كشفت مصادر في السلطة الفلسطينية لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، بأن مصر والولايات المتحدة أبلغتا السلطة أن الإدارة الأميركية ستعمد، خلال الأسابيع المقبلة، إلى اقتراح مباحثات استكشافية للمواقف الإسرائيلية والفلسطينية، يُفترض أن تُفعِّل ملف التفاوض من جديد، وهو السبب الذي دفع الرئيس محمود عباس (أبومازن) إلى إعادة ترتيب ملفّ المفاوضات عبر التجهيز لتعيين مسؤول جديد، خلفاً للراحل صائب عريقات.
وفي الأسبوع الماضي، ناقش أبومازن قضيّة استئناف المفاوضات، خلال رئاسته اجتماع اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" في رام الله، وطلب من اللجنة التحضير لإجراء انتخابات لتعيين شخصيتَيْن بديلتَين من صائب عريقات الذي توفي قبل أشهر، وحنان عشراوي التي قدَّمت استقالتها.
وحسب الصحيفة، تبدو حركة "فتح"، وفق المصادر، عازمة على الدفع بشخصيتين تابعتين لها لهذين المنصبين، يبدو أن هناك إجماعاً وموافقة من قِبَل أبومازن على أن يكون من بينهما حسين الشيخ ليحلّ محلّ عريقات في ملف المفاوضات، فيما لم يُحسم بعد الخيار بين ماجد فرج ورياض المالكي، لتولّي المنصب الثاني.
وأشارت المصادر إلى أن القاهرة وواشنطن تدفعان، بوضوح، في اتجاه عودة المفاوضات، استجابةً لرسائل السلطة التي تفيد بأن وضعها بات حرجاً، وبأن استمرار السياسات السابقة تجاهها من قِبَل البيت الأبيض ودولة الاحتلال، سيؤدّي إلى تراجع مكانتها، في موازاة سيطرة "حماس" على القيادة الفلسطينية.
وقالت المصادر إن وفداً من حركة "فتح" سيصل إلى القاهرة، الأسبوع المقبل، لبحث ملف السلام مع المسؤولين المصريين، وذلك في ضوء الحديث عن مباحثات إسرائيلية ــــ مصرية أخيرة بهذا الخصوص.
وكانت "القناة 12" العبرية قد نقلت عن مصادر في السلطة قولها إن الأخيرة ستطالب، خلال محادثاتها مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بالعودة إلى الوضع الذي كان قائماً في الضفة المحتلّة قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، بما يشمل وقف اقتحامات الجيش الإسرائيلي للمناطق أو توسيع دور السلطة في المنطقتين ب وج، وخصوصاً في القضايا الأمنية.
وفي الإطار نفسه، كشفت مصادر قيادية في "حماس" أن الأخيرة لن تعطي تفويضاً لأيّ تحرك من قِبَل السلطة بخصوص عودة مباحثات "السلام" مع دولة الاحتلال، مؤكدة أنها ستعمل على مواجهة هذا التحرّك لمخالفته رأي غالبية الفلسطينيين، وطالما لم يعمَد أبومازن إلى تنفيذ إجراءات المصالحة وترتيب البيت الفلسطيني و"منظمة التحرير"، وإنهاء حالة التفرُّد في القرار الفلسطيني.
وأشارت المصادر إلى أن موقف السلطة ضعيف في هذا الملفّ، وأن الحركة، ومعها جميع فصائل المقاومة، تعارض مثل هذه الخطوة التي يجب أن تسبقها خطوات داخلية، مؤكداً أن التعويل على تعاطي حكومة الاحتلال الجديدة مع هذا الملفّ لا يمكن أن يلاقي نجاحاً طالما أن غالبية الفلسطينين لا يوافقون عليه.
لا تبادل مقابل تخفيف الحصار
إلى ذلك، كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية بأن المباحثات المتعلّقة بصفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" و إسرائيل ستُستأنف، خلال أيام ، بعد وصول وفد إسرائيلي جديد إلى القاهرة، ليقود التفاوض بتكليف من حكومة نفتالي بينيت، التي تتعرّض لضغوط داخلية متصاعدة لإنهاء هذا الملفّ.
واستباقاً لأيّ محاولة التفاف إسرائيلية متجدّدة، أبلغت المقاومة الفلسطينية المصريين أن التبادل والوضع الإنساني في غزة ملفّان منفصلان، وأن المقايضة في ما بينهما غير واردة البتّة.حسب الصحيفة.