"كرة العكاكيز".. عندما تتفوق إرادة شباب غزة على الاحتلال وحصاره

الإثنين 19 أبريل 2021 11:58 ص / بتوقيت القدس +2GMT
"كرة العكاكيز".. عندما تتفوق إرادة شباب غزة على الاحتلال وحصاره



كتب يوسف الشايب - الايام

أعلنت لجنة التحكيم الرسمية للدورة السابعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، فوز الفيلم الفلسطيني "كرة العكاكيز" للمخرج إياد الأسطل، بجائزة "هيباتيا" الذهبية لأفضل فيلم وثائقي.

و"كرة العكاكيز"، فيلم وثائقي من إخراج إياد الأسطل، تدور أحداثه في قرابة الثلاثين دقيقة، حول شباب من غزة يعشقون كرة القدم بشغف كبير، لكن كلاً منهم فقد إحدى ساقيه لأسباب عدّة، غالبيتهم برصاص الاحتلال، وخاصة في "مسيرات العودة"، إلا أن ذلك لم يمنعهم من ممارسة لعبتهم المفضّلة باستخدام "العكاكيز" في أحد ملاعب القطاع.

تمكن هؤلاء المثابرون، بعد تدريبات شاقة، من الالتحاق بالمنتخب الوطني، وتمثيل دولة فلسطين في محافل دولية، وهو ما لقي التفاتاً داخلياً وخارجياً، بحيث يظهرون في أحد المشاهد، وقد تم استقبالهم في مطار فرنسا بحفاوة بالغة.

وركز المخرج في رحلة فرنسا على المناظر الطبيعية بموازاة تسليطه الضوء على يوميات ومشاعر اللاعبين، الذين قال أحدهم: صحيح أنا منبهر بجمال الطبيعة هنا، لكنني، اشتقت إلى فلسطين بالفعل، قبل أن يرصد تفاصيل من التدريبات استعداداً لإحدى المباريات، وتفاعل المدرّبين واللاعبين، علاوة على رصد لقطات متسارعة من المباراة، مع التركيز على فوز منتخب "العكاكيز"، والتفاف المشجعين من الجالية الفلسطينية حول اللاعبين، في فيلم إنساني بامتياز، يعرّي عنصرية الاحتلال وجرائمه الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، دون صراخ.

لكل لاعب في فريق "كرة العكازيز" حكاية، منها حكاية ذلك اللاعب الذي طُرد من ناديه، حيث كان لاعباً أساسيّاً بعد فقده ساقه، لكنه واصل التدريبات بعد حين حتى التحق بهذا الفريق، مشدداً على أنه يجب الإفادة من المآسي وتحويلها إلى دوافع لتحقيق الإنجازات، وعدم الاستسلام لها، بحيث لا تكون هي النهاية، بل بداية لانطلاقة جديدة.

في حين لفت آخر، إلى كيف ساهم انضمامه إلى الفريق، في تحوّل النظرة المجتمعية تجاهه، من شخص ذي إعاقة ليس بمقدوره تحقيق أي إنجاز إلى صاحب إنجازات متتالية، قائلاً "لا شيء مستحيل.. استطعنا بإيماننا بأنفسنا وتشجيع من حولنا، بناء فريق كرة قدم لذوي الإعاقة من مبتوري السيقان، ورفع اسم فلسطين في محافل عربية ودولية".

وكان المخرج إياد الأسطل، قال: صوّرت لفترة وجيزة مع الفريق في قطاع غزة خلال فترة التدريبات، وركّزت على أربعة منهم، ولحسن حظي كانوا بين الفريق حين توجهنا إلى فرنسا، بحيث تم تنظيم مواجهات ودية مع فرق فرنسية لذوي الإعاقة، وتنوع التركيز ما بين الملعب وما بين الطبيعة الفرنسية عبر رحلات نُظمت للاعبين.. أبهرني تمسك الجميع، وخاصة الشبّان الأربعة بالحياة، ومدى عشقهم لها، في رحلة لم تخل من اكتشافات تتعلق بالتضامن الفرنسي مع فلسطين، ومدى انفتاحنا على الثقافات الأخرى.. كانت تجربة شيّقة جداً، أحببت نقلها إلى العالم، عبر مشاركته في عديد المهرجانات العربية والدولية.

جدير بالذكر أن جائزة "هيباتيا" الفضية لثاني أفضل فيلم ذهبت إلى "لم تكن وحيدة" للمخرج حسين الأسدي (العراق)، في حين حصل فيلم "جميلة في زمن الحراك" للمخرج حراث عبد الرحمن (الجزائر- فرنسا)، على تنويه خاص.

وذهبت جائزة "هيباتيا" الذهبية لأفضل فيلم روائي لفيلم "يوم عادي جدا" للمخرج أنس زواهري (سورية)، وجائزة هيباتيا الفضية لثاني أفضل فيلم لـ"توك توك" للمخرج محمد خضر (مصر)، فيما حصل الكاتب رضا صديقي على تنويه خاص، لمعالجة فيلم "سيرانو" للمخرج رضا صديقي وصلاح إسعا (الجزائر وفرنسا)، ومدير التصوير محمد شون على شهادة تقدير عن فيلم "في السابع والعشرون من مايو لهذا العام" للمخرج مراد.

وفي مسابقة أفلام التحريك حصد الفيلم اللبناني "كيف تحولت جدتي إلى كرسي" للمخرج نيكولا فتوح على الجائزة الذهبية، وفيلم "تحت الظل" على الجائزة الفضية، وفيلم "القدر" على تنويه خاص.