أو داخل مجموعات مغلقة، ولذلك فإنه من الصعب متابعتها. وأضاف التقرير أن "الدولة متعلقة بمصالح شركات مثل فيسبوك أو تويتر، وهما الوحيدتان اللتان بإمكانهما إزالة مضامين تنشر في قنوات مكشوفة أو حجب حسابات. وحجبت فيسبوك حسابات واتسآب لناشطين من منظمة ليهافا اليمينية، بعد أيام من ضلوع نشاطائها في أحداث عنيفة في المدن المختلطة".

وكانت المضامين التي نُشرت في الشبكات الاجتماعية خلال العدوان على غزة متنوعة، وشملت صورا حقيقية من حلبات قتال، رسومات إنفوغراف (مخطط معلومات بياني) حول معطيات ذات علاقة بالصراع على سبيل المثال، تحليلات لأشخاص مؤثرين بواسطة مقاطع فيديو تعبر عن تضامن المتصفحين مع أحد طرفي الصراع، مثل مستخدمي تيك توك الذين صبغوا وجوههم بخريطة فلسطين.

واستخدم جميع الأطراف، وأحيانا بدون علم مسبق، بمعلومات غير دقيقة أو كاذبة من أجل إثارة شعور قوي، ومن خلال إخراج صور ومقاطع فيديو من سياقها، بهدف التأثير على الوعي العام.

وثمة صعوبة في قياس مدى تأثير الأحداث في الشبكات الاجتماعية، وهو ما وصفه التقرير بأنه "تحدٍ مركزي". وأوضح أنه "في بعض الحالات كان هناك تأثير واضح على الأحداث وتمت ترجمة رسائل في الحلبة الرقمية إلى أحداث، مثل التجمعات لأحداث عنف من خلال مجموعات واتسآب وتليغرام، التي تحققت وكان لها ثمنا بالارواح والأملاك. ومثال آخر هو إرسال مشغلين لعامليهم إلى بيوتهم في ساعة مبكرة تحسبا من هجوم ستشنه حماس في ساعة معينة في أعقاب بيان كاذب".

رغم ذلك، فإنه يصعب قياس تأثير الرسائل في قسم كبير من الحالات، مثل كيف تأثرت حماس في أعقاب استهداف موقعها الإلكتروني. وأشار التقرير إلى أن قياس أمر كهذا "معقد جدا ولا ينتهي بقياس كمي فقط. وبين أسباب ذلك، صعوبة عزل تأثير أحداث في الحلبة الرقمية عن جهات أخرى تؤثر على الوعي، مثل وسائل الإعلام التقليدية"، مثل تأثير منشورات في شبكة "الإسرائيليين اليائسين" على مئات ملايين المتابعين لأشخاص مؤثرين في العالم العربي.

واعتبر التقرير أنه "إثر الانكشاف الهائل للرسائل في الشبكات الاجتماعية، وتزايد أحداث معاداة السامية وتغلغل رسائل من الشبكات الاجتماعية إلى وسائل الإعلام التقليدية والخطاب العام، لا ينبغي الاستخفاف بأهمية الأحداث في الحلبة الرقمية على المستوى القومي".

ولفت التقرير إلى أن "الرواية الفلسطينية لاقت صدى أوسع من الرواية الإسرائيلية، ونتيجة لذلك بالإمكان التعامل مع انتصار فلسطيني في الشبكات الاجتماعية من الناحية الكمية على الاقل، فالمؤيدين الفلسطينيين يتفوقون عددا بكثير على نظرائهم الداعمين لإسرائيل في هذا الحيز. ووفقا لمجلة "Forward"، يوجد متابعون أكثر للحسابات التي تنشر مضمونا مؤيدا للفلسطينيين، ووفقا لذلك فإن عدد المشاهدات لمقاطع فيديو مؤيدة للفلسطينيين أعلى".

وتابع التقرير أنه "في حالات كثيرة، ليس بالإمكان معرفة ما إذا كانت هناك جهة، مثل دولة أو أحد اذرعها، توجه الجمهور في نشر رسائل. أي أنه ليس بالإمكان معرفة ما إذا كانت مشاركة مضامين معينة، كتلك التي غايتها التأثير على شكل استيعاب صورة حماس في العالم، حقيقية أم أنها اصطناعية. والمشهد الحقيقي للرسائل في الشبكات الاجتماعية التي ينشرها الجمهور الواسع وتحتوي في أحيان متقاربة على مضامين تثير شعورا قويا، تخظى بانتشار واسع. وذلك خلافا لرسائل جهات إعلامية رسمية، التي يتعامل الجمهور معها بتشكك".

وخلص التقرير إلى أن "ثمة أهمية لتحسين جهوزية الجمهور الإسرائيلي من خلال تعليمه وتحسين قدراته على القراءة الرقمية، كي ينشر معلومات بشكل واع ومراقب، وكي يشخص أخبار كاذبة، ويبطئ وتيرة انتشار الشائعات الكاذبة. وينبغي دراسة تركيز هذا الموضوع بواسطة هيئة على المستوى القومي".