اتّهمت روسيا “هيئة تحرير الشام” بزعامة أبو محمد الجولاني، بالتخطيط لتفجير في مدينة سيمفروبول، عاصمة إقليم القرم، المتنازع عليه بين أوكرانيا وروسيا والخاضع حاليًا للسيطرة الروسية.
ونقلت وسائل إعلام روسية، بيانًا لقوات الأمن الروسية قالت فيه إنها أحبطت هجومًا إرهابيًا في سيمفروبول، واحتجزت اثنين من أنصار “تحرير الشام”، “كانا يخططان لتفجير إحدى المؤسسات التعليمية في المدينة، ومن ثم الهرب عبر اوكرانيا و تركيا الى سورية.
تحرّك تنظيم الجولاني ومقرّه إدلب في القرم، حسب البيان الرسمي الروسي، ربما يكون باكورة تقديمة أوراق اعتماد لدى الولايات المتحدة بل والتنسيق معها لتنفيذ بعض المهام لصالحها، إذ يحاول الجولاني منذ مدة مغازلة واشنطن، والإعراب في أكثر من مناسبة بأنه ليس على عداء معها أو مع الدول الغربية وذلك لانتزاع ورقة حسن سلوك ورفع اسم تنظيمه من قوائم الإرهاب الأمريكية، إلا أنه يبدو من الصعب على الجولاني التحرّك لخدمة واشنطن خارج سورية دون موافقة من الجانب التركي، فهل حصل عليها؟
وقد تكون ازدياد مؤشرات دخول انقرة على خط الازمة شرق أوكرانيا ومطالبة روسيا لها باحترام اتفاقية “مونترو” وضبط حركة دخول السفن الحربية الامريكية إلى حوض البحر الاسود، عبر مضائق البوسفور والدردنيل، بالاضافة الى تزويد انقرة لحكومة كييف بطائرات بيرقدار، حيث اجرت القوات المسلحة الأوكرانية مناورات في أجواء البحر الأسود تدربت فيها على استخدام طائرات “بيرقدار بي تي 2” المسيرة تركية الصنع، كلها تبدو حلقات متصلة ببعضها قد يمثل نشاط الجولاني في حدائق روسيا في القرم إحدى هذه الحلقات، وزاد الجولاني بعد عدة خطابات ومقابلات كان اخرها مع الصحفي الامريكي “مارتن سميث” من وتيرة التزلف لواشنطن، وتجاوز التصريحات المهادنه الى اجراءات ميدانية، اذا نشط الجولاني في حملة اعتقالات في الشمال السوري ضد مطلوبين للولايات المتحدة واعتقلت عناصره الاسبوع الماضي اكثر من 15 قيادياً ومقاتلاً من تنظيم “حراس الدين” من جنسيات متعددة كلهم ممن تلاحقهم واشنطن.
وارتفع منسوب التوتر على الحدود الشرقية لأوكرانيا في”دونباس” ما ينذر بازمة دولية ومخاطر نشوب نزاع مسلح بين موسكو وحكومة كييف المدعومة من الولايات المتحدة.
واعتبرت عدّة شخصيات في المعارضة السورية الاتهام الروسي لتنظيم الجولاني بالانخراط في النزاع شرق أوكرانيا بأنه محاولة روسية لتبرير الهجمات التي تشنّها على مناطق في إدلب، وتحضيرا لتصعيد عسكري روسي شمال سورية، بينما اعتبر مراقبون تحرّك تنظيم القاعدة وجماعة الجولاني أحد فروعها لمساندة السياسيات الأمريكية، عودة لإمساك الديمقراطيين بورقة الجماعات الإسلامية المتطرفة، وجماعات الإسلام السياسي وتوظيفها، وبداية عودة لأدوات الحرب الباردة ضد روسيا والصين.