هذا السيناريو الأخطر في الحرب.. صحيفة عبرية: “حرب غزة”.. إطلالة إسرائيلية على “المعركة الكبرى”!

السبت 29 مايو 2021 10:47 م / بتوقيت القدس +2GMT
هذا السيناريو الأخطر في الحرب.. صحيفة عبرية: “حرب غزة”.. إطلالة إسرائيلية على “المعركة الكبرى”!



القدس المحتلة / سما /

معاريف - بقلم: تل ليف رام      "أعلن زعيم حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، في خطاب ألقاه هذا الأسبوع، بأن الحرب القادمة ستضم كل القوى المقاومة المحيطة بإسرائيل، وستكون المرة التالية هي المعركة الكبرى، قال السنوار – معركة القدس.

وربما كانت هذه هي أمنية لحماس في الجولة القتالية الأخيرة أيضاً؛ أن تشتعل منطقة الضفة، أن تنزف القدس، أن تستمر الاضطرابات والعنف في المدن المختلطة في إسرائيل لزمن أطول، وكل هذا بالتوازي مع جبهة أخرى تفتح من لبنان.

غير أن السنوار خرج في الجولة الأخيرة مع جزء صغير من أمانيه. إذ إن العنف والاضطرابات والتوتر داخل إسرائيل وكذا في شرقي القدس، خبا واعتدل بينما يستمر القتال في غزة. ففي الضفة، رغم الإمكانية الكامنة الكبير للتصعيد، لم تشتعل الأرض. وتقدر إسرائيل أداء أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، التي ساعدت في تخفيض مستوى اللهيب. نشاط الجيش الإسرائيلي، وقوات التعزيز الكثيرة التي وصلت إلى المنطقة وعززت الدفاع، والاعتقالات الكثيرة في صفوف نشطاء حماس في الميدان – كلها معاً أوقفت ميل التصعيد. من ناحية إسرائيل أيضاً، كانت حملة “حارس الأسوار” مثابة “بروفة” ليس أكثر. هي حملة رغم كثافتها وقوتها العالية كانت في نهاية المطاف مواجهة محدودة أخرى بين إسرائيل وحماس، وعلى ما يبدو ليست الأخيرة. ولكن الساحة في غزة جزء من التهديد الذي يتعين على الجيش الإسرائيلي ومحافل الأمن الأخرى الاستعداد له في المرة التالية: مواجهة متعددة الجبهات (في الجنوب، والشمال وفي الضفة) ومع تحديات قاسية من الداخل.

كان يفترض بالجيش الإسرائيلي هذا الشهر أن يجري مناورة الحرب الكبيرة، يقف في مركزها مع حزب الله، إلى جانب صواريخ غزة والتصعيد في الضفة. والحملة الأخيرة أعطت مثالاً مصغراً لمعنى تهديد الصواريخ على الجبهة الإسرائيلية الداخلية. ولكن وفرت أيضاً فرصة لفهم معاني المعركة الأكبر – مع حزب الله وحماس، إلى جانب التصعيد في الضفة، وتطور جيوب الفوضى ومشاكل حكم قاسية في المدن المختلطة، في القرى العربية وعلى طول الطرق والمحاور المركزية في شمال البلاد وجنوبها.

ثمة درس مركزي من الجولة الأخيرة، وهو أن تنظيم الجبهة الداخلية للحرب القادمة يحتاج إلى تغيير من الأساس وإلى ثورة تحت ثلاث مهام مركزية: الإنقاذ والإخلاء، والعناية بالسكان، والحماية ضد الانتفاضة الشعبية.

من أجل الانتصار في الحرب القادمة، تحتاج إسرائيل إلى جبهة داخلية قوية وتؤدي مهامها. يدعي الجيش وعن حق منذ عدة سنين، بأن الجبهة الداخلية أصبحت الجبهة المركزية، حيث يوجه الأعداء مركز ثقلهم في الحرب. ولكن الاستعداد السياسي لهذا التهديد في السنوات الأخيرة يبدو في أفضل الأحوال جزئياً للغاية. فقدرات الجيش الإسرائيلي الهجومية، مثلما وجدت تعبيرها في الحملة الأخيرة، تفوق بمعدلات كبيرة قدرات “حزب الله” في الشمال. ولإسرائيل أيضاً تفوق جوي واستخباري واضح على كل أعدائها في كل الجبهات. ولكن بدون تغيير أساسي للتنظيم وللفكر العملياتي لمنظومة الجبهة الداخلية، سيكون من الصعب جداً ترجمة التفوقات الواضحة للجيش الإسرائيلي في الهجوم – إلى انتصار وحسم واضحين في الحرب التالية.

تحت التهديد

لا يجب أن تصبح الفرضية القائلة بأن حزب الله ليس له مصلحة في فتح حرب مع إسرائيل، هي فرضية العمل التي تؤخر التغيير في مفهوم منظومة الجبهة الداخلية. فالمطلوب جهد وطني تحت مسؤولية عامة في ساعة الطوارئ لقيادة الجبهة الداخلية، التي تدير الجهود المختلفة من جانب قوات الاحتياط التي ستجتاز تأهيلات مناسبة، وقوات الشرطة وحرس الحدود، ونجمة داود الحمراء، والإطفائية، وبالطبع السلطات المحلية. منظومة تعمل بمفهوم الحرس الوطني، مع قيادة مركزية وقيادات كبرى أخرى في الشمال والجنوب.

في السيناريو الأخطر في الحرب مع حزب الله وحماس بالتوازي، ستكون معظم الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحت تهديد الصواريخ. ستكون معظم المناطق المأهولة في إسرائيل تحت التهديد. قوة نار حزب الله لا تشبه بأي حال قدرات حماس – لا بالكمية، ولا بالنوعية ولا بالدقة أيضاً. عدد القتلى والجرحى في الجبهة الداخلية في كل يوم قتالي من هذا النوع ليس سوى جزء صغير من الصورة الواسعة. إسرائيل مطالبة بأن تستعد لوضع طوارئ في كل يوم قتالي.

صحيح، ستكون المشاهد في لبنان والقطاع مقابل ما سيحصل في إسرائيل، أشد قسوة بكثير. فقد حسن الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة بشكل دراماتيكي قدرات سلاح الجو، وعدد الأهداف التي هو قادر على إنتاجها قبل الحملة وفي أثنائها وجودة الاستخبارات. وذلك بالتوازي مع تحسين كبير في منظومة الدفاع، التي تحرم العدو من إنجازات برية في أراضي الدولة.