الفطور مهم جدا، وهو يساعدك على التحكم بالوزن أو تخفضيه، فما أفضل وجبة فطور يمكن تناولها لتخفيض الوزن؟ وما هي حمية الكربوهيدرات البطيئة؟
في تقرير نشره موقع "ذا هيلتي" (the healthy) الأميركي، تقول الكاتبة إيميلي دينوزو إن وجبة الفطور هي أهم وجبة في اليوم، بخاصة عند اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن لكن الخبراء يحذرون من أن تناول الأطعمة غير الصحية يمكن أن يفسد النظام الغذائي ويعرقل عملية التخلص من الدهون.
وحسب الأبحاث، فإن البيض -وهو أحد أهم مصادر البروتين- يمكن أن يكون وجبة فطور مثالية لإنقاص الوزن.
وقد كشفت دراسات ممولة من "مجلس البيض الأميركي" (American Egg Board)، نشرت في "مجلة الكلية الأميركية للتغذية" (Journal of the American College of Nutrition) و"المجلة الدولية للبدانة" (International Journal of Obesity)، عن أنه يمكن للأشخاص الذين يتناولون البيض في وجبات الفطور تخفيض الوزن خلال 8 أسابيع أكثر بمعدل 65% من أولئك الذين يركزون فقط على التحكم بعدد السعرات الحرارية.
ويجب أن ننوه إلى أن تمويل هذه الدراسة من مجلس البيض الأميركي قد يعني وجود تضارب في المصالح، وهو أمر ينبغي التنبه إليه.
مع ذلك، تشير دراسة نشرت في مجلة "أبحاث التغذية" (Nutrition Research) إلى أن البيض يمكن أن يثبت نسبة السكر في الدم ويساعد في التغلب على الجوع مدة أطول.
وتؤكد مديرة قسم الاتصالات الغذائية في المجلس الدولي للمعلومات الغذائية، أليسا بايك، أن وجبة الفطور الصحية يجب أن تحتوي على أطعمة غنية بالبروتين والألياف لأنها تساعد على الشعور بالشبع مدة أطول، ومن بين أفضل الوجبات البيض مع الأفوكادو، أو البيض مع خبز القمح الكامل.
وتقول مديرة التغذية وإدارة الوزن في مركز بوسطن الطبي، كارولين آبوفيان، إن الشعور بالشبع بعد الفطور يساعد على تقليل كميات الأكل في أثناء النهار، وهو من العوامل الرئيسة في إنقاص الوزن.
وتضيف آبوفيان أن ما يجعل البيض وجبة صباحية رائعة هو أنه مصدر مهم للبروتين، إذ توفر بيضتان 180 سعرة حرارية، و14 غراما من البروتينات التي تشعرك بالامتلاء.
وتؤكد بايك أن البيض يزوّد أيضا بفيتامينات مثل "بي 12″ (B12) و"الريبوفلافين" (riboflavin) و"السيلينيوم" (selenium) وفيتامين "إيه" (A). وهو فضلا عن كل ذلك غير مكلف وسهل التحضير.
ماذا تعرف عن حمية الكربوهيدرات البطيئة؟
ننتقل إلى مجلة "فرويندين" الألمانية التي تحدثت عن حمية الكربوهيدرات البطيئة (Slow Carb). وتعتمد هذه الحمية على الإقلال من تناول الكربوهيدرات مع التخلي عن الحلويات، وهو ما يزيد قدرة الجسم على حرق الدهون دون احتساب السعرات الحرارية.
وعلى العكس من الحمية منخفضة الكربوهيدرات فإن التركيز ينصب هنا على "الكربوهيدرات البطيئة" التي تحبس الكثير من الماء في المعدة، ومن ثم يشعر المرء معها بالشبع وقتا أطول.
وفي ما يأتي أهم المفاهيم التي تعتمد عليها حمية الكربوهيدرات البطيئة:
تجنب الكربوهيدرات البيضاء
تعدّ الكربوهيدرات المستمدة من الدقيق الأبيض من الممنوعات في حمية الكربوهيدرات البطيئة، مثل الخبز الأبيض والمعكرونة المصنوعة من دقيق القمح والأزر الأبيض والمخبوزات والأطعمة المقلية، حتى إن منتجات الحبوب الكاملة مثل الشوفان يجب الإقلال من تناولها قدر الإمكان، وفي المقابل ينبغي الاعتماد على البقوليات مثل الحمص والفاصوليا والخضراوات كمصدر مثالي للكربوهيدرات.
تكرار الوجبات
وجود كثير من خيارات الطعام سرعان ما يؤدي إلى انحراف المرء عن النظام الغذائي المتبع، ولذلك من الأفضل التركيز على مجموعة قليلة من الأطعمة وتكرارها في الوجبات. وتعتمد حمية الكربوهيدرات البطيئة على 5 أطعمة رئيسة، هي البروتين والخضراوات منخفضة النشاء والبقوليات والدهون والتوابل، ويمكن للمرء أن يأكل كمية كبيرة من أول 3 مجموعات غذائية حتى يشبع، ويتناول الدهون والتوابل باعتدال.
التخلي عن المشروبات غير الصحية
لا تكاد توفر المشروبات التي تحتوي على كثير من السعرات الحرارية، مثل عصائر الفاكهة والكولا والصودا، أي قيمة غذائية، ولكنها تمد الجسم بكثير من السعرات الحرارية غير الضرورية، ونصحت المجلة الألمانية بالتركيز على شرب الماء والقهوة والشاي غير المحلّى.
وعلى الرغم من أن الفاكهة تعدّ من الأطعمة الصحية لأنها تحتوي على كثير من الفيتامينات والألياف، فإنها من العناصر الغذائية الممنوعة في حمية الكربوهيدرات البطيئة، ويرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة الفركتوز الذي يمنع حرق الدهون، وبدلا من ذلك يمكن تناول وجبات خفيفة مثل الطماطم أو الأفوكادو.
وفي النهاية فإن حمية الكربوهيدرات البطيئة ليست نظام حياة دائم، والفاكهة ضرورية جدا ويجب تناولها، ولكن يمكن اتباع حمية الكربوهيدرات البطيئة مدة معينة، أسبوعا أو أسبوعين، يكون التركيز خلالها على الخضراوات والطماطم، ثم العودة لتناول غذاء صحي ومتزن يشمل الفواكه، مع ضرورة استشارة الطبيب.