حقق علماء بريطانيون وأمريكيون، اختراقا طبيا مهما، في الكشف عن المادة المساعدة في الإصابة بالأمراض العقلية.. وهو ما يساعد في إمكانية التحكم أو منع الإصابة بالأمراض.
وكشفت دراسة طبية حديثة أن مستويات الغازات السامة في الدماغ يمكن أن تؤثر على ما إذا كنا سنصاب بالخرف والصرع أم لا.
ويتكون غاز كبريتيد الهيدروجين "H2S" داخل الجسم بجرعات صغيرة، ويتم إنتاجه في الدماغ والعديد من العضلات الملساء، بما في ذلك الشريان الأورطي الصدري والدقاق (القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة).
وأشارت صحف بريطانية إلى أن علماء من بريطانيا والولايات المتحدة قاموا باختبار خلايا دماغ الفئران، ووجدوا أن الغاز متورط في حجب بوابة خلايا الدماغ الرئيسية التي تساعد الدماغ على التواصل بشكل فعال.
وقد تساعد العلاجات في تقليل مستويات "كبريتيد الهيدروجين" في الدماغ، وبالتالي معالجة الخرف والصرع، ودرء الضرر الناجم عن الغاز.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور مارك دالاس، في جامعة ريدينغ: "هذا اكتشاف مثير لأنه يعطينا رؤى جديدة حول دور كبريتيد الهيدروجين في أمراض الدماغ المختلفة، مثل الخرف والصرع".
ويقول العلماء إن الآثار المترتبة على العلاجات المحتملة مثيرة بشكل خاص لأن العثور على الأدوية التي تستهدف إنتاج كبريتيد الهيدروجين في أدمغتنا قد تكون لها مجموعة من الفوائد للأمراض.
وعلى الرغم من أنه يتم إنتاج الغاز بجرعات صغيرة داخل الجسم، إلا أنه يوجد أيضاً بشكل طبيعي في البترول الخام والغاز الطبيعي والغازات البركانية والينابيع الساخنة والمياه الجوفية.
وبحسب العلماء فإن تعرض الإنسان لكبريتيد الهيدروجين المنتج خارج الجسم يتم بشكل أساسي عن طريق الاستنشاق، ويتم امتصاص الغاز بسرعة عبر الرئتين.
ووجدت دراسة سابقة أجراها باحثون من جامعة كالغاري في كندا عام 2001، أن الغاز يبدو أنه يضعف الأداء الإدراكي لدى الفئران. وتم ربطه سابقا بتلف الدماغ وتلف الجهاز العصبي لدى البشر.
وعلى الصعيد العالمي، يعاني حوالي 50 مليون شخص من الخرف، وهناك ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة كل عام، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
وقد يساهم مرض ألزهايمر، الذي يدمر الذاكرة ومهارات التفكير ببطء، في 60 في المئة إلى 70 في المئة من حالات الخرف.