قال تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، أن الغارات التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس على مواقع لحركة "حماس" كانت محاولة من رئيس حكومة الاحتلال الجديدة، نفتالي بينت، للظهور بمظهر من لا يسكت "على الاستفزازات من حركة حماس"، حسب قول الصحيفة.
وزعم الاحتلال في وقت سابق أن القصف جاء رداً على إطلاق بالونات حارقة من القطاع تجاه مستوطنات "غلاف غزة"، وهو العدوان الأول منذ وقف إطلاق النار الأخير، الذي أنهى حرباً استمرت 11 يوماً.
وقد سخر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق الجنرال غيورا أيلاند في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم من مثل هذه المحاولة، قائلا إن "الغارات الليلة لا تعني أي تغيير في السياسة المتبعة في إسرائيل منذ 16 عاماً". وبحسبه ينبغي تغيير الهدف الرئيسي للحكومة الإسرائيلية لجهة إسقاط حكومة "حماس."
وأشارت "هآرتس" إلى أن الاعتبارات السياسية تحضر في القرار الذي اتخذه بينت، وذلك في الوقت الذي يحاصره رئيس الوزراء السابق، بنيامين نتنياهو، من اليمين ومن مقاعد المعارضة. وأضافت أنه "لذلك طُلب من الجيش أن يوصي أمام رئيس الحكومة بينت برد قوي بما فيه الكفاية دون إشعال مواجهة جديدة ويظهره بأنه الشخص الملائم (بينت)".
في غضون ذلك، حاولت حكومة الاحتلال الجديدة جعل "الرد" والغارات على مواقع "حماس" سياسة جديدة تترجم وعود بينت الانتخابية بتكرار المعادلة الإسرائيلية التي تقول إن "كل بالون حارق هو بمثابة صاروخ قسام".
في المقابل اعتبر محرر الشؤون العسكرية في "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن التحدي الرئيسي أمام حكومة بينت، التي ورثت بعد جولة التصعيد في معركة "سيف القدس" إعلاناً من المنظومة العسكرية وعلى رأسها رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي بأن الوضع "الذي كان سائداً لن يسود أكثر بعد الآن"، هو كيفية الرد على "حماس" في ظل إصرار الحركة على فرض معادلة أنها حامية القدس ولن تتوانى في الرد على الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية.
وهو وضع جديد، بحسب هرئيل، سيكون على بينت بالتعاون مع باقي الوزراء وبالتشاور الحثيث مع قادة الأجهزة الأمنية وجيش الاحتلال العمل على تغييره وتفادي اندلاع مواجهة جديدة.