الاتفاق النووي: شكوك وخلافات متزايدة بين إسرائيل والولايات المتحدة

الأربعاء 21 أبريل 2021 04:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
الاتفاق النووي: شكوك وخلافات متزايدة بين إسرائيل والولايات المتحدة



القدس المحتلة /سما/

تتزايد الشكوك وتتسع الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بشأن المفاوضات مع إيران حول اتفاق نووي في فيينا، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني اليوم، الأربعاء، عن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على هذا الموضوع.

ويزور مسؤولون أمنيون إسرائيليون رفيعو المستوى واشنطن، الأسبوع المقبل، بينهم رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، تمير هايمن، ورئيس الموساد، يوسي كوهين، ورئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، الذي يقود المحادثات مع الإدارة الأميركية حول الاتفاق النووي.

ويعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، غدا، مداولات حول بلورة سياسة إسرائيل من المفاوضات حول اتفاق نووي مع إيران، وتنسيق المواقف التي سيعرضها المسؤولون الأمنيون في واشنطن. وسيشارك في هذه المداولات وزير الأمن، بيني غانتس، ووزير الخارجية، غابي اشكنازي، إلى جانب المسؤولين الذين سيزوروا واشنطن.

ونقل "واللا" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن جميع المحادثات مع الإدارة الأميركية جرت بمعظمها حتى الآن بواسطة الهاتف أو محادثات فيديو. وأضاف أن إسرائيل ستطلع على حجم الفجوة في المواقف مع الإدارة الأميركية في الموضوع الإيراني بعد المداولات التي ستجري وجها لوجه مع المسؤولين في إدارة بايدن، الأسبوع المقبل.

وتابع المصدر الإسرائيلي "أننا لا نعتقد أن الأمر انتهى، وطالما لدينا فرصة لأن نقول موقفنا، فإننا سنحاول على أمل أن ننجح في الإقناع".

وجرت حتى الآن جولتا محادثات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول الإستراتيجية التي يمكن اتباعها تجاه إيران. ودارت المحادثات عبر الفيديو بين طاقم إسرائيلي برئاسة بن شبات وطاقم أميركي برئاسة مستشار الأمن القومي، جاك ساليفان.

ويدعي متحدثون إسرائيليون أن إسرائيل لا تريد تكرار الصدام مع الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، لدى توقيع الاتفاق النووي مع إيران، عام 2015.

ونقل "واللا" عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إنهما اطلعا على اختلاف سياسة الجانبين تجاه الطريق الأفضل لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب الشعور المتبادل بانعدام الثقة وانعدام التنسيق وشفافية غير كافية بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وخلال جولة المحادثات الثانية بين الجانبين، الاسبوع الماضي، قال بن شبات إن إسرائيل قلقة من أن الإدارة الأميركية تتقدم في المحادثات مع إيران في فيينا، لكن الإدارة لا تأخذ بالحسبان الأمور التي تقلق إسرائيل بالشكل الكافي.

وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن الجانب الأميركي اشتكوا في المقابل من أن إسرائيل لا تأخذ بالحسبان بشكل كاف طلب إدارة بايدن بسياسة متبادلة حول "صفر مفاجآت" في الموضوع الإيراني، وتنفذ عمليات عسكرية واستخباراتية ضد طهران من دون شفافية كافية مع الولايات المتحدة.

بدورهم، قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة مسبقا حول سلسلة عمليات ضد إيران، وأنه "لا يفترض أن يكونوا متفاجئين". وبذلك تعترف إسرائيل بهجمات ضد أهداف إيرانية.

وأضاف المسؤولون الإسرائيليون أن إدارة بايدن هي التي تتصرف بشفافية غير كافية معهم حول تفاصيل المقترحات التي تقدمها أمام الإيرانيين في المحادثات النووية. وتطرق المسؤولون الإسرائيليون بشكل خاص إلى العقوبات التي تدرس الإدارة الأميركية رفعها عن إيران.

ونقل "واللا" عن مسؤول في إدارة بايدن رفضه للانتقادات الإسرائيلية، وقال إن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين يجرون محادثات دائمة وغير متوقفة ومنفتحة في الموضوع الإيراني ومن خلال عدة هيئات. وأضاف المسؤول الأميركي أن "الولايات المتحدة وإسرائيل ستواصلان هذا الحوار القريب والصادق لاحقا ايضا".

وأشارت تقارير صحافية إسرائيلية عديدة، مؤخرا، إلى وجود خلاف في الحكومة الإسرائيلية حول طريقة العمل مقابل الإدارة الأميركية. ويدعو وزير الأمن، بيني غانتس، إلى تبني "خط معتدل" ومحاولة دفع مصالح إسرائيلية من خلال حوار مع الإدارة. وفي المقابل، يعتبر نتنياهو أن التوجه الإسرائيلي نحو الموضوع النووي ينبغي أن يكون "صارما"، حتى لو تم تفسيره أنه توجه صدامي مقابل إدارة بايدن.