أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اعتداءات واستفزازات سلطات الاحتلال ومستوطنيها في القدس، والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، مستنكرة الشتائم التي اطلقها المستوطنون للرسول محمد عليه الصلاة والسلام واعتبرتها اعتداء صارخا على مشاعر ملايين المسلمين.
وأكدت الوزارة أن مشهد المسيرة الاستفزازية الذي تم بحماية قوات الاحتلال لن يتمكن من اخفاء او تجاهل حقيقة أن القدس الشرقية محتلة بالقوة، وأن المواطنين المقدسيين استطاعوا بصمودهم وحراكهم السلمي حماية هوية القدس وفرض ارادتهم الوطنية على دولة الاحتلال.
وقالت: عكست ما تسمى "مسيرة الاعلام" الإستفزازية في القدس صورة وجوهر الإحتلال الإحلالي والعنصرية البغيضة في أبشع صورهما من حيث تحويل القدس الى ثكنة عسكرية فيما يشبه إعادة احتلالها من جديد وارتكاب أبشع أشكال القمع والتنكيل من اعتقالات وابعادات واعتداءات جسدية ولفظية بحق المواطنين المقدسيين، ومن حملة تشويه وطمس لهوية المدينة الحضارية والسياسية، ومن حيث محاولة فرض الأسرلة بالقوة عبر رفع مئات الاعلام الاسرائيلية والقيام برقصات تلمودية طارئة ومفروضة بحراب الإحتلال على الواقع التاريخي والقانوني والحضاري العربي المسيحي الاسلامي للقدس وشوارعها وأزقتها وبلدتها العتيقة، هذا بالإضافة لمعاناة المدينة المقدسة والظلم الذي لحق بها جراء اغراقها ومحيطها بالاستيطان والكتل الاستيطانية الضخمة الثقيلة على واقع القدس ورئتها العربية التي تتنفس منها. دولة الإحتلال تسمح لعلمها أن يرفع في باب العامود بحراسة أكثر من 2000 شرطي ورجل أمن اسرائيلي بينما يجن جنونها إذا رفع العلم الفلسطيني وبالذات من قبل أحد أبناء القدس ومواطنيها المقدسيين، وتبرز العنصرية الإسرائيلية أيضا في قيام دولة الإحتلال بتجمهر مستوطنيها وبالمقابل تعطيل الحياة الفلسطينية في باب العامود واغلاق المحال التجارية والشوارع والطرقات لتسهيل مرور المشاركين في المسيرة الاستفزازية، بينما تعتدي على المواطن الفلسطيني صاحب الأرض وتعتقله اذا توقف للحظة ووقف في باب العامود لأي سبب كان. دولة الإحتلال تسمح لمستوطنيها بالرقص والغناء والهتاف بالموت للعرب وكيل الشتائم العنصرية في باب العامود، بينما تنكل بأي فلسطيني وتستخدم جميع الوسائل لإبعاده بما فيها الرش بالمياه العادمة، وتمنع الفلسطينيين من الهتاف من اجل حرية فلسطين وعاصمتها القدس.
وطالبت الوزارة المسؤولين الأمميين والدول كافة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تسمية الأمور بمسمياتها، وعدم خلط الأوراق والمسؤوليات والمساواة بين الضحية والجلاد، والتحرر من الخوف والتحلي بالجرأة الكافية لتحميل إسرائيل كقوة احتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اعتداءاتها الإستفزازية المتواصلة في القدس وعن استمرار احتلالها واستيطانها في أرض فلسطين، وعن نتائج وتداعيات نظام الفصل العنصري الذي تكرسه في فلسطين المحتلة على فرص تحقيق السلام على أساس مبدأي الأرض مقابل السلام وحل الدولتين.