قال ضباط في قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، خلال اجتماع مع رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، إن حزب الله يستخدم محاور تصل إلى الحدود الإسرائيلية – اللبناني، "وتضع تحديا أمام القوات الإسرائيلية التي تعمل على جمع معلومات استخباراتية"، وأن حزب الله لم يكن يستخدم هذه المناطق في الماضي بسبب وعورتها وارتفاع الجبال والصخور فيها، حسبما نقل عنهم موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأربعاء.
وحسب الضباط الإسرائيليين، فإن حزب الله كان يرسل رعاة ومراقبين إلى مهمات جمع معلومات عن الجانب الإسرائيلي وأنشطة الجيش الإسرائيلي، "لكن مؤخرا يتم التعبير عن التغييرات في المنطقة بمسارات تنقل جديدة".
وأضافوا أن "حزب الله يستثمر تفكيرا كبيرا ومبتكرا من أجل محاولة وضع عراقيل أمام قوات الجيش الإسرائيلي، خاصة بما يتعلق بالساعات التي يتحركون فيها".
ووفقا لـ"واللا"، فإنه "ترسخ إدراك لدى الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يطور عقيدة قتالية جديدة من أجل إدخال خلايا مقاتلة في المستقبل، بصورة تشكل تهديدا حقيقيا على بلدات وقواعد الجيش الإسرائيلي المحاذية للجدار الحدودي".
ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن "حزب الله مرتدع ومنشغل جدا بمشاكله الخاصة، لكن في موازاة ذلك يمهد الأرض لعملية عسكرية في المستقبل بسيناريوهات متنوعة، بينها استهداف وخطف جنود إسرائيليين أو تسلل. ولديهم اليوم تجار مخدرات أكثر منشغلون بالتهريب، وتوجد طرقات أكثر للعمل. وغاية التهريبات فحص مدى حدة عمل وتيقظ الجيش الإسرائيلي".
وأشار "واللا" إلى أن هذه الأنشطة البرية تنضم إلى الحرب على حرية العمل الجوي، التي في إطارها تم إسقاط درونات (طائرات صغيرة مسيرة) للجيش الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية، وبضمنها محاولة إسقاط طائرة بدون طيار.
ويقدر الضباط الإسرائيليون أن محاولة حزب الله إسقاط طائرة بدون طيار مرة أخرى، أو استهداف طائرة مقاتلة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية، هي مسألة وقت. ومن الجهة الأخرى، فإن الجيش الإسرائيلي أسقط درونات تابعة لحزب الله بادعاء اختراقها الأجواء الإسرائيلية لغرض جمع معلومات استخباراتية حول الجيش الإسرائيلي.
وقال ضابط إسرائيلي إن "حزب الله يسير على الحافة، ويستخدم درونات لجمع معلومات استخباراتية، من دون مواد متفجرة في هذه المرحلة، لكنهم يجمعون خبرة بكل تأكيد، ويختبرون ويدرسون الجيش الإسرائيلي وشكل ردود فعله. وهذه حرب أدمغة حقيقية".
وأضاف الضابط نفسه أن قائد المنطقة الشمالية، أمير برعام، يدرس عدة طرق لإحباط وتشويش أنشطة حزب الله في جميع الأبعاد.
واعتبر برعام، بداية الأسبوع الحالي، أنه ليس صدفة أن حزب الله "مني بإخفاقات في محاولاته الأخيرة. والجيش الإسرائيلي، بواسطة عدد كبير من الأنشطة والعمليات البرية، في البر والبحر، وبواسطة أساليب خداع محنكة مقابل العدو، وبتفكير مبتكر ودراسة متواصلة، نجح في السنة الأخيرة في إضعاف حزب الله، واستهداف تموضع إيران وحزب الله في سورية ومنع خسائر بالأرواح".