أكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، على أنّ حادثة حريق مستشفى الحسين بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، نتيجة حتمية لتجاهل الحكومة العراقية إجراء إصلاحات جذرية للنظام الصحي في البلاد.
وقال المرصد الأورومتوسطي ومقرّه جنيف في بيان صحفي: "إنّ نحو 80 عراقيًا قُتلوا وأصيب عشرات آخرون، مساء أمس الإثنين، جراء حريق أتى على 20 كرفانًا بمركز النقاء بمستشفى "الإمام الحسين التعليمي" المخصص لعلاج مرضى (كوفيد-19) بمدينة الناصرية جنوبي البلاد".
وأضاف أنّ فريق الأورومتوسطي اطّلع على صور ومقاطع فيديو نشرها ناشطون عراقيون تظهر تكدّس عشرات الجثث المتفحمة في مكان الحريق.
وتابع أنّ الفريق لاحظ تأخّر وصول المساعدة الطبية إلى المكان، وبرز ذلك من خلال نقل الأهالي المصابين بمركباتهم الخاصة إلى المستشفيات القريبة قبل وصول الطواقم الطبية.
وأشار المرصد، إلى أنّ الحادثة تأتي بعد أقل من 3 أشهر على حادثة مشابهة في مستشفى "ابن الخطيب" ببغداد، والتي فقد فيها 82 عراقيًا أرواحهم، ما يدلل على فداحة الإهمال الحكومي، وغياب الجدية في اتخاذ إجراءات حاسمة تحمي أرواح المواطنين وتمنع حدوث فواجع مشابهة.
وذكر أنّ الحكومة العراقية اكتفت عقب الحادثة الأولى في أبريل/نيسان الماضي باتخاذ إجراءات غير رادعة تضمنت إقالة عدد من المسؤولين وإصدار تعميمات بروتوكولية، دون أن تبذل جهودًا حقيقية في متابعة مسبّبات وآثار الحادثة، والخطوات العملية التي من شأنها أن تمنع حوادث مشابهة، بما في ذلك الوقوف على جاهزية جميع أجهزة الدولة في الاستجابة لهذا النوع من الحوادث.
ودعا المرصد الأورومتوسطي، الحكومة العراقية، إلى فتح تحقيق شفافٍ في حادثة حريق مستشفى الحسين، ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال في اتخاذ إجراءات السلامة بما يضمن تحقيق العدالة للضحايا، مطالبًا بضرورة تعويض الضحايا وذويهم، وتوفير الرعاية الطبية الكاملة لجميع المصابين.
وحث الحكومة العراقية على تدقيق إجراءات السلامة في جميع المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد، والتأكد من تزويدها بالتجهيزات اللازمة من منظومات استشعار وأجهزة إنذار لضمان عدم تكرار الحادثة، والحفاظ على سلامة الكوادر الطبية والمرضى والمرافق الصحية.