يديعوت تتساءل: هل يقود غانتس إسرائيل نحو تسوية سلمية برعاية أمريكية-مصرية؟

الأحد 23 مايو 2021 09:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
يديعوت تتساءل: هل يقود غانتس إسرائيل نحو تسوية سلمية برعاية أمريكية-مصرية؟



القدس المحتلة /سما/

يديعوت  - بقلم: سيفر بلوتسكر    "في أحيان نادرة يمنح التاريخ السياسيين فرصة أخرى، وهذا ما يحصل الآن. حملة “حارس الأسوار” والدوامة الائتلافية تقدمان لرئيس الأركان الأسبق ووزير الدفاع الحالي بيني غانتس فرصة لن تتكرر في أن يكون سياسياً يحاول أن يقود إسرائيل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين، لا يتوقع أي وضع من الهدوء بدونها.

لقد أبرزت الحملة الاختلاف العميق بين حكم السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن، ونظام "القمع والإرهاب" لحماس في قطاع غزة. هذا الاختلاف هو مفتاح اختراق سياسي هنا والآن. سيجد نتنياهو صعوبة شديدة في ذلك، لأنه فقد ثقة القيادة الفلسطينية المعتدلة وثقة القسم الأكبر من الجمهور الإسرائيلي. وبالمقابل، قد ينجح غانتس الذي أطلق تصريحات جديدة عن الحاجة لتعزيز المعتدلين بين جيراننا بعد وقف النار.

إذا كان القول إن “إسرائيل توجه طريقها، فليتفضل وزير الدفاع غانتس لطرح شروط سياسية لا لبس فيها لشراكة مع نتنياهو. أول الشروط: فتح محادثات لتسوية سلمية مع الفلسطينيين برعاية أمريكية – مصرية، تسوية تقوم على أساس “دولتين لشعبين” على حل وسط إقليمي نزيه وعلى مبادرة جديدة للرئيس بايدن الذي يتبين كشخصية سياسية وقيمية. وثمة احتمال أن يكون بايدن هو صانع السلام. وهناك شرط إضافي: دعم فاعل لإعادة السيطرة في قطاع غزة للسلطة الفلسطينية. فبعد سنوات من نظام حماس الهدام الذي لم يجلب لسكانه غير الدم، والعرق والدموع. ودرءاً لكل الشكوك: إسرائيل غير مذنبة في الانقسام الفلسطيني، حماس هي المذنبة؛ فهي التي قامت في القطاع بانقلاب عسكري مضرج بالدماء، وهي التي منعت إعادة الوحدة. ولكن إسرائيل مذنبة باللامبالاة تجاه الانقسام وبنية استخلاص المنافع منه، والتي تبينت على شكل أضرار مع الزمن. حاون وقت قلب الصفحة ومحاولة إصلاح ما أهمل في 2007. ومطالبة الدول المانحة بالمساعدة في ترميم غزة وتحويل المساعدة فقط من خلال أجهزة السلطة الفلسطينية، لمنع حماس من مد يدها إلى المال.

وكما يكتب اقتصاديو البنك الدولي في تطوير خططهم متعددة السنين، فإن السلطة الفلسطينية ملزمة بأن تكون رب البيت الحصري في قطاع غزة. فمستقبلها الاقتصادي منوط بانخراطها في العولمة، لكونها مرتبطة بالعالم وليس مغلقة في وجهه. كما أن هذه مصلحة إسرائيل التي قد تساعد بسرعة من خلال إزالة الحواجز التي تمنع تحديث الاقتصاد الفلسطيني وخطوات وبادرات طيبة ألمح إليها غانتس في خطابه بعد وقف النار.

لا يمكن لحكومة “تغيير” تشارك فيها أحزاب مع أيديولوجيا من “بلاد إسرائيل الكاملة” وحتى “السلام الآن” أن تسير إلى الأمام حتى ولا بملّمتر واحد نحو تسوية سياسية إسرائيلية – فلسطينية. ولكن حكومة بيبي – غانتس، مع شركاء معتدلين آخرين وبدعم من رئيسي الولايات المتحدة ومصر، يمكنها أن تحاول ذلك. سر باتجاه هذا يا غانتس، من أجل مستقبل أبنائنا.