استبق رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اللقاء الذي يجمعه بأهالي شهداء المرفأ في بيروت، بإعطاء موافقته الاستثنائية على مشروع مرسوم يقضي باعتبار يوم 4 آب/أغسطس يوم “حداد وطني”.
وخلال اللقاء توجّه دياب إلى وفد من أهالي الضحايا بالقول” أنتم أصحاب الجروح العميقة الذين خسروا أحباءهم، وكل تعاطف الدنيا لا يوازي خسارتكم ولا يعيد لكم أحباءكم.غضبكم مفهوم ومشروع، لأن الذي حصل هو أحد نتائج الفساد في البلد. وأنا قلت سابقًا إن العنبر رقم 12 هو أحد عنابر الفساد المزمن التي انفجرت في البلد، وأن عنابر الفساد منتشرة في كل البلد”، معترفاً ” أن الفساد هزمني لأنني كنت وحدي تقريباً في هذه المواجهة”.
ورأى دياب ” أن قضية شهداء المرفأ هي قضية وطن وليست قضية شخصية تخصّكم وحدكم. ولذلك،الدولة بكل مؤسساتها والقوى السياسية، بكل تلاوينها، معنية بهذه القضية سواء بتداعياتها،أو بحيثياتها. هناك محاولات حصلت لتضييع القضية عبر التركيز على هوامشها وليس على أساسها. القضية الأساس هي في الإجابة على أسئلة تحتاج إلى أجوبة: كيف دخلت هذه المواد إلى لبنان؟ ومن سمح بإدخالها، علماً أن دخولها كان يحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء؟ وما هو هدف دخولها؟ ولماذا بقيت 7 سنوات؟ ومن استفاد منها؟ وكيف حصل الانفجار؟ هل هو بفعل فاعل؟ أم بسبب خطأ تقني؟ هل انفجار بهذا الحجم عفوي أو مفتعل؟ ولماذا لم يشكّل وجود هذه المواد أي خطر على مدى 7 سنوات؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى أجوبة حتى نعرف الحقيقة”.
واضاف”أنا أقول، بكل شفافية، إن الفساد المستشري والذي يتحكّم بالدولة، هو المسؤول الأول عن انفجار المرفأ. لكن طبعاً يجب أن نعرف الحقيقة الكاملة عن هذا الانفجار. لن يرتاح الشهداء في عليائهم، إلا بكشف الحقيقة. ومن حق الجرحى، والذين تضرّرت منازلهم ومؤسساتهم وأملاكهم، أن يعرفوا هذه الحقيقة. سيبقى يوم 4 آب محطة أليمة في تاريخ لبنان. سيكون هذا التاريخ محفوراً بذاكرتنا، وبمستقبل لبنان”.
وتعليقاً على تخصيص “يوم حداد”، قال رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل “ما بدنا يوم حداد، بدنا محاسبة اللي كان السبب”.
وكانت غابت التحركات حول موضوع الحكومة بعد انهيار الهدنة الإعلامية بين كل من بيت الوسط وقصر بعبدا مروراً بالتيار الوطني الحر.وقد غرّد الأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري عبر حسابه على “تويتر” غامزاً من قناة رئيس التيار العوني جبران باسيل فقال”تعريف الانفصام السياسي: فريق يصرّح كل يوم أنه لا يريد المشاركة في الحكومة وأنه لن يعطيها الثقة، ثم يضع كل يوم بالأصالة عن نفسه و بالوصاية عن غيره شروط ومواصفات للحكومة.معترض بالفطرة وبدو يفصّل الحكومة على قياس معارضته، فهمان الموضوع غلط”.