توجه د. أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بأحر التحيات باسم اللجنة المركزية والمكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني للرئيس شي جين بينغ الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، رئيس جمهورية الصين الشعبية بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، موجهاً أحر التهاني لعموم الشعب الصيني الصديق والأمة الصينية ، والى كافة الرفاق في اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب بهذه المناسبة العزيزة ، التي تشكل مناسبة مجيدة ينبغي الاحتفاء بها عالمياً لما يتمتع به حزبكم من عراقة مشهودة ومن مكانة متميزة على الساحتين الدولية والوطنية.
جاء ذلك خلال مشاركة د. أحمد مجدلاني على رأس وفد كبير من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة في أعمال (قمة الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب السياسية العالمية) والتي حملت شعار (سعادة الشعب مسؤولية الأحزاب السياسية) والتي عقدتها الحزب الشيوعي الصيني بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه ، والتي يشارك بها أكثر من 500 حزب حول العالم ومن ضمنهم جبهة النضال الشعبي الفلسطيني .
وقال د. أحمد مجدلاني في كلمته في القمة : إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني نعبر عن اعتزازنا الكبير بتاريخ ومنجزات الحزب الشيوعي الصيني وهو يتجاوز عتبة المئوية الأولى للتأسيس على يد الرفاق القادة المؤسسيين الذين بذلوا التضحيات الجسام والنضال المتواصل من أجل حرية وتقدم وازدهار الصين التي باتت قوة عملاقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والعسكرية ، وهذه الحيوية وهذا الإبداع الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي ظلّ وفياً لمبادئه ونظرياته الماركسية ، مبدعاً في " صيننة الماركسية " والمأسسة لنظرية صينية عميقة الأهداف تحت راية " الاشتراكية ذات الخصائص الصينية " ، والتي وجدت تجلياتها في كافة مناحي الحياة في الصين .
وأضاف د. مجدلاني بأن هذا الحزب الكبير يمضي بكل ثبات متمسكاً بغايته الأصيلة ورسالته المتمثلة في السعي وراء سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية ، حيث يعمل على توحيد صفوف الصينيين وقيادتهم لخوض الكفاح الشاق والمتواصل ، وقد تمكنوا بهذه المثابرة ، وهذا الإصرار على تغيير مستقبل ومصير الشعب الصيني على نحو معمّق .
وأكد الأمين العام د. أحمد مجدلاني : إننا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ونحن نحتفي بهذه الذكرى المجيدة ، ونشارك رفاقنا في الحزب الشيوعي الصيني هذا الاحتفاء ومن خلال هذه القمة الكبيرة ، التي تحتشد فيها الأحزاب السياسية في العالم بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني ، تكريساً للصداقة والتضامن الأممي والتواصل والعلاقات بين مختلف الأحزاب من شتى الاتجاهات والمنابت السياسية والفكرية ، فإننا نعبر عن ثقتنا الكبيرة بإبداعات ومساعي وانجازات هذا الحزب ، ودوره الحيوي في مسيرة النهضة العظيمة للأمة الصينية من مختلف القوميات ، والذي وحّد الصين تحت قيادتهم الحكيمة ونواتها الرفيق شي جيننبينغ ، والذي بذل جهوداً جبارة في التطوير والبناء وإرساء التجربة الصينية وتعميم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ، التي باتت منهجيةً يتحذى بها في العالم ، ويمكن لأي حزب في العالم بأن يسترشد بها باعتبارها الترجمة العملية والواقعية لتعاليم ماركس في مختلف الاتجاهات والدروب .
واعتبر د. مجدلاني أن تمسك الصين بنهج السلام المبني على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ، هو الأساس الذي تقوم عليه سياسة الحزب والدولة في دعمها المتواصل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية ، بما يؤكد عمق العلاقات وتطورها المستمر.
مضيفاً أن النضال المشترك من أجل إرساء الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط والسلام العالمي كانت سياسة ثابتة للصين وهي أساس العلاقات الثنائية بين دولة فلسطين وجمهورية الصين الشعبية ولعلاقاتنا الحزبية الثنائية ، وعلى هذا الأساس أطلق الرئيس شي جين بينغ مبادرته للسلام بالشرق الأوسط التي دعمتها وتبنتها القيادة الفلسطينية ، واعتبرناها في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني تعبيراً صادقاً ومخلصاً من قيادة الحزب الشيوعي الصيني والدولة لإرساء السلام العادل وتحقيق حقوق شعبنا الفلسطيني.
وأضاف د. مجدلاني في كلمته بأن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، تنظر باهتمام كبير وإعجاب أكبر بالمكانة التي حققها الحزب الشيوعي الصيني ، والذي يطور نفسه باستمرار في إطار المراجعات النقدية الشاملة وتقييمها ونستلهم من تجربته التي كرستها " الشموليات الأربع " بما تضمنته من إستراتيجية كاملة ذات أربعة محاور تهدف إلى بناء مجتمع مزدهر باعتدال بشكل شامل وتعميق الإصلاح وتعزيز حكم القانون وتقوية الحوكمة الصارمة للحزب.
وقال د. مجدلاني : في هذه الذكرى المجيدة والخالدة في تاريخ الصين ، وعلى شرف المئوية الأولى للحزب الشيوعي الصيني فإننا نؤكد تضامننا الكامل مع الصين في مواجهة الإجراءات الأمريكية الاستفزازية والمعادية في هونج كونج وبحر الصين الجنوبي، ونرفض الإجراءات الأمريكية بحق أعضاء الحزب الشيوعي الصيني ، وندين كل المؤامرات التي تستهدف تشويه المواقف الصينية وبخاصة في منطقة شينجيانج والسياسات الأمريكية التشويهية التي تحاول حرف الحقائق وتشويه المشهد الصيني الوحدوي.
وشدد د. مجدلاني في كلمته : هذه هي الصين التي أصبحت الدولة الأولى في العالم بمنجزاتها المتقدمة في مختلف المجالات ، الصين الدولة القوية بشعبها وحزبها ومنجزاتها العلمية والتكنولوجية والصناعية والبحثية ، التي تشكل رافد لتطور وتقدم العالم بعيداً عن الهيمنة والابتزاز والمشاريع التخريبية للمحاور الامبريالية المعادية لنهضة وتقدم الأمة الصينية .
وأكد د. مجدلاني : من أجل سعادة الشعب الصيني والمصير المشترك للبشرية ، فإننا نقف إلى جانب الصين في جهودها الحثيثة ، ونجدد حرصنا إلى جانب الحزب الشيوعي الصيني وتضافر الجهود مع كافة الأحزاب السياسية الصديقة في العالم لإيجاد الحلول العملية والواقعية للمعضلات التي تواجه تنمية المجتمع البشري ، ودفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من اجل تحقيق سعادة شعوب العالم بما فيها الشعب الصيني والشعب الفلسطيني المناضل من أجل الحرية والاستقلال وإنهاء آخر احتلال في العالم ، ما زال جاثماً على أرض فلسطين وهو الاحتلال الإسرائيلي الإرهابيّ المدعوم من الولايات المتحدة ، والذي يمارس إرهاب الدولة المنظم والعدوان والتطهير العرقي بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل ، حيث تقوم إسرائيل بأعمال همجية وعدوانية في عاصمتنا المحتلة في القدس وفي قطاع غزة الذي يتعرض لحرب فاشية جديدة من دولة الاحتلال ، وما يقوم به المحتل وعصابات المستوطنين من اعتداءات ومجازر وحشية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ، في ظل عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ قرار لإدانة جرائم الاحتلال بسبب السياسات الأمريكية المنحازة للإجرام والشريكة مع جرائم المحتلين الغاصبين.
وكان الرفيق شي جين بينغ ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني - رئيس جمهورية الصين الشعبية ، أكد أهمية هذه القمة ، وضرورة التوصل إلى أفكار ورؤى تساهم في تعزيز سعادة الشعوب في ظل الحروب الجارية والمجاعات والأمراض المتفشية ، والتي يجب أن تسعى كل الدول لإنهائها، مشيراً إلى ضرورة توحّد البشرية وتضامنها لتعزيز التعايش السلمي والاهتمام بالمناطق الأقل نمواً ودعمها وتعزيز السياج الإنساني وتحمل مسؤولية الحوكمة وحق الشعوب في اختيار مستقبلها.
كما نوّه إلى سعي الحزب الشيوعي الصيني لتعزيز العلاقات مع الدول الأخرى وتقديم إمكانات أكبر للقضاء على ما يواجه البشرية ورفض سياسة هيمنة الدول القوية على الدول الضعيفة والنامية.
وتم خلال القمة إلقاء العديد من الكلمات من قبل العديد من رؤساء الدول وممثلي الأحزاب المشاركين فيها.