صحيفة عبرية: هل يمكن لهرتسوغ أن يتورط مع" أردوغان المغرور" بسبب مكالمة هاتفية واحدة؟

الأحد 18 يوليو 2021 07:50 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة عبرية: هل يمكن لهرتسوغ أن يتورط مع" أردوغان المغرور" بسبب مكالمة هاتفية واحدة؟



القدس المحتلة/سما/

معاريف بقلم  يعقوب أحيمئير- عندما بث نبأ عن محادثة أردوغان – هرتسوغ، تدخلتُ بغضب وقلت إن الرئيس هرتسوغ كان يجب أن يرفض الحديث مع الرئيس أردوغان. فإن الموقع أدناه لم يحرص على واجب الكياسة والأسلوب الدبلوماسي المعتدل، وقد نبع التعبير غير الدبلوماسي من طبيعة المتصل بمكتب الرئيس. لم يأتِ هذه المرة ليشطب، كعادته، الدولة ورئيسها، بل ليتزلف، ببساطة.

هل غير النمر جلدته بمكالمة هاتفية واحدة؟ ما الذي يختبئ خلف مبادرة الزعيم التركي الهاتفية. هل قرر هذا الزعيم التوبه وهو من أهان الرئيس بيرس والجيش الإسرائيلي وإسرائيل ومواطنيها علناً؟

عقب طبيعته المغرورة،كان يجدر رفض احتمالية ندم الرئيس التركي على فظاظته السابقة. صحيح أن أياماً رهيبة تقترب من حولنا، ولكن، ولحسن رأينا، ثمة شك بأن الرئيس أردوغان قد استبق وضرب على صدره قائلاً: “أخطأت، أجرمت…”.

إن الوضع السياسي الداخلي السيئ هو الذي دفع أردوغان للاتصال برئيس إسرائيل في القدس. الرئيس هرتسوغ المنضبط النفس والمعتدل كعادته، قرر إجراء المكالمة. لا ينبغي الاستخفاف: الكاره والشاتم الفظ لإسرائيل وللشعب اليهودي، يسعى لاستئناف الاتصال مع القدس بعد زمن قصير من أداء الرئيس هرتسوغ اليمين القانونية. فالإهانة التي وجهها أردوغان للرئيس بيرس الراحل كانت فظة لدرجة أن ترك بيرس مكان مجلسه في لقاء علني لزعماء أجانب. كما شعر أردوغان بالحاجة إلى تنسيق البث مع نظيره الرئيس بايدن، ولذلك سعى لاستئناف علاقاته مع إسرائيل أيضاً.  

تسود بين تركيا التي هي العضو في حلف ناتو، والولايات المتحدة، علاقات متغيرة. وهناك من يقول أحياناً: الطريق إلى واشنطن تمر عبر القدس، حيث فيها من يمسك بمفاتيح بوابات البيت الأبيض. في الماضي حصل أن توجهت تركيا بشكل غير مباشر إلى اللوبي اليهودي في واشنطن كي تحبط داخل الكونغرس إقرار خطوة قانونية ما كانت ستضر بمصالح تركيا. والطريق  إلى ذاك اللوبي إياه أيضاً يمر أحياناً في القدس.

رغم سلسلة إهانات أردوغان، خفضت حكومات إسرائيل رأسها واستسلمت للضغط التركي، الذي أجبر إسرائيل على عدم اتخاذ الخطوة الأخلاقية للاعتراف بقتل الشعب الأرمني. في قضية مرمرة، قامت إسرائيل بما هو مطلوب منها: اعتذر نتنياهو بصفته رئيس الوزراء، لأردوغان، ودفعت إسرائيل تعويضات لعائلات القتلى جراء السيطرة على السفينة. والآن يسعى أردوغان للاستعانة بإسرائيل لتحسين وضع بلاده اقتصادياً.

إن مخزون الغاز الإسرائيلي يشجع على محاولة تحقيق إنجاز اقتصادي، إذ سيضخ هذا الغاز عبر تركيا في طريقه إلى أوروبا، وليس عبر كتلة دول سوية مثل اليونان، وقبرص، ومصر، والإمارات. وسينهض أردوغان مبكراً ذات صباح ويقرر شتم إسرائيل مرة أخرى أو قطع العلاقات معها. فهل يمكن للرئيس هرتسوغ أن يتورط مع أردوغان بسبب مكالمة هاتفية واحدة؟