قال الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خلال زيارة إلى فرنسا، عام 2018، إنّ الزعيم الألماني النازي، أدولف هتلر، "فعل الكثير من الأمور الحسنة"، وفقا لكتاب عن ترامب صدر حديثا في الولايات المتحدة. وأفاد كتاب آخر عن ترامب، بأن الأخير استشاط غضبا على حليفه الأقرب ورئيس الحكومة الإسرائيلية حينها، بنيامين نتنياهو، بسبب تهنئته الرئيس الأميركي، جو بايدن، بعد فوزه بانتخابات الرئاسة.
وفي كتابه الذي سيصدر في 13 تموز/يوليو الحالي، بعنوان "بصراحة، لقد فزنا في هذه الانتخابات"، نقل صحافي "وول ستريت جورنال"، مايكل بيندر، عن ترامب مديحه لهتلر، ونفى ترامب صدور هذا المديح عنه، بمناسبة الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
وفي كتابه، يؤكّد بيندر أنّ ترامب قال هذا الكلام الإيجابي عن هتلر خلال "درس مرتجل في التاريخ"، قدّمه لترامب يومها كبير موظفي البيت الأبيض آنذاك، جون كيلي.
ووفقاً للكتاب فإنّ كيلي، الجنرال السابق في قوات مشاة البحرية الأميركية "المارينز"، راح يومئذ "يذكّر الرئيس إلى أيّ جانب كانت كل دولة تقف خلال النزاع"، وشرح له كيف أنّ "الحرب العالمية الأولى قادت إلى الحرب العالمية الثانية، وكذلك عن جميع الفظائع (التي ارتكبها) هتلر".
وبحسب الكتاب، فإنّ كيلي الذي "صُعق" بما قاله ترامب عن هتلر، "قال للرئيس إنّه مخطئ، لكنّ ترامب ظلّ على موقفه"، وراح يدافع عنه بالحديث عن النهضة الاقتصادية التي شهدتها ألمانيا بقيادة الحزب النازي في ثلاثينيات القرن الماضي.
وأضاف الصحافي الذي أورد هذه المعلومات نقلاً عن مصادر لم يسمّها، فإنّ كبير موظفي البيت الأبيض ردّ على ترامب بالقول "لا يمكنك أن تتحدّث بإيجابية عن أدولف هتلر. بتاتاً". وأشار بيندر إلى أن ترامب "لديه جهل فظيع بالتاريخ" ولا سيّما بفصوله التي تتعلّق بالعبودية وبالفصل العنصري في الولايات المتحدة.
وكان ترامب أثار خلال زيارته لفرنسا في 2018، جدلاً عندما ألغى زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها إلى المقبرة الأميركية في غابة بيلو شمالي باريس، وتضمّ رفات جنود أميركيين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى.
وقالت صحيفة "ذي أتلانتيك" في حينه إنّ ترامب ألغى الزيارة لأنّه لم يرَ فيها أيّ منفعة. ونقلت الصحيفة في أيلول/سبتمبر 2020 عن مصادر لم تسمّها إنّ ترامب قال يومها "لماذا عليّ أن أذهب إلى هذه المقبرة؟ إنّها مليئة بفاشلين". ووفقاً للمصدر نفسه فقد وصف ترامب الجنود الأميركيين الـ1541 الذين قتلوا في تلك المعركة على أيدي القوات الألمانية بـ"الحمقى"، قبل أن يسأل "من كانوا الأخيار" في تلك الحرب. وكان البيت الأبيض نفى بشدّة ما أوردته الصحيفة.
وفي كتاب بعنوان "انهيار أرضي: الأيام الأخيرة لرئاسة ترامب"، كشف الصحافي مايكل وولف، عن أن ترامب استشاط غضبا على نتنياهو بسبب تهنئته بايدن بالفوز بالرئاسة الأميركية.
وكتب وولف "أنه (ترامب) قال إن تغريدة نتنياهو كانت خيانة عظمى. وذُهل مساعدو ترامب من قوة تفجر غضب ترامب على نتنياهو".
ووفقا لكتاب وولف، الذي نُشرت تفاصيل أولية عنه في موقع The Forward، فإن ترامب قال عن تغريدة نتنياهو "جاءت قبل أن يجف الحبر (لإعلان فوز بايدن) وهي خيانة عظمى. وترامب يؤمن أنه فعل من أجل إسرائيل أكثر من أي رئيس أميركي وأن إسرائيل مدينة له. وقد شعر أنهم باعوه".
وذكر وولف في الكتاب أن ترامب تذمر من عدم تأييد الأميركيين اليهود له، حيث صوت 70% منهم لصالح بايدن. وكتب أن "ترامب خلط خيبة أمله من نتنياهو بغضبه المتزايد على فشله في تحسين مكانته بين الناخبين اليهود".