شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 في الأسابيع الأخيرة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي الذي استعان بعدد من الوحدات والفرق الخاصة من أجل قمع الهبة التي وصفت بالأخطر في تاريخ الاحتلال.
ومن بين الوحدات التي تشارك في قمع فلسطينيي 48 ما يُعرف بوحدة اليسام وقوات حرس الحدود إلى جانب مشاركة بسيطة لوحدة اليمام الخاصة وفق ما أوضح ناشطون لـ شبكة قدس.
واسم وحدة "اليسام" هو اختصار لـ "وحدة دوريات خاصة" التي تتبع لشرطة الاحتلال. تم تأسيسها عام 1988 بهدف مكافحة أعمال التظاهر الواسعة وفق ما هو منشور على موقعها الرسمي.
لكن مع مرور الوقت أصبحت "اليسام" تختص في مجالات أخرى مثل مكافحة الجريمة، وهو مجال عملها الأبرز في السنوات الأخيرة، ويُعرف عنها استخدامها المكثف للعنف، وتتكون في الغالب من جنود خدموا في الوحدات القتالية لجيش الاحتلال أو ما يعرف بحرس الحدود.
ويخضع عناصر "اليسام" لدورة تدريبية في أكاديمية الشرطة. في البداية يتلقون تدريبات شرطية، ومن ثم يتلقون دورات قتالية في مكافحة التظاهر والاحتجاج، ويشاركون في دورة تدريبية مع "حرس الحدود"، وبعد تلك الدورات يوضع على زيهم وسام المحارب.
وأفراد "اليسام" يرتدون الزي الرمادي الرسمي للشرطة، وتقلهم السيارات والشاحنات الكبيرة، والأفراد يركبون الدراجات، وقائد الوحدة ضابط شرطة برتبة "رقيب".
أما وحدة "حرس الحدود" والتي يطلق عليها باللغة العبرية "مشمار هجفول" فهي وحدة تتبع شرطة الاحتلال وأسست عام 1949 بدور جهاز عسكري يحرس الحدود ويعمل بشكل أساسي في التجمعات الفلسطينية.
ومن وظائف هذا الجهاز أو الوحدة، كما تقدم نفسها: "المحافظة على الأمن الداخلي "الإسرائيلي"، وتأمين الحدود مع جمهورية مصر العربية، والانتشار على الحد الفاصل بين المناطق المحتلة عامي 67 و48، لكن مهامها الحقيقية أكبر من ذلك، وتشمل عملية الاعتقالات والمداهمات في الضفة المحتلة وقمع المسيرات والمظاهرات.
وبتاريخ 13 آيار/مايو وقع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بني غانتس أمراً بنقل 16 سرية من قوات عناصر "حرس الحدود" إلى الأراضي المحتلة عام 48، وذلك ضمن محاولات السيطرة على الهبة الجماهيرية واحتوائها ووقف انتفاضة الفلسطينيين.
في السياق، أفاد الناشط الفلسطيني لؤي الخطيب لـ "شبكة قدس" أنه لا يمكن التفريق بين أي من الوحدات الإسرائيلية خلال عمليات القمع الأخيرة لفلسطينيي 48.
وأضاف الخطيب: "وحدة اليسام كانت المسؤولة عن قتل الشاب محمد كيوان في أم الفحم قبل أكثر من أسبوع. وبدل أن تقوم بمحاربة ظاهرة العنف والجريمة في الأراضي المحتلة عام 48، ترتكب هي الجرائم بحق الفلسطينيين".
وأشار الناشط الخطيب إلى أن "حرس الحدود" هي المسؤولة عن عمليات الاعتقال في الأراضي المحتلة عام 48 بالاستعانة ببعض الوحدات الأخرى مثل وحدة "اليسام".
وتزعم شرطة الاحتلال وقواته أن لديها بنك أهداف للاعتقالات يشمل 500 اسم، ويعقب الخطيب على ذلك قائلا إن "ما يجري حالياً هو محاولة لقمع فلسطينيي 48 عبر عمليات اعتقال هدفها بالأساس قمعي وبعيدة كل البعد عن وجود تهم حقيقية".