قال المرصد الاورومتوسطي لحقوق الإنسان إن 9 من بين كل 10 أطفال في قطاع غزة يعانون إحدى أشكال الصدمة المتصلة بالنزاع بعد نحو شهر على انتهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع.
وذكر الاورومتوسطي في تقرير أطلقه اليوم بعنوان "كبرتُ حربًا أخرى" ووثق فيه أبرز الإحصاءات المتعلقة بالانتهاكات التي تعرضت لها "أكثر فئتين هشاشة في القطاع المحاصر"؛ النساء والأطفال، أن نحو 50% من سكان قطاع غزة الذين يبلغ عددهم أكثر من مليوني شخص هم من الأطفال تحت سن 15 عامًا، و49% هم من الإناث.
وأشار المرصد الاورومتوسطي إلى أنه خلال عملية "حارس الأسوار" التي نفذتها إسرائيل على قطاع غزة خلال المدة (10 – 21) مايو الماضي، نفذت القوات الإسرائيلية هجمات غير متناسبة ضد أحياء سكنية مكتظة بأغلبية تصل إلى 75% من الأطفال والنساء.
وإلى جانب الأعداد الكبيرة من القتلى والإصابات بين الأطفال والنساء، قال المرصد إن 241 طفلًا فقدوا أحد الوالدين أو كلاهما معًا نتيجة القصف، وإن نحو 5,400 طفل فقدوا منازلهم (هُدمت بالكامل أو تضررت بشكل كبير)، و42,000 طفلًا تضررت منازلهم بشكل جزئي.
وجاء التقرير خلاصة لأكثر من خمسة أسابيع من البحث الميداني، وثق خلالها فريق الاورومتوسطي في مكتبه الإقليمي بقطاع غزة مئات حالات الاستهداف المباشر لمنازل مدنية كانت تحوي أعدادًا كبيرة من النساء والأطفال.
وقال الاورومتوسطي إن نحو 72,000 طفل نزحوا إلى مدارس تابعة لـ أونروا أو منازل أقاربهم خلال الهجوم، بينما يبقى أكثر من 4,000 طفل نازحين حتى تاريخ التقرير.
وقالت "مريم دواس"، الباحثة الميدانية في المرصد الاورومتوسطي، إنها وثقت والفريق الميداني مئات حالات الاستهداف المباشر لمدنيين في منازلهم، بينما كان حجم وشراسة الهجمات غير مسبوقين على القطاع.
وذكرت "دواس"، والتي نزحت وطفلتها بعد أن استهدفت طائرات حربية إسرائيلية المبنى السكني الذي تقطن فيه: "لم يختلف الكثير عن الهجمات العسكرية الثلاث التي سبقت هذه المرة؛ الفرق الوحيد اليوم هو أنني كنت واحدة من أولئك الذين وثقتُهم، ركضت معهم وصرخت بحثًا عن طفلتي بينهم، وهربت من منزلي مثلهم بعد أن استهدفت طائرة حربية إسرائيلية المبنى الذي أسكن فيه"
وأضافت "اليوم أبحث مع صغيرتي "صوفي" التي لم تتجاوز الثلاث سنوات على أسباب للحياة، بينما نمر باضطرابات ما بعد الصدمة كحال الغالبية العظمى من سكان غزة".
وأشار التقرير إلى أن نحو 2,500 امرأة حامل وستلد خلال الثلاثة أشهر التي تبعت الهجوم العسكري ستعاني من تعقيدات ومضاعفات في الولادة، معظمهن كأثر مباشر أو غير مباشر للهجوم.
يذكر أن 66 طفلًا و40 امرأة قُتلوا تحت القصف الإسرائيلي على غزة خلال 11 يومًا، بينما جُرح 470 طفلًا و310 نساء.
وكان المرصد الاورومتوسطي لحقوق الإنسان أصدر في مايو/أيار الماضي تقريره الأول حول الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بعنوان "جحيم لا يستثني أحدًا"، وثق فيه حالات الاستهداف الجماعي للعائلات والبنى التحتية.