المرزوقي: استثمار انتصار المقاومة لن ينجح بدون وجود حكومة وحدة تفرزها انتخابات شرعية

الثلاثاء 08 يونيو 2021 03:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
المرزوقي: استثمار انتصار المقاومة لن ينجح بدون وجود حكومة وحدة تفرزها انتخابات شرعية



تونس /سما/

قال الرئيس التونسي الأسبق د.المنصف المرزوقي أن معركة سيف القدس التي خاضتها المقاومة الفلسطينية شكلت نقطة تحوّل مهمة، حيث أفشلت كل المخططات التي جرى العمل عليها لسنوات لدفن القضية الفلسطينية، مثل صفقة القرن واتفاق ابراهام ومسلسل التطبيع العربي مع اسرائيل.

جاء ذلك خلال لقاء عبر منصة “زوم” بعنوان “مستقبل القضية الفلسطينية في بُعديها الاقليمي والدولي في ظل المتغيرات السياسية في المنطقة”، نظمته مؤسسة يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية بالشراكة مع قسم العلوم السياسية في الجامعة العربية الامريكية.

وأدار اللقاء الباحث في مؤسسة يبوس د. اياد ابو زنيط، وحضره عدد كبير من المهتمين.

وأوضح المرزوقي أن معركة “سيف القدس” حققت نصرا معنويا وسياسيا رغم تكلفتها البشرية والمادية الباهظة، وهي جولة من جولات الصراع مع الاحتلال وليست الجولة الاخيرة، لأن اسرائيل لن تستسلم لها بسهولة.

واعتبر أن هبّة فلسطينيي الداخل كانت بالغة الاهمية وأزعجت اسرائيل وجعلتها تعيد حساباتها، وأدركت أن الفلسطينيين بالداخل لم يتخلوا عن هويتهم الفلسطينية، وأنها ذاهبة باتجاه نظام فصل عنصري سيكون المسمار الاخير في نعش الدولة اليهودية.

وأضاف أن هذه المعركة خلطت الاوراق واوقفت الانجرار نحو التطبيع، واعادت القضية الفلسطينية الى مركز الصدارة، وحركت الوجدان الفلسطيني، ووحدت الشعب الفلسطيني.

وقال ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ارتكب حماقة عندما حاول اللعب بورقة القدس والمسجد الاقصى، واكتشف أنه كان يلعب بالنار.

وشدد على ضرورة استثمار هذا النصر لأن المرحلة القادمة صعبة للغاية والقوى المعادية للربيع العربي لن تستسلم بسهولة، والمسألة بالنسبة لها مسألة حياة او موت.

واعتبر المرزوقي ان القضية الفلسطينية وثورات الربيع العربي هي معركة واحدة في مواجهة الاستعمار الخارجي والاستبداد الداخلي، وأن السنوات العشر الأخيرة كانت هي الاصعب في تاريخ القضية الفلسطينية وبدا الأمر وكأن هذه القضية قد دفنت للأبد، خاصة بعد الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل ومسلسل التطبيع من الدول التي حاربت الربيع العربي.

واضاف ان معركة “سيف القدس” أثبتت خطأ حسابات القوى المعادية للربيع العربي التي اعتقدت أن الربيع انتهى وان الشعوب العربية قد تعلمت درسا قاسيا ولن تعود للتمرد ضد انظمتها القمعية، ولم تدرك تلك القوى ان الشعوب العربية قد انطلقت في مسار تحررها ولا شيء يقف في طريقها.

وقال ان هذه المعركة جاءت لتؤكد فشل محاولات فرض الاستسلام، خاصة بعد أن انتفضت الشعوب العربية والاسلامية مرة اخرى واحتضنت القضية الفلسطينية.

وشدد على ضرورة التفريق بين الانظمة التي تآمرت على الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية التي تناضل منذ اكثر من قرن من اجل التحرر من الاستعمار والاستبداد.

وحذر من الخطر الذي قد ينجم عن تشكيل الحكومة الاسرائيلية المرتقبة لأنها ستقوم على تحالف هش، وبالتالي قد تلجأ لشن حرب على ايران او ضد الفلسطينيين من اجل اكتساب الشعبية والشرعية.

وأكد على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية حتى تكون القضية الفلسطينية في موقع قوة امام الحكومة الاسرائيلية، ومن اجل استثمار وقوف الرأي العام العالمي مع القضية الفلسطينية.

وأضاف أن هذا الاستثمار لن ينجح بدون وجود حكومة وحدة وطنية تفرزها انتخابات شرعية، داعيا لعودة الحياة الديمقراطية من اجل كسر الصورة النمطية عن الشعوب العربية بانها لا تؤمن بالديمقراطية.