إسرائيل تسعى لعرقلة محادثات فيينا وتوجه إهانة لوزير الدفاع ألأميركي أثناء زيارته

الإثنين 12 أبريل 2021 09:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تسعى لعرقلة محادثات فيينا وتوجه إهانة لوزير الدفاع ألأميركي أثناء زيارته



واشنطن /سما/

 بحسب عدد من الخبراء الأميركيين المختصين بالشأن النووي الإيراني، فإن الهجوم الإسرائيلي على منشأة "نطنز" الذرية يهدف إلى عرقلة لقاءات "فيينا" الدائرة بين إيران والولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا وبريطانيا، وألمانيا.

وقال الدكتور جوزيف سيرنسيوني، الأستاذ بجامعة جورجتاون، وأحد أهم خبراء "عدم الانتشار النووي" في العاصمة الأميركية، أن إسرائيل تحاول إهانة الولايات المتحدة وتوريطهم في حرب لا تريدها، بتوجيه ضربة إلى "نطنز" في الوقت الذي يقوم فيه وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن بزيارة رسمية لإسرائيل تستغرق يومين.

وقال سييرنسيوني الذي قدم مشورة تقنية للفريق الأميركي أثناء المفاوضات التي كللت بتوقيع الاتفاق بين إيران، وأعضاء مجلس الأمن الدائمي العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا في تموز 2015: "إسرائيل تهين وزير الدفاع (لويد) أوستن أثناء زيارته لإسرائيل بشنها هجوم غير قانوني على منشآت في دولة أخرى، علما بأنها أنها ليست في حالة حرب مع تلك الدولة" ولكن "تهدد هذه الهجمات بإفشال محادثات جو بايدن مع تلك الدولة (إيران) وتجرنا إلى الحرب".

يذكر أن وزير الدفاع الأميركي، أوستن، أكد الاثنين، على حرص الولايات المتحدة على "أمن إسرائيل"، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إسرائيل المكلف بنيامين نتنياهو.

وأضاف أوستن، الذي وصل الأحد إلى إسرائيل في أول زيارة لمسؤول أميركي رفيع المستوى، للبحث في عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي تعارضه إسرائيل، أن واشنطن تدعم "ضمان استمرار تفوق إسرائيل في المنطقة".

وزار أوستن قاعدة "نفاطيم" الجوية حيث أكد خلال كلمة له هناك أن الولايات المتحدة تدعم مبادرات التطبيع، وأنها ستقدم المساعدة في هذا الجانب من خلال العلاقات الجيدة التي تتمتع فيها واشنطن مع كثير من الدول العربية والمسلمة.

وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى قد أخبر الصحافيين يوم الجمعة الماضي أن "اجتماعات فيينا بدأت بداية جيدة وأنها تسير بشكل سلس، مؤكدا إثر اختتام الاجتماعات (بين أطراف الاتفاق النووي الإيراني بعد 4 أيام من المحادثات) وجود مؤشرات على جدية إيران.

وقال المسؤول: إن المشاركين استعرضوا في اليوم الأخير من الاجتماعات التصورات المقدمة من لجان الخبراء بشأن الخطوات الممكن اتخاذها من أجل التوصل إلى خريطة طريق تمهّد لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق.

وتعرضت المنشأة النووية الإيرانية في نطنز لتفجير يعتقد أن مصدره إلكتروني وأدى إلى خراب كبير وفق التقارير الصحفية الأولية، جاء مباشرة بعد تصريحات المسؤولين الأميركيين أن أن واشنطن مستعدة لفرع العقوبات التي تعتبر بأنها لا تتسق مع الاتفاق النووي الإيراني ، والتي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على إيران بعد أن انسحبت من الاتفاق في شهر أيار 2015.

وعلى الرغم من أن الإيرانيين لم يكشفوا طبيعة الأضرار التي أدت إلى قطع التيار الكهربائي عن المنشأة، ولكن رئيس وكالة الطاقة النووية الإيرانية، علي أكبر صالحي، وصف الهجوم بأنه "إرهاب نووي" في إشارة ضمنية إلى إسرائيل. وتقوم إسرائيل منذ سنوات بشنّ هجمات إلكترونية ضد المنشآت النووية الإيرانية، بما فيها استهداف نطنز في 2010 عندما استخدمت فيروس إلكتروني عرف باسم Stuxnet طورته بالتعاون مع الولايات المتحدة، ودمرت حوالي ألف جهاز طرد مركزي وتسببت بنكسة كبيرة لبرنامج إيران النووي.

كما قامت إسرائيل باغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، في شهر تشرين الثاني 2020.

بدورها، نسبت وسائل إعلام إسرائيلية نسبت إلى مصادر في الاستخبارات الغربية قولهم إن جهاز الموساد الإسرائيلي هو الذي شنّ الهجوم الإلكتروني ضد نطنز.

من جهته، ألقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم الإثنين باللوم على إسرائيل في الحادث الذي وقع في موقع تخصيب اليورانيوم في نطنز بوسط إيران يوم الأحد، حسبما ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا).

وقال ظريف في اجتماع للجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، إن إسرائيل "تريد الانتقام من الشعب الإيراني لنجاحه في رفع العقوبات الجائرة لكننا لن نسمح بذلك".

ورداً على الدعوة التي طلبت من الحكومة الإيرانية وقف محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي الإيراني بعد الحادث، دعا ظريف الشعب الإيراني إلى عدم "الوقوع في الفخ" الذي نصبته إسرائيل.

وبحسب منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في وقت سابق يوم الأحد، وقع حادث في جزء من شبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز النووية في الصباح.

وقال ظريف، إن أجهزة الطرد المركزي التي تضررت في منشأة نطنز كانت من الجيل الأول، وسيتم استبدالها بأجهزة أكثر تقدما، ما سيعزز موقف إيران في المفاوضات التي تهدف إلى رفع العقوبات الأمريكية عن إيران.

وحذر ظريف من أن إيران لن تسمح لإسرائيل بمنع رفع العقوبات، وسوف "تنتقم من" إسرائيل بسبب حادث نطنز.   "صحيفة القدس"