صحيفة إسرائيلية: لبنان… بين طموحات “حزب الله” والتدخل الأمريكي الفرنسي

الخميس 01 يوليو 2021 04:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة إسرائيلية: لبنان… بين طموحات “حزب الله” والتدخل الأمريكي الفرنسي



القدس المحتلة /سما/

معاريف - بقلم: إسحق ليفانون     "من منا يتذكر ما صرح به زعيم “حزب الله” سنة 1986 لصحيفة “الخليج” الإماراتية؟ قال، من بين أمور أخرى، بأن تطلعاته أن يتحول لبنان إلى جزء من خطة عامة للعالم الإسلامي، تلغى في إطارها كافة الامتيازات، مع الحفاظ على حقوق الأقليات. لذلك سيكون سعيداً بانهيار النظام في لبنان.

هل يقربه التفكك اللبناني الجاري في أيامنا هذه من تحقيق تطلعاته؟ عندما تأسس حزب الله عام 1985 تركزت مهمته بما أطلق عليه لقب “المقاومة” للوجود الإسرائيلي في لبنان. في عام 2000، وبعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان وتسوية نزاعه الدموي مع خصمه نبيه بري، زعيم حركة أمل الشيعية، ومن خلال الوساطة الإيرانية، تحول حزب الله إلى منظمة سياسية. وبمساعدة إيران، تمكن الحزب من السيطرة رويداً رويداً على الحياة السياسية في لبنان، كما حاز مخزون سلاح يعتز به أي جيش نظامي.

اليوم لا توجد قوة سياسية أو عسكرية في لبنان تستطيع مواجهة “حزب الله”، بما في ذلك الجيش اللبناني. لذلك، فإن الأزمة الخطيرة التي يمر بها لبنان حالياً تقرب نصر الله من تحقيق تطلعاته حول مستقبل الدولة، والتي كانت تلقب فيما مضى بسويسرا الشرق الأوسط. نشاهد أزمة طائفية وسياسية وأيديولجية واستراتيجية. إذا لم تتشكل قوة سياسية واقتصادية وحتى عسكرية قادرة على مواجهة “حزب الله”، فمن المحتمل أن يتفكك النمط الطائفي الذي ساد لبنان منذ استقلاله عام 1943.

لن يصاب نصر الله بالأسى إذا اختفى النظام الحالي بسبب الفساد والوضع الاقتصادي والتوترات السياسية. إن انهيار النظام القائم سوف يمكن نصر الله من المطالبة بجزء أكبر من الكعكة اللبنانية. في مواجهة القسمة القائمة حالياً بين الطوائف السنية والمسيحية، سوف يطالب بقسمة ثلاثية، بين المسيحيين والسنة والشيعة. السنة والمسيحيون هم طلائعيو الاقتصاد في لبنان، لذلك، فإن الانهيار الاقتصادي سوف يشكل ضربة للطائفتين ويضعفهما في مواجهة الطائفة الشيعية.

يقف لبنان الآن على مفترق طرق خطر. وباستثناء “حزب الله”، فإن سائر الطوائف ليست مؤهلة للمواجهة إلا إذا عادت إلى تشكيل ميليشيات مسلحة للدفاع عن طوائفها، وهذا ما يطلقون عليه اسم الحرب الأهلية. الحكومة مشلولة، وليس هناك من حل في الأفق. المواطنون استسلموا من شدة اليأس. وفي حال إنهاء العقوبات الأمريكية على إيران، فسوف تتدفق الأموال على “حزب الله”. الجيش الذي يشكل حتى هذه اللحظة المرساة الوحيدة لمنع الانهيار الكامل للدولة، يعمل ضمن ظروف صعبة، ومستقبله كجسم موحد ليس واضحاً.

تبقى فقط فرنسا والولايات المتحدة اللتان تستيطعان التدخل مباشرة لإنقاذ الوضع عبر تقديم مساعدات مالية ضخمة ومن خلال الإشراف وممارسة الضغط لإقامة حكومة الحريري دون تأخير، وتقوية الطوائف الأخرى، والحد من النشاط الإيراني عبر الاتفاق النووي، بما في ذلك الأسلحة الدقيقة التي لدى حزب الله، وتوفير وجود عسكري أمريكي وفرنسي مشترك في مواجهة شواطئ لبنان لمنع خطط إيران و”حزب الله” التآمرية. باختصار، عليهما إنقاذ لبنان من الانهيار الكامل عبر التدخل المباشر.

على إسرائيل أن تعمل على تنسيق مواقفها مع الحكومة الأمريكية، وتحدد لها الخطوط الحمراء في المواضيع التي تمس الأمن الإسرائيلي. وليس لدي شك بأن واشنطن ستحسن الاستماع للمطالب الإسرائيلية.