وصف ناصر القدوة رئيس كتلة الحرية ومؤسس الملتقى الوطني الديمقراطي، قرار الرئيس محمود عباس تأجيل الانتخابات الفلسطينية بـ "القرار الخاطئ وغير القانوني"، مؤكدا أنه قد يلجأ لتشكيل تيار خارج فتح حال أُجبر على ذلك.
وقال القدوة في تصريحات صحفية، "إن تأجيل الانتخابات قرار خاطئ وغير قانوني وأحبط عملية ديمقراطية ضرورية للشعب الفلسطيني ويجب التراجع عنه".
وأضاف "ليس من الممكن أن يُقال أننا لن نذهب للانتخابات بسبب عدم موافقة إسرائيل على إجرائها في القدس، هذا غير منطقي وغير مقنع"، متابعا "أن المنطق يقول أن نمضي في انتخاباتنا ولا ننتظر موافقة أو إذن من إسرائيل ولننظم الانتخابات في القدس كما ننظم باقي الأشياء الأخرى".
وحول تعليق الأسير مروان البرغوثي على قرار التأجيل، أكد أن البرغوثي لا يؤيد القرار ويدعو إلى إجرائها في أسرع وقت ممكن.
وبشأن مستقبل قائمة الحرية التي نتجت عن الشراكة والتوافق بينه وبين الأسير والقائد الفتحاوي مروان البرغوثي، أكد القدوة أنه يتشاور الآن بشأن هذه الشراكة في المرحلة المقبلة، مؤكدا تمسكه بصيغة العمل المشترك مع البرغوثي.
وتحدث القدوة عن إمكانية تشكيل تيار خارج حركة فتح حال أُجبر على ذلك، وقال في هذا الشأن، "نُفضل كثيرا البقاء في البيت الفتحاوي، ولكن إذا أُجبرنا على تشكيل تيار خارج فتح فلن نذهب إلى البيوت، علينا أن نقوم بعملنا السياسي، وأعتقد أن الأسير مروان البرغوثي سيكون جزءا من هذه الحالة".
وأضاف: "نأمل تشكيل تيار رديف من داخل فتح يعمل على تطويرها، ففتح التقليدية تنظيم واسع ويحتمل التيارات والانشقاقات الناعمة، وغير مقبول أن نصبح تنظيم اللي مش عاجبني نقص راسه".
ولم يُغلق القدوة باب المصالحة الفتحاوية الداخلية، مؤكدا وجود دعوات للمصالحة الفتحاوية عقب إجراء فصله من اللجنة المركزية لحركة فتح وجملة القرارات التي اتخاذها عباس ضده، لكنه ردّ "أنه مع هذه المصالحة عقب الانتخابات".
وقال "لكن الآن ممكن على أرضية الاحترام المتبادل، وما حدا يدخل بيت الطاعة، ولا يبوس التوبة.. ونتفق أين هي مصلحة الحركة وأين هي المصلحة الوطنية".
وأضاف "قانون الانتخابات الجديد والتمثيل النسبي الكامل يسمح بتعدد أوعية حركة فتح وبالتالي إذا أُحسن العمل والتفاهم تعود الأمور لمجراها سوف نرى، وهذه شروطه كثيرة".
وعن دوره في اللجنة المركزية لحركة فتح قبل فصله، "أنا كنت في اللجنة المركزية لفتح ولكنني لم أكن عضوا في مطبخ القرار السياسي الفتحاوي، وأنا شخصيا لم أكن جزءا من القرار السياسي الفلسطيني الحقيقي الفاعل".
وحول مشاركة القيادي محمد دحلان في المصالحة الفتحاوية، قال "نتحدث عن مصالحة مع كل الأطراف الفتحاوية وإذا كان في ملاحظات أو مواقف من سين أو صاد نبحث فيه، ولكن الكادر الحركي يجب أن يكون له مكان محفوظ ويجب استيعابه".
وعن قرار فصله، قال القدوة: "قرار فصلي له ما له وعليه ما عليه، وهو يخالف المنطق والتاريخ والسياسي، وقد اتخذ من فئات متنفذة في اللجنة المركزية والقرار له ما بعده"، مشيرا إلى أنه عندما أخذ موقفا واضحا تجاه الانتخابات حدث تطورات متلاحقة وردود فعل، "ولم يكن هناك عقلانية في التعامل مع موضوعي ولا في موضوع الحالة الفلسطينية والانتخابات"، وفق قوله.
ورحب القدوة بدعوة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لعقد حوار وطني شامل، مؤكدا ضرورة الذهاب لتوافقات وطنية حول مجوعة من العناصر ويجب أن تكون هذه الجبهة مفتوحة للجميع واللي بدوش هو حر.
وقال القدوة "نحن نعمل أن يكون هناك قرار وطني موحد يشارك به الجميع يقوم على أساس التوافق الوطني ورؤية نتفق عليها للمضي قدما، ولا يجوز تفويض أي جهة بقضية وطنية عظمى، والموضوع ليس مناط بشخص فلان أو علان، وإنما مناط بنا جميعا".
وشدد على ضرورة العودة للانتخابات إذا لم يكن في موعدها تكون قبل نهاية العام، مؤكدا أن "هناك أغلبية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني وفصائله تريد ممارسة الديمقراطية وهذا طبيعي، وعندما يظهر الشعب الفلسطيني في رغبته بممارسة الديمقراطية فخلاص يجب الامتثال لذلك".
وطالب القدوة بتغيير واسع وعميق في كل النظام السياسي الفلسطيني، وفق تعبيره، قائلا "أوضحنا أننا لسنا انقلابيين ولا نريد الانقضاض على الحالة الدستورية الفلسطينية ونريد المحافظة على المؤسسات الأساسية وهي منظمة التحرير والسلطة".
وأضاف "يجب تغيير الوجوه والسياسات والمواقف وهذه سنة الحياة ولا بد أن يحدث، ومن الممكن تحقيق التغيير من خلال تشكيل حوار وطني واسع مع كل الأطراف الفلسطينية الهامة، وإذا تم التوافق على رؤية للتغيير وكيفية حدوثه فهذا سيفرض نفسه".
وأكد القدوة وجود ضعف عام في السياسة الفلسطينية، مؤكدا أن المطلوب التوافق على رؤية محددة تشمل عناصر التغيير.
وشدد القدوة على دعمه المقاومة الفلسطينية وعدم المساس بها، وأبدى رغبته في علاقات طيبة مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي ويسعى لها، مؤكدا أنهما جزء أساسي من الحالة الوطنية.
وعن إمكانية تعرضه للاعتداء أو المضايقات بعد عودته إلى الضفة الغربية، قال "لم يكن هناك أي تهديد جسدي خلال وجودي بالضفة، حدث ما يسمى بإقالتي من مؤسسة الشهيد ياسر عرفات وبعض المضايقات والبنوك وغيرها، قد تكون مخاوف لدى البعض المتبرع أكثر ما هو توجيه مباشر".
وأضاف "سأعود إلى الضفة الغربية خلال الأيام المقبلة، وأتمنى ألا يكون هناك أفكار سلبية ونبقى أبناء شعب واحد وأبناء نفس الحركة.. واللي مكتوب رح يصير".