أطلقت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وجمعية الحياة الخضراء، اليوم الأحد، أول فيلم وثائقي بيئي فلسطيني بعنوان "وادي القلط.. حكاية لم تروَ."
وقال مدير عام البرامج في تلفزيون فلسطين نزار الغول، في كلمته نيابة عن المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، إن انتاج الفيلم يأتي ضمن اهتمام الإعلام الرسمي بقضايا البيئة التي لا تحظى باهتمام الإعلام المحلي بالشكل الكافي، فيما أن الفيلم هو باكورة الاهتمام بهذه القضايا ولن يكون الأخير.
وأضاف: "دورنا في الإعلام الرسمي هو إعداد برامج بيئية لتعريف المشاهد الفلسطيني بوطنه، وأهمية حمايته للبيئة، إضافة إلى أن الهيئة تعمل على انتاج هذه البرامج للتوعية بالبيئة الفلسطينية وما تتعرض له من انتهاكات من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي".
وأشار الغول إلى أن الاهتمام بقضايا البيئة يأتي ليس فقط لاعتبارات مهنية بل لاعتبارات وطنية، لافتاً إلى أن التلفزيون يعمل جاهداً على إفراد مساحات واسعة للإعلام البيئي حيث أنه بصدد انتاج برنامج حول الحياة البرية في فلسطين.
وتابع: "هناك مشاهد كثيرة في فلسطين قد لا يعرف المتلقي أنها موجودة بالفعل، لأن المواطن الفلسطيني يفتقد حرية الحركة بسبب إجراءات الاحتلال، وهذا يعني أن المواطن قد لا يتمتع باكتشاف وطنه ومقدراته".
وأردف الغول: "تستخدم سلطات الاحتلال الاسرائيلي مصطلح الغسيل الأخضر في محاولة لتنقية صورتها عبر مجالات مختلفة كحديثها عن المحميات الطبيعية، في ظل انتهاكاتها من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية لأغراض استيطانية، وبناء الجدار الفاصل، وقطع أشجار الزيتون على يد قطعان المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال".
من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم، أن اللجنة المركزية تعطي أهمية كبيرة للبيئة الفلسطينية، وتشدد على أهمية توفير المساحة والاهتمام الكافيين من قبل الإعلام المحلي خاصة لما تتعرض له من انتهاكات واستهداف من قبل سلطات الاحتلال.
ووجه صيدم رسالة للقائمين على الفيلم بضرورة تجزئته على عدة مقاطع حتى يسهل مشاهدته من قبل الجمهور الذي بات يفضل المقاطع السريعة.
بدوره، قال رئيس سلطة جودة البيئة جميل مطور، إن أهمية فيلم وادي القلط تأتي باعتباره موقعا تاريخيا وبيئيا جاذبا، إضافة إلى أنه أدرج على لائحة التراث العالمي، وبالتالي فإن انتاج هذا الفيلم يعزز من الرواية الفلسطينية.
ولفت إلى أن سلطة جودة البيئة عملت وتعمل على انتاج العديد من الحلقات البيئية التي تندرج في إطار التوعية بمخاطر التعديات على البيئة، والانتهاكات الإسرائيلية بحقها، وبكل ما يتعلق بالبيئة الفلسطينية.
وأضاف مطور: "نعمل على تكثيف حملاتنا البيئية المختلفة والتوعية بالقضايا البيئية من خلال المحافل الدولية والمؤتمرات عن طريق إرسال الوثائق التي تثبت حجم الانتهاكات بحق البيئة، ونزودهم باستمرار بحجم ونوع الاستهداف والانتهاك الاسرائيلي لكل عنصر من عناصر البيئة الفلسطينية".
ولفت إلى أن سلطة جودة البيئة بصدد انتاج فيلم بالتعاون مع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حول الوضع البيئي في مدينة القدس، إضافة إلى القيام بمخيم كشفي يضم نحو 150 شابا من مختلف المحافظات من أجل رفع مستوى التوعية لدى المواطن بالبيئة الفلسطينية.
وأردف مطور: "نصادر كميات كبيرة من النفايات الملوثة والخطرة التي يتم تهريبها عبر سماسرة من خلال المعابر الإسرائيلية، والتي هي تمس بحياة السكان وتلوث المياه، والتربة، وتتلف المزروعات، ولذلك نعمل على ذلك وفق اتفاقية بازل التي تمنع على المحتل إدخال مواد خطرة إلى أرضنا الفلسطينية، وبالتالي فإننا حسب هذه الاتفاقية نعيد الكثير من هذه المواد إلى سلطات الاحتلال".
أما رئيس جمعية الحياة الخضراء فيصل زكارنة، قال: "فكرة الفيلم بدأت عام 2017، لكن بسبب عدة أمور لوجستية وجائحة كورونا تأجل تنفيذها حتى رأت النور أخيراً، فيما أن الفيلم يأتي ضمن سلسلة من البرامج لتغطية المواقع الطبيعية الفلسطينية التي نركز فيها على العنصرين البيئي والوطني، وعندما نتحدث عن العنصر الوطني يعني أننا نتحدث عن التاريخ والآثار وكافة الأمور المتعلقة بتراثنا الفلسطيني".
وأوضح أن انتاج الفيلم لم يكن سهلاً بسبب تعقيدات الاحتلال في تلك المنطقة، كما أن طاقم العمل أجرى نحو 30 جولة بالمنطقة صباحاً ومساءً حتى الانتهاء من إعداد تصوير الفيلم الذي حمل مخاطر كثيرة بسبب طبيعة المنطقة هناك.
من ناحيته، قال رئيس وحدة الأفلام الوثائقية في تلفزيون فلسطين عرابي سوالمة: إن انتاج الفيلم يؤسس لخطوة جريئة لصنع مثل هذه الأفلام التي يعتبر انتاجها من أصعب الأنواع، لأن تصوير الحياة البرية بحاجة إلى رصد وصبر طويلين.
وأكد أن انتاج الأفلام حول الحياة البرية واجب وطني واجتماعي، في ظل استهداف الاحتلال للأرض والشعب والحجر والحيوانات.
ولفت سوالمة إلى أن الهيئة تعمل على انتاج فيلم حول الحياة البيئية في مدينة القدس بالتعاون مع سلطة جودة البيئة، والذي سيشكل إحدى أهم الأفلام التي تم العمل عليها.