كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الجمعة، أن إسرائيل هي "المشتبه بها الرئيسي" باستهداف مبنى تابعا لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية قرب مدينة كرج في إيران يوم الأربعاء الماضي.
وقال الصحيفة إن إسرائيل "هي المشتبه بها المباشر، لأن لديها مصلحة ولديها القدرة على تنفيذ عملية معقدة كهذه". ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر إيرانية قولها إن الطائرة المهاجمة من الأراضي الإيرانية انطلقت من منطقة غير بعيدة عن المصنع المستهدف.
وأضافت الصحيفة أنه "عندما أرادت الولايات المتحدة اغتيال نائب زعيم تنظيم القاعدة، الذي لجأ إلى طهران، توجهت إلى إسرائيل، ليس لأنها لم ترغب القيام بذلك بنفسها، وإنما لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة اليوم التي لديها قدرات لتنفيذ عملية سرية في إيران". وكانت "نيويورك تايمز" قد أفادت بأن المصنع الإيراني كان بين "بنك أهداف" إسرائيل في إيران، التي كانت قد قدمتها إسرائيل في أوائل عام 2020 لكبار مسؤولي إدارة ترامب، إضافة إلى هجمات مشابهة نفذتها إسرائيل في إيران. بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الأخير مشابه إلى حد كبير للهجوم الذي نفذ باستخدام طائرات مسيرة صغيرة في الضاحية الجنوبية في بيروت واستهدف منشأة تابعة لحزب الله، في آب/أغسطس العام 2019، حيث ألقى التنظيم باللوم على الموساد في تنفيذه.
واعتبرت الصحيفة أنه "إذا كانت هذه التفاصيل كلها صحيحة، فإنه قد تختبئ من وراء هذا الهجوم دراما حول العلاقات الشائكة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وسلفه بنيامين نتنياهو. وثمة أهمية لأن ندرك أن عملية كهذه هي نتاج تخطيط منذ أشهر طويلة، وسنوات أحيانا. ولم تولد لدى تشكيل الحكومة الحالية، وإنما كان يفترض أن تكون ضمن مجموعة عمليات إسرائيلية ضد إيران خلال ولاية إدارة ترامب. ومن الجائز أن قسما من العمليات تأجل لأسباب عملانية إلى ولاية بايدن، ولكن من الجائز أن تأجلت لأسباب أخرى. وبكلمات أخرى، من الجائز أن نتنياهو، عندما كان رئيسا للوزراء، قرر ألا يصادق على هذه العملية، لأسباب عديدة".
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أنه "ليس واضحا بعد حجم الأضرار التي لحقت بمصنع أجهزة الطرد المركزي، لكن من الواضح أن أمرا أصدره بينيت بمهاجمته يعبر عن توجه صارم تجاه هذا الموضوع، ويدل على أن هذا التوجه مقبول على شركاء بينيت في القيادة، وفي مقدمتهم يائير لبيد. وإذا كانت إسرائيل مسؤولة عن هذا الهجوم، أثناء تواجد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، في زيارة إلى الولايات المتحدة، فإنه ليس معقولا أن تنفذه من دون أن يطلع كوخافي مضيفيه، وإلا فإنه سيخاطر بحرج بالغ، خاصة أنها تأتي في ذروة المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي في فيينا"، معتبرة أنه "من جهة ثانية، فإن الوقت المتبقي حتى توقيع الاتفاق النووي يبدو أنه الوقت الأفضل، إن لم يكن الحصري، المتبقي من أجل تنفيذ عمليات كهذه".